هاني السنباطي المؤسس المشارك والشريك المنتدب لشركة سواري فينتشرز: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدأون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع هاني السنباطي المؤسس المشارك والشريك المنتدب لشركة رأس المال المخاطر الدولية سواري فينتشرز، والتي تستثمر في مشروعات رواد الأعمال أصحاب الرؤية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
اسمي هاني السنباطي عمري 46 سنة، بدأ الشيب يغزو شعري تدريجيا وآمل أن أصبح مع ذلك أكثر حكمة. متزوج من داليا السكري، وأب لكل من نور 13 سنة ويوسف 9 سنوات.
يشرفني أن أكون أحد المؤسسين والشريك المنتدب لسواري فينتشرز، وهي شركة لإدارة صناديق رأس المال المخاطر التي تركز على الاستثمار في الشركات المصرية والشمال أفريقية في مراحلها الأولية. عادة ما نستثمر بين مليون و3 ملايين في الشركات سريعة النمو القائمة على المعرفة. وبعيدا عن الأرقام، فإن هدفنا الأساسي هو أن نجد أفضل رواد الأعمال الذين لديهم الرغبة والقدرة على إنشاء شركات كبرى.
روتيني الصباحي يعتمد على ما إذا كانت زوجتي موجودة أم خرجت لممارسة رياضة الجري، لأننا نتبادل مسؤولية تجهيز نور ويوسف للمدرسة. نور تستيقظ عادة في السادسة صباحا وتكون مستعدة للذهاب للمدرسة دون مساعدة، ولكن يوسف يحتاج إلى “دفعة قوية” كي يغادر السرير. بحلول الساعة 7:40 دقيقة، يكونا قد غادرا إلى المدرسة ونستعد أنا وزوجتي للذهاب إلى العمل. أوصلها إلى عملها، واذهب سريعا لتناول كوب من القهوة ثم أتوجه إلى سواري. إنه روتين صنعته “الضرورة”، ولكني أصبحت أحبه بشكل متزايد.
لا يوجد يوم “تقليدي” في مجال عملنا. الركن الأساسي الوحيد في جدول أعمالي هو الاجتماع على مستوى الشركة يوم الأحد من الساعة 11 صباحا وحتى الواحدة ظهرا، ونشير إليه عادة باجتماع الشركات. ويحدد هذا الاجتماع في الأغلب شكل جدول الأعمال لبقية الأسبوع. كل أوجه الشراكة نناقشها خلال هاتين الساعتين: اتفاقيات الاستثمارات المقبلة، الموقف من تنفيذ الاتفاقيات، تطورات المشروعات الرئيسية في محفظة استثماراتنا، التعيينات الجديدة، إلخ.
في أي يوم، ينقسم يومي بين حضور اجتماعات عرض أفكار المشروعات الجديدة، وبين تنفيذ الاتفاقيات (التحليل، الفحص النافي للجهالة، تجهيز المستندات اللازمة)، وبين إدارة محفظة استثماراتنا والتواصل مع قاعدة مستثمرينا ومنظومة ريادة الأعمال ككل. يختلف تخصيص الوقت بشكل كبير بناء على أين نحن في أي مرحلة في دورة التمويل، وبناء على أحداث محددة مثل إتمام صفقة أو التجهيز للتخارج من إحدى الشركات. إدارة محفظة الاستثمارات هي الجزء الأكبر من عملي من حيث الوقت الذي تستغرقه. البحث عن أفضل طريقة لمنح قيمة مضافة للشركات التي نستثمر فيها هو صميم عملنا، ولذلك عادة ما ننخرط بشكل كبير في تطوير الأعمال وصياغة الاستراتيجيات وتنفيذها، والحرص على التمثيل في مجلس الإدارة، وغرس قواعد الحوكمة الجيدة. نحن نسعى جاهدين لعمل كل ما يلزم لمساعدة رواد الأعمال على النجاح.
باعتباري محب لأفلام الخيال العلمي ونشأت في الثمانينات، وكانت سلسلة “Star Wars والكتب المصورة جزءا كبيرا من طفولتي. ولذلك فإن ثلاثية “Star Wars ” الجديدة وعالم مارفل السينمائي بالكامل له تأثير عاطفي خاص عليَّ. من وجهة نظر فنية “Infinity War ” و”Endgame ” لم يخيبا ظني. وفي الوقت نفسه ستظل “Star Wars ” لها مكانة خاصة بغض النظر عن أي شيء.
بالنسبة لي، سيظل “Seinfeld ” هو أفضل مسلسل على الإطلاق. الكتابة في “Seinfeld ” تتحدى الزمن، النصوص كانت مكتوبة بدقة شديدة. ولكن مفهوم التلفزيون تغير بشدة على مدار حياتي، والتكنولوجيا تتحكم في هذا الأمر بشكل كامل تقريبا. لذلك أريد أن أذكر بشكل خاص مسلسلين كانا نتاجا لتلك التغيرات “The Man in the High Castle ” و”Insecure “، إذ بدأ كلاهما كحلقات تعرض على يوتيوب.
سواري فينتشرز تأسست كشراكة بين أحمد الألفي ووائل أمين وأنا. وتعرفنا ثلاثتنا من خلال الأعمال السابقة لكل منا.
قبل إنشاء سواري، كنت مسؤولا عن استثمارات التكنولوجيا والإعلام والاتصالات في المجموعة المالية هيرميس. بين عامي 1999 و2009 استثمرنا في 30 شركة (من بينها مصراوي، واطلب، ولينك دوت نت، ومكتوب)، وأنشأنا أول صندوق لرأس المال المخاطر في مصر وفقا لقواعد الهيئة العامة للرقابة المالية، وهو الصندوق الذي استثمر في “سي وير سيستمز” وكان من أوائل المستثمرين في شركة فوري. التقيت بوائل أمين للمرة الأولى قبل 20 عاما تقريبا، عندما استثمرنا في شركته آي تي ووركس”. وقابلت أحمد الألفي لاحقا في عام 2005. كان شديد الاهتمام بالتكنولوجيا ويستثمر في مجال التكنولوجيا في الولايات المتحدة، ويسعى للعودة إلى مصر للبحث عن فرص فيها وفي المنطقة. ونظرا للإمكانات الهائلة الموجودة في مصر عاد ألفي في عام 2006 وكان مديري لفترة قصيرة في المجموعة المالية هيرميس.
عملنا أنا وألفي في عام 2010 على إنشاء سواري فينتشرز. جهودنا من أجل إنشاء صندوق متخصص لرأس المال المخاطر شهدت تباطؤا بسبب الوضع السياسي والاقتصادي في مصر، ولكننا آمنا بالمستقبل واستثمرنا أموالنا الخاصة في شركات مثل كنجن (التي بيعت لسامسونج) وإلفز. وأنشأنا أيضا فلات 6 لابز التي توسعت بعد ذلك في السعودية والإمارات ولبنان وتونس والبحرين.
حتى قبل أن يصبح وائل شريكا في سواري فينتشرز، كان دائما معنا. كان أحد أهم الموجهين المخلصين للشركات التي نستثمر بها، والشخص الذي نلجأ إليه في الأمور التكنولوجية والتشغيلية. في العيد العشرين لتأسيس “آي تي ووركس”، بعد أن أصبحت تضم ألف موظف، وبعد أن بلغت قيمتها 50 مليون دولار، وأسس من عملوا بها سابقا أكثر من 150 شركة، قرر وائل الانضمام إلينا.
أعلنَّا مؤخرا عن الإغلاق الأول لصندوقنا، مع تعهدات وصلت إلى نحو 40 مليون دولار، ونتوقع إتمام الإغلاق الثاني في الربع الأول من العام المقبل، بتعهدات تتجاوز 70 مليون دولار.
نتشارك نحن الثلاثة في الشغف نحو ريادة الأعمال، ونؤمن بالقدرة الهائلة التي يمكن أن تحدثها ريادة في التحول الإيجابي لأي اقتصادي. سواري فينتشرز هي تتويج لمجموع خبراتنا ومسيراتنا المهنية. التنوع في خلفياتنا ومهاراتنا وشبكاتنا، والدافع والعزم المشترك لدينا، هو ما أهلنا بشكل جيد جدا لأن نصبح شركاء نعطي قيمة مضافة حقيقية لرواد الأعمال الذين ندعمهم.
مفهوم رأس المال المخاطر بصورته المؤسسة ما زالت أمرا حديث العهد في منطقتنا، ومنظومة ريادة الأعمال ككل لا تزال تمضي في منحنى تعلم متسارع. التصورات والحقائق (أي “قواعد اللعبة” و”الممارسة الأفضل”) بين المشاركين في المنظومة أنفسهم لا تزال غير متبعة أو مقدرة بالشكل الكامل.
إحدى الحقائق الراسخة والتي لا تلقى التقدير الكافي هي أهمية الشخصية ودورها الأساسي في التأثير على الناتج النهائي. أساسيات إدارة الأعمال تعلمك أن الأشخاص هم من يخلقون القيمة، ولكن كثير ممن ألتقي بهم يرددون هذا الكلام دون أن يؤمنوا به. لا توجد صناعة يكون فيها لشخصية الفرد أهمية أو تأثير واضح وملحوظ بسهولة أكثر من استثمارات رأس المال المخاطر. الأمر يتعلق بالأشخاص أولا وثانيا وثالثا
هناك سوء فهم بشكل عام لطبيعة العلاقة بين رائد الأعمال وصاحب رأس المال المخاطر. إنه مزيج فريد من العلاقة الشخصية والمهنية (وهو مزيج غير مريح إطلاقا لمن ليست لديه معرفة به). في المتوسط نحتفظ باستثماراتنا لمدة 5 سنوات قبل أن نتخارج منها. هذا وقت طويل جدا كعلاقة. ومثل أي علاقة، ستأخذ منها (أنت واستثماراتك) بقدر ما تعطي، لذا ضع اهتماماتك وتوقعاتك في المقدمة، واعمل على بناء الثقة، ولا تجعل العلاقة تبدو كصفقة حتى تراها وهي تزدهر.
منظومة ريادة الأعمال بالكامل في مصر والمنطقة تعاني من نقص شديد في التمويل. هذا ليس فقط من حيث التمويلات المتاحة، ولكن أيضا من حيث عمق قاعدة المستثمرين نفسها في المراحل المختلفة من عمر الشركة (التأسيس، المرحلة المبكرة، النمو والمزيد من النمو).
ولكن هذا يتغير بوتيرة أسرع كثيرا مما كنا نتخيل قبل ثلاث أو أربع سنوات فقط. نظرا لأن جزء كبير من الناتج المحلي الإجمالي (الرعاية الصحية، النقل، البنوك، التعليم، الزراعة) ستصبح رقمية بصورة أو أخرى يوما ما، فإن عددا كبيرا من الشركات الجديدة التي تتأسس سيقودها رواد للأعمال. وأتوقع شخصيا أن ترتفع رؤوس الأموال المتاحة للاستثمار المخاطر بنحو 100 ضعف خلال حياتنا، وسيؤدي ذلك إلى نقل اقتصادنا بعيدا عن المحددات المتصورة في الاقتصاد الكلي.
هناك أربعة أمور أدركتها وساعدتني في عملي في الأوقات الجيدة والصعبة. الأول: لا يوجد طريق وحيد للنجاح. وكما قال مدير سابق لي بلكنة فرنسية ثقيلة “هانييي! يمكنك أن تكون ملاكا أو تكون أمير الظلام وفي الحالتين قد تنجح”. والثاني: لا توجد حلول، توجد تنازلات”. والثالث: “كوباياشي مارو“:أنا وألفي نتفق في كثير من الأشياء ولكننا نتعارض تماما في شيء واحد “Star Trek ” مقابل “Star Wars “، يستحضر هو محاكاة التدريب الخيالي للطلاب في ستار تريك، وهو موقف لا يربح فيه أي أحد. الحكمة التي أخرج بها من ذلك هو أن في موقف لا يربح فيه أحد، يجب عليك أن تغير خطابك ورؤيتك. والأمر الرابع: “ستشرق الشمس غدا“.