الجمعة, 6 يناير 2023

بماذا تخبرنا البلورة السحرية؟

البداية

ثروتك هو موجز من إنتربرايز مخصص لك: لقيادات الشركات ورواد الأعمال الذين يعرفون أن الوقت لا يعني المال، ولكن الوقت والمال مواد أولية للأمور الأهم في الحياة وعلى رأسها عائلتك.

مرة واحدة في كل شهر، سنقدم لك مجموعة مختارة من الأفكار والنصائح والقصص الملهمة، والتي ستساعدك على الاستفادة من وقتك بالقدر الأكبر، وتحسين ثروتك، وبناء حياة أفضل مع من تحب.

وكما هو الحال دائما، يسعدنا الاستماع إلى قرائنا. أرسل لنا أفكار لقصص، أو ملحوظات، أو نصائح، أو اقتراحات، على البريد الإلكتروني editorial@enterprise.press.

ماذا نعرف عن المستقبل

ماذا نعرف عن المستقبل؟ بالنسبة لمعظمنا، الإجابة "ليس الكثير" أو على الأقل أننا لسنا متأكدين حقا بشان ما نعرفه عن المستقبل. لكن ذلك لا يمنعنا من استشراف المستقبل ومحاولة التنبؤ به، والتغييرات الكبيرة والصغيرة التي يمكننا توقعها بشكل عقلاني. في إصدار سابق من نشرة "ثروتك" تناولنا أبرز النبوءات القديمة لشكل العالم في 2020، وبالطبع لم تتحقق الكثير من التوقعات الجنونية التي صدرت قبل ظهرت السنوات. الآن، وبدلا من التفكير في الماضي ومقارنته بالتوقعات، فإننا نحول نظرنا إلى ما هو آت وما قد يشكل مستقبلنا في السنوات المقبلة.

المستقبل في مرآة الأعمال الفنية

كيف تؤثر الثقافة على المستقبل؟ حين نتحدث عن التوقعات الأساسية للمستقبل، دائما ما نجد الصناعات الإبداعية مثل الكتب والمسلسلات والأفلام جاهزة بالكثير من الأفكار والرؤى والتوقعات، أو ما نطلق عليه: الخيال العلمي. بالطبع هناك تيمات متكررة في الأعمال التي صدرت في الفترة الأخيرة، مثل الذكاء الاصطناعي وتلاشي الخصوصية الشخصية والاستقلالية البشرية. وقد جمعنا لكم بعض التوقعات التي من شأنها أن تفتح أعيننا وتحثنا على التفكير في المستقبل من خلال عدسة أكثر واقعية.

اختراعات مذهلة ربما نراها في المستقبل: المسلسل الوثائقي القصير The Future Of على نتفليكس يأتي من صناع سلسلة Explained الشهيرة، ويعتمد على استكشاف تقنيات لا تزال قيد التطوير في الوقت الحالي وتخيل شكل المستقبل بناء على وجودها. هناك حلقات مبهرة مثل التي تتحدث عن تخزين النباتات المنزلية لبيانات البيئة المحيطة ومراقبة التلوث، مما يساعد على الحفاظ على الكوكب وتخفيف أضرار المناخ. وهناك حلقة الكلاب، والتي تتنبأ بتوصل البشر إلى تكنولوجيا تساعدهم على التواصل مع الحيوانات الأليفة بكفاءة أكبر وفهم احتياجاتهم بسهولة. (شاهد التريلر – 1:31 دقيقة)

صناع السعادة: ربما تبدو أحداث رواية Tell the Machine Goodnight للكاتبة كاتي ويليامز بعيدة عن عالمنا الحالي ومبادئه، لكنها لن تكون مفاجأة لو تحققت في المستقبل. تدور الرواية في عام 2035، وتحكي قصة مهندسة اسمها بيرل تعمل في شركة منتجها الأساسي هو السعادة. مهمة بيرل جمع عينات الحمض النووي من العملاء لتحليل ما يحتاج إليه كل منهم كي يكون سعيدا، لكنها تعاني مع مهمة أخرى أكثر صعوبة: التعامل مع ابنها الوحيد الذي لا يجد سعادته سوى في رفض الفرحة. هذه الرواية ستجعلك تتساءل عما إذا كان علم النفس الإيجابي هو كل ما نحتاج إليه لنكون سعداء، أو أن واقعنا الحالي ومستقبلنا بعيد عن هذا.

الحياة في عالم غير حقيقي: يعتمد فيلم Ready Player One من إنتاج أبل تي في عام 2018 والمقتبس عن رواية إرنست كلاين، على مفهوم مثير للغاية هو الحياة داخل الميتافيرس، وهو مفهوم يبدو مثيرا للقلق في وجود الميتافيرس في عالمنا الحالي بالفعل. تدور أحداث الفيلم في عام 2045 داخل مدينة افتراضية تسمى "الواحة"، يهرب إليها الناس من الواقع الرهيب الذي يعيشون فيه. في ذلك العالم الموازي، لديك فرصة ثانية لتعيش حياة أفضل وتصبح نسخة أرقى بكثير من نفسك. بطل الفيلم شاب يتيم يكتشف فرصة للاستحواذ على المدينة بعد رحيل مؤسسها، ويدخل من أجل هذا سلسلة من المغامرات مع حلفائه للفوز، ومنع الواحة من السقوط بين أيدي الأشرار. (شاهد التريلر – 2:25 دقيقة)

عالم المستنسخين: الفكرة الأساسية في رواية The Echo Wife للكاتبة سارة جايلي هي شيوع تكنولوجيا الاستنساخ في المستقبل، وما يترتب على ذلك من تحديات. تدور أحداث الرواية حول إيفلين، العالمة التي تفتنها تكنولوجيا الاستنساخ لدرجة أنها تجربها بنفسها، وهو ما يؤدي إلى ظهور نسخة طبق الأصل منها باسم مارتين. لسوء الحظ يقع زوجها ناثان في حب المستنسخة مارتين، فمن يمكنه مقاومة إغراء نسخة جديدة من حبيبته؟ تنقلب حياة إيفلين رأسا على عقب بسبب ما يحدث، حتى تضطر في النهاية إلى التحالف مع نسختها لحل مشكلة متعلقة بالزوج، في حبكة تشد القارئ حتى النهاية.

ترندات 2023

توقعاتنا لعام 2023: تشكل موضات الطعام والتكنولوجيا وحياة المكتب حياتنا اليومية. يبدو أن بعض الاتجاهات (أو الترندات بلغة العصر) التي ظهرت في عام 2022 قد جاءت لتبقى، ولكن ثمة عددا قليلا من الاتجاهات الجديدة التي تشق طريقها بالعام الجديد.

الطعام –

كل شيء أحلى بالتمر: على الرغم من أن التمور طالما كانت غذاء رئيسيا في الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط، إلا أنها ستصبح مادة للتحلية في عام 2023، كما تتوقع شركة هول فودز. إذا كنت ترغب في مواكبة هذا الاتجاه أو تبحث عن بديل طبيعي بنكهة الكراميل للعسل وشراب القيقب (المابل سيرب)، ننصحك بتجربة دبس التمر من إمتنان ودبس البلح من أبو عوف.

منتجات من الماضي تعود من جديد: إذا كانت عودة مطعم الوجبات السريعة الشهير في السبعينيات والثمانينيات ويمبي بعد توقف دام عقودا تحمل أي دلالة، فهي أن الأطعمة التي تبعث على الحنين تعود بقوة. عادت أيضا أنواع الحليب بنكهة الكراميل والفانيليا من شركة جهينة التي توقفت في وقت سابق. نتوقع أن يستمر هذا الاتجاه ولكن الوقت فقط سيحدد أي من منتجات الطفولة سيعود مرة أخرى هذا العام.

المنتجات الغذائية المستدامة: توقع المزيد من العلامات التجارية التي تسلط الضوء على مبادرات الاستدامة الخاصة بها على ملصقاتها في عام 2023، كما ستجد المزيد من المنتجات النباتية في الأسواق. إذا كنت تبحث عن حلوى نباتية، فهناك بالفعل عدد محدود من الخيارات المتاحة من بينها آيس كريم الشيكولاتة النباتية من دارا وكيك الموز النباتي بحليب جوز الهند من جورميه.

التكنولوجيا –

من المتوقع أن يتصل أكثر من 43 مليار جهاز بالإنترنت في عام 2023، وفقا للتوقعات التي نشرتها فوربس. غطينا على نطاق واسع الاتجاهات الرئيسية التي نتوقع أن تؤثر على طرق استخدامنا لهذه الأجهزة على مدار العام. لقد تعمقنا في الميتافيرس والتطبيقات الفائقة، والتي غطيناها بالتفصيل في سلسلة من ثلاثة أجزاء من فقرة ماذا بعد، هنا وهنا وهنا.

ماذا تخبيء آبل لنا هذا العام؟ من المتوقع أن تعلن آبل عن جهاز ماك برو الجديد المتطور والمتكامل بمعالج آبل المصنوع من السيليكون بدلا من معالج إنتل في وقت ما في الربيع بعد أن تعطل إنتاجه بسبب التغييرات التي طرأت على المعالج وخطط التصنيع، حسبما ذكرت بلومبرج. من المحتمل أيضا إطلاق آيفون 15 في سبتمبر 2023، وثمة تسريبات حول إصدار " آيفون ألترا" هذا العام بهيكل من التيتانيوم وتعديلات أخرى.

حياة المكتب –

هل يمكن أن يكون عام 2023 هو العام الذي تتحول فيه المزيد من الشركات إلى أسبوع عمل مدته أربعة أيام: عدد الأسر التي تعتمد على دخل فردين في ارتفاع. ومع حاجة شخصين للعمل، يصبح العمل لمدة خمسة أيام في الأسبوع أكثر صعوبة، ولذلك يطالب المزيد والمزيد من الناس بأسابيع عمل أقصر من أجل تكريس المزيد من الوقت لرعاية والديهم وتربية أطفالهم، حسبما قالت ليندا جراتون، أستاذة علوم الإدارة في كلية لندن للأعمال، في بودكاست للمنتدى الاقتصادي العالمي.

من المتوقع أن ينضم المزيد من الأشخاص إلى سوق العمل العالمية هذا العام: في ظل هذه الفترة التضخمية الحالية التي لا تظهر أي علامة على الانحسار في أجزاء عديدة من العالم، من المتوقع أن ينضم المزيد من الناس إلى سوق العمل، إذ يزداد قلق الناس بشأن مدخراتهم ودخولهم، حسبما توقعت جراتون.

أماكن العمل المرنة مستمرة: سهلت التكنولوجيا العمل من أي مكان تقريبا ما يعني أنه من غير المرجح أن تتباطأ أو تختفي بعض الاتجاهات التي لاحظناها مؤخرا هذا العام بما في ذلك: أنماط حياة الرقميين الرحل والعمل الهجين.

اتجاهات الموضة –

الخزائن الكبسولة: دفعت الضغوط التضخمية الناس إلى شراء عدد أقل من الملابس مع التركيز بشكل أكبر على الجودة والمتانة، حسبما قالت رئيسة قطاع التجارة في ستيتش فيكس لوريتا تشوي، لفاست كومباني. "سيكون مفهوم التكلفة لكل استخدام مهما للغاية"، أوضحت تشوي. سيبدأ المزيد من الأشخاص في بناء خزانة ملابس، وهي عبارة عن مجموعة صغيرة من العناصر ذات الألوان المحايدة في الغالب والتي يمكن تنسيقها لارتدائها في إطلالات ومواسم ومناسبات مختلفة، لتعظيم مردود أموالك بشكل مبسط. تعد خزائن الكبسولة رائعة أيضا من المنظور البيئي، خاصة عند مقارنتها بالأزياء سريعة الاستهلاك.

الجلد: تعود موضة الجلد والجلد الصناعي بقوة في عام 2023. السترات الجلدية الملونة والموتو القصيرة والسترات الجلدية الطويلة، تصدرت عروض الأزياء لموسم 2023، ومن المتوقع أن تكون من قطع الملابس الأكثر رواجا هذا العام، وفقا لموقع ستايل كاستر.

البنطلونات المريحة ومتعددة الاستخدامات: بنطلونات الكارجو، التي كانت واحدة من أكبر الاتجاهات في عام 2022، مستمرة معنا هذا العام. سوف يمتد هذا الاتجاه المريح ليشمل قطعا أخرى بما في ذلك التنانير والجواكيت، ومن المحتمل أن نرى المزيد من الإصدارات المعدلة من هذا الاتجاه، وفقا لمجلة إيل.

علم المستقبل

من المنجم الفرنسي نوستراداموس إلى أوراكل دلفي، هيكل الوحي عند قدماء الإغريق، والكرة البلورية، حاول الناس التنبؤ بالمستقبل منذ قديم الأزل. ولكن ماذا لو كان بالإمكان تطبيق العلم والتكنولوجيا في التنبؤ بالمستقبل بدلا من الاعتماد على أوراق التاروت أو نبوءات العرافين؟ بدأ العلماء والباحثون في سلك نهج أكثر تنظيما في التنبؤ بالأحداث والاتجاهات بمساعدة تقنيات تحليل البيانات المتقدمة والذكاء الاصطناعي، مما يجعل الخروج بتنبؤات أكثر دقة حول العالم أمرا ممكنا.

وهنا يأتي دور الدراسات المستقبلية: الدراسات المستقبلية، التي تعرف أيضا بعلم المستقبل، هو مجال دراسة متعدد التخصصات يستخدم المناهج النوعية والكمية في محاولة لاكتشاف كيف يعمل المجتمع وما يحدث في المستقبل. ويركز هذا العلم على الاتجاهات طويلة المدى والديناميكيات والعمليات بدلا من الأحداث قصيرة المدى أو التنبؤات. تبحث الدراسات المستقبلية في الاتجاهات من وجهات نظر مختلفة تشمل العوامل السياسية والاقتصادية والبيئية والتقنية والثقافية والاجتماعية. ويتيح ذلك للباحثين تطوير رؤى مفيدة لسيناريوهات محتملة قد تحدث في المستقبل.

استخدام البيانات للتنبؤ بالمستقبل: تلعب البيانات دورا محوريا في الدراسات المستقبلية إذ تساعد في التنبؤ بالنتائج المحتملة اعتمادا على السلوك أو الاتجاهات السابقة، وهو ما يعرف أيضا بـ التحليل التنبؤي. بإمكان الباحثين، على سبيل المثال، استخدام البيانات حول معدلات النمو السكاني للتنبؤ بعدد سكان الأشخاص الذين سيعيشون في منطقة بعينها بعد 10 سنوات من الآن واستخدام بيانات النشاط الاقتصادي للتنبؤ بنمو الناتج المحلي الإجمالي لبلد ما بمرور الوقت أو تحليل بيانات تغير المناخ للتنبؤ بدرجات الحرارة العالمية خلال العقود المقبلة. ومن خلال الجمع بين قواعد البيانات المختلفة والأدوات الإحصائية مثل خوارزميات تعلم الآلة، يمكن للباحثين إنشاء نماذج تنبؤية بإمكانها أن تقدم إحصاءات قيمة حول ما يمكن أن يحدث في المستقبل.

أسس علم المستقبل: تشمل المبادئ الأساسية للدراسات المستقبلية ثلاثة أجزاء متكاملة وهي التنبؤ والتنبؤ العكسي أو الرجعي والتبصر. يركز التنبؤ على الاتجاهات الراهنة ويتكهن بالأحداث التي ستؤدي إليها في المستقبل. وينظر التنبؤ العكسي في النتائج أو الأهداف المنشودة ثم يعود إلى الوراء لتحديد ما هي الخطوات اللازمة لتحقيق تلك الأهداف أو النتائج. ويتضمن التبصر النظر في الاحتمالات البديلة وفتح الباب للتفكير الإبداعي من أجل إيجاد حلول ربما لم ينظر فيها من قبل. ومن بين الأدوات الأخرى التي قد تساعدنا على فهم الأنظمة المعقدة التي تشكل عالمنا تخطيط السيناريو وتحليل الاتجاهات.

وكما قال سكار، كن مستعدا: من خلال دراسة علم المستقبل، يمكننا النظر في الوضع الحالي للبيئة والتفكير في التبعات المحتملة للإجراءات المختلفة (أو التقاعس عنها) والخروج بوسيلة لتخفيف أو منع النتائج السلبية. وبدلا من اتخاذ ردود أفعال بعد ما يحدث، يمكننا اتخاذ قرارات مستنيرة حول التعامل مع التحديات العالمية الملحة مثل الجوائح أو تغير المناخ. قد يتضمن ذلك الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة والاستثمار في التقنيات الخضراء أو تغيير طريقة حياتنا لتصبح أكثر استدامة.

الاحتمالات لا نهائية، ولكنها ليست علما دقيقا. بعض من ينتقدون الدراسات المستقبلية يقولون إن تنبؤات علماء المستقبل عادة ما تكون خاطئة أو يوتيوبية أو تشاؤمية بدرجة مفرطة ولا يمكن التنبؤ بدقة بسبب الأحداث غير المتوقعة أو الظروف المتغيرة. على سبيل المثال، توقع علماء المستقبل في خمسينيات القرن الماضي أن نستقل السيارات الطائرة في وقتنا الحاضر وأن نتحول إلى السفر بين الكواكب بحلول عام 2000، وهو ما لم يتحقق، ولكن لا نزال متمسكين بالأمل.

تاريخ

ولع أزلي بالتنبؤ بالمستقبل: ربما يكون نوستراداموس العراف الأشهر في التاريخ قد فارق عالمنا منذ قرون، إلا أن زمننا الحالي يمتلئ بالعرافين في كل المجالات. من توقعات الأبراج إلى أفلام الخيال العلمي وحتى التحليلات المالية، كلها مجالات يقوم عليها أشخاص يحاولون الاستفادة من خبرتهم وقراءتهم للتاريخ لتوقع ما هو آت. وهنا نشير إلى أهم التنبؤات التي تحققت، وتلك التي فشلت في استشراف ما سيحدث في التاريخ الإنساني الحديث.

التلفزيون يعود بالإنسانية إلى عصور الظلام: قبل أن تكون منصات التواصل الاجتماعي هي "أصل الشرور"، كانت الأضواء مسلطة على التلفزيون. في يوليو 1951، وخلال العصر الذهبي للتلفزيون، جمعت محطة WOR-TV توقعات بعض النقاد العاملين في الإعلام بنيويورك حول شكل المستقبل في وجود هذا الجهاز، ووضعتها في كبسولة زمنية مقاومة للإشعاع لا تُفتح سوى بعد 100 عام. بعض التوقعات كانت متشائمة للغاية، وأحدها تنبأ بأن معرفة الناس بالقراءة والكتابة ستقل "كل دقيقة"، بينما كتب آخر: "بحلول القرن الحادي والعشرين، سيتحول البشر إلى مخلوقات محدبة ذات عيون زائغة تهيم في الظلمات … وما الفائدة من كلامي؟ لا أستبعد أصلا أن يعجز أحفاد عصر التلفزيون عن قراءة ما أكتبه الآن". لحسن الحظ خاب هذا التنبؤ، وها أنت الآن عزيزي "القارئ" تتجول بعينيك بين سطور هذا العدد من إنتربرايز. ناهيك بأن الأبحاث أظهرت أن مشاهدة التلفزيون باعتدال يمكن أن تكون مفيدة في تطوير معرفة الأطفال بالقراءة والكتابة.

"أوبومي" والاتحاد الأوروبي والفياجرا؟ في رائعته Stand on Zanzibar، وهي رواية من كلاسيكيات الموجة الجديدة للخيال العلمي صدرت عام 1968، يتخيل الكاتب البريطاني جون برانر العالم في عام 2010، ويشير إلى عدة تنبؤات خيالية تحققت في عصرنا الحالي. تتضمن الرواية شخصية تتولى رئاسة دولة أفريقية خيالية اسمها بنينيا، الشخصية تدعى أوبومي، باختلاف حرفين فقط عن نظيره في الحياة الواقعية: أوباما، الذي شغل منصب رئيس الولايات المتحدة بين 2009 و2017. وفي زمن الرواية عام 2010، يصل عدد سكان العالم إلى 7 مليارات نسمة، أي بفارق عام واحد فقط عما حدث في الحقيقة. تنبؤات الكاتب تشمل أيضا العملة الأوروبية الموحدة (اليورو)، وتقنين الماريجوانا، والقنوات الفضائية، والفياجرا.

الهاتف المحمول: في عام 1909، تنبأ العبقري نيكولا تسلا بأن البشرية ستعتمد على التكنولوجيا اللا سلكية لاختراع هواتف محمولة. كان تسلا مهندسا ومخترعا صربيا أمريكيا، لكن شهرته المبنية على وضع نظام التيار الكهربائي المتردد الذي يعتمد عليه العالم الآن تخفي وراءها حقيقة مهمة: أنه كان مستبصرا يتنبأ بالتطورات العلمية قبل حدوثها بعقود. يقول تسلا في مقابلة مع نيويورك تايمز عام 1909، إنه سيكون من الممكن قريبا "إجراء مكالمة من المكتب إلى أي مشترك في خدمات التليفون عبر العالم. لا بد فقط من استخدام جهاز رخيص في حجم الساعة، يسمح لحامله بالاتصال من أي مكان في البر أو البحر لمسافات تصل إلى آلاف الأميال". نبوءة دقيقة للغاية، مع الوضع في الاعتبار أن ذروة التكنولوجيا اللاسلكية وقتها كانت أجهزة التلغراف. صدقت توقعات تسلا، لكن هل جال في خاطره وقتها كم الانتشار الذي ستحظى به تلك الأجهزة الصغيرة؟

فشل البيتلز: ربما يكون أكثر قرار ندم صاحبه على اتخاذه هو رفض شركة ديكا للتسجيلات التعاقد مع فريق البيتلز بعد اختباره في يناير 1962. شركة التسجيلات البريطانية تنبأت وقتها بـ "انسحاب الأضواء من على الفرق التي تلعب الجيتار"، وظنت أن "فرقة البيتلز ليس لها مستقبل في مجال الموسيقى". التجاهل ذاته وجدته الفرقة من راي بلوخ المسؤول عن الموسيقى في برنامج إد سوليفان شو الأمريكي، الذي استضاف البيتلز في فبراير 1964. ورغم الإقبال التاريخي على تذاكر الحلقة، ورغم وصول عدد متابعي أول ظهور مباشر للفرقة على التلفزيون الأمريكي إلى نحو 73 مليون مشاهد، كان لدى بلوخ رأي مختلف: "الشيء الوحيد الذي يميزهم من وجهة نظري هو شعرهم"، متوقعا ألا تستمر الفرقة أكثر من عام. لكن البيتلز استمرت لطول من هذا بكثير، وصارت واحدة من أكثر الفرق الموسيقية تأثيرا في التاريخ، وغيرت شكل الموسيقى إلى الأبد.

علم نفس

لماذا من الصعب تخيل أنفسنا في المستقبل؟ هل فكرت يوما في ما ستصبح عليه في المستقبل أو في تبعات أفعالك قصيرة المدى على نسختك المستقبلية؟ إذا كانت الإجابة "لا"، فقد أثار ذلك اهتمام علماء النفس والأعصاب وأجروا عدة دراسات لفهمها على نحو أفضل. وكشفت معظم الدراسات العامل المشترك في ذلك وهو الدماغ. يفشل الدماغ البشري في الربط بين ما نحن عليه اليوم وما سنصبح عليه في المستقبل. بتعبير آخر، يتعامل المخ مع ذاتك المستقبلية وكأنها شخص غريب.

كيف يحدث ذلك؟ كشفت دراسة حديثة أن قشرة الفص الجبهي نشطة جدا فيما يتعلق بذواتنا الحالية وأقل نشاطا فيما يتعلق بذواتنا المستقبلية. ويفسر ذلك لماذا يجد الأشخاص صعوبة في التعرف على ذواتهم في المستقبل وكأنهم غرباء لا يشبهون ذواتهم الحالية. القشرة الموجودة في الفص الجبهي تتضمن مهاما تنفيذية مسؤولة عن التعبير عن الذات والسلوك الاجتماعي والمشاعر مثل التعاطف والخوف والبديهة واتخاذ القرار والتخطيط. وبمعنى آخر، هي مسؤولة عن الطريقة التي نرى بها أنفسنا والآخرين.

وهم الاستمرارية: إذا فكرت في الشخص الذي كنت عليه في الماضي، قد تدرك أنك لم تعد هو نفسه. ولكن إذا تخيلت نفسك في المستقبل، على الأرجح ستصدق أنك ستظل الشخص ذاته. هذه المعضلة – المعروفة بـ "وهم الاستمرارية" – توصل إليها الكاتب والصحفي العلمي شانكار فيدانتام. يخدعنا دماغنا بالزج بنا في براثن التفكير أننا وصلنا إلى أفضل نسخة من أنفسنا وأننا لن نتغير أبدا.

وهم نهاية التاريخ: يميل الناس إلى الادعاء أنهم تغيروا في الماضي أكثر مما سيتغيرون في المستقبل، وتدعم الأبحاث ما يعرف بـ "وهم نهاية التاريخ" ذلك. وحللت دراسة أجريت عام 2013 سلوك 19 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 68 عاما بناء على الشخصيات والقيم والتفضيلات وخلصت إلى أن الأشخاص من جميع الأعمار يعتقدون أنهم سيستمرون كما هم عليه مع تغييرات بسيطة أو دون تغيير على الإطلاق ولكن المشاركين في الدراسة من جميع الأعمار تحدثوا عن المزيد من التغيير في أنفسهم خلال العشرة أعوام الماضية أكثر مما توقعوه قبل تلك السنوات.

إذًا كيف نتمكن من تخيل ذواتنا في المستقبل؟ الكثير من القرارات التي نتخذها يوميا تتطلب مبادلة بين الحاضر والمستقبل والاستعانة بخيالنا في رسم سيناريوهات يمكن أن تغير بدرجة كبيرة من عملية صناعة القرار وتخلق تعاطفا نحو ذاتنا المستقبلية. تساعدنا التكنولوجيا الجديدة مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز على تخيل أنفسنا بوضوح في المستقبل وقد يثبت أنها أداة فعالة في خلق التعاطف نحو ذواتنا المستقبلية، مما يساعدنا على إدراك مدى تأثير قراراتنا الراهنة. واختبرت دراسة أجريت عام 2022 تكنولوجيا الواقع الافتراضي على 45 من مرتكبي الجرائم المدانين ووجدت أن التفاعل مع الصورة الرمزية لـ "الذات المستقبلية" ساعدت في تقليل احتمالية ممارسة سلوك تدمير ذاتي من خلال زيادة وضوح التأثيرات المحتملة.

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).