منة الله صادق، الرئيس التنفيذي لشركة مرافق حسن علام: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدأون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. وتتحدث إلينا هذا الأسبوع منة الله صادق، الرئيس التنفيذي لشركة مرافق حسن علام، الذراع الاستثماري في قطاعات الطاقة والطاقة المتجددة والمياه لدى مجموعة حسن علام.
اسمي منة الله صادق، وأنا فخورة لكوني أما لثلاثة أطفال، إلى جانب كوني المؤسس المشارك لثلاث شركات ناشئة جديدة نسبيا، والتي أسستها مع شخصيات بارزة داخل مصر وخارجها.
أشغل حاليا منصب الرئيس التنفيذي لشركة مرافق حسن علام، وهي منصة التطوير والاستثمار التي تم إنشاؤها قبل أقل من عامين لقيادة السوق فيما يتعلق بالاستثمار في الطاقة المتجددة والطاقة والقطاعات المرتبطة بالمياه، وذلك بداية من السوق المصرية.
أشغل كذلك منصب العضو المنتدب للمشروع المشترك بين لايت سورس بي بي و مرافق حسن علام، وهو المشروع الذي يعد بمثابة النجم الصاعد في مجالات الاستثمارات المرتبطة بالطاقة الشمسية.
الشركة الناشئة الثالثة تدعى “إيه إيه دبليو آي”، وهي مشروع مشترك مع شركة إسبانية تدعى “ألمار” وتعمل في مجال حلول المياه، كما أنها إحدى الشركات الرائدة في قطاع تحلية ومعالجة المياه. وقد تم إنشاء “إيه إيه دبليو آي” لتطوير محطات تحلية ومعالجة المياه والاستثمار فيها.
قطاع الطاقة المتجددة يختلف اختلافا كبيرا عن قطاع تحلية ومعالجة المياه، إلا أن نهج أعمالنا هو نفسه لكليهما. ونقوم بالبحث عن الفرص المناسبة ثم نطور المشاريع التي تلبي احتياجات عملائنا، لنقدم أفضل الأسعار وأفضل جودة لدى المقاولين الذين نستعين بهم، كما نقوم بإدارة الإنشاءات والتمويل، سواء من خلال المستثمرين أو من خلال القروض البنكية. وعندما نحدد عميلا محتملا – والذي يمكن أن يكون منشأة صناعية كبيرة ستستفيد من استخدام الطاقة الشمسية – فنحن نعقد معهم لقاءات ونوضح فكرتنا لهم، ونشرح لهم كيف يمكن إضافة القيمة لهم. وهذا الأمر أكثر أهمية مما تعتقد، وذلك لأنها قطاعات جديدة نسبيا. نقوم بعد ذلك بزيارة للموقع ونجري قياساتنا، ونضع التصميم الخاص بنا للمشروع، قبل التفكير في التنفيذ. لهذا فنحن موجودون منذ البداية إلى أن يتم تشغيل المشروع بالكامل.
إنه لمن الرائع حقا أن نكون قادرين على تزويد عملائنا بمنتج منخفض التكلفة. لهذا يمكننا بيع مياه التحلية أو الكهرباء إلى العميل بسعر تنافسي للغاية لفترة زمنية معينة، مما يمكنه من خفض تكاليفه. وفي النهاية، نقوم باسترداد استثماراتنا، ولكن على مدار فترة زمنية أطول من المستثمر التقليدي. فنحن نستخدم نموذج العمل “البناء والامتلاك والتشغيل” لكلا القطاعين.
اتبع روتينا صباحيا نشطا للغاية، فأنا استيقظ عادة في الساعة الخامسة والنصف صباحا وأقوم بالجري لمسافة ما بين 7 إلى 10 كيلومتر (وأزيد تلك المسافة إلى ما بين 10 و15 كيلومتر في أيام السبت). أعود بعد ذلك إلى المنزل لأصنع فنجانا من القهوة، وأتناول الإفطار مع أطفالي. وبعد أن أوصل الأطفال إلى المدرسة، أتوجه إلى مركز اللياقة البدنية (ثلاثة أيام في الأسبوع) أو إلى مركز تدريب اليوجا (ثلاثة أيام في الأسبوع)، قبل أن أتوجه إلى العمل. قد يرى البعض أن روتيني الصباحي غير معتاد، ولكنني لا أبدأ يومي إلا بهذه الطريقة، حتى في عطلة نهاية الأسبوع وأثناء الإجازات، حتى عندما يكون هناك تغيير في الجزء الخاص بالذهاب للمدرسة، ولكن تظل الأجزاء الأخرى من روتيني كما هي. ولحسن الحظ أنني لا أحتاج إلى الكثير من النوم، إذ يمكنني الاكتفاء بالنوم لخمس ساعات فقط.
وبما أنني مسؤولة حاليا عن ثلاث شركات، فغالبا ما يكون يومي مليئا بالأحداث المثيرة. ولا يمكنني تخصيص يوم معين من الأسبوع لكل شركة، على الرغم من أنني حاولت القيام بذلك في الماضي ولكن لم أفلح في ذلك. ولهذا فإني أضع لنفسي أهدافا محددة وواضحة يجب تحقيقها كل أسبوع، ثم أكون مرنة قدر الإمكان للتوفيق بين الأمور كلها. وعادة ما يكون جدول أعمالي ممتلئا للغاية، وغالبا ما يتغير بشكل جذري من أسبوع إلى آخر. كما أنه يتعين علي أن أدعم أعضاء فريقي بأكبر قدر ممكن، وهذا يعني في كثير من الأحيان حضور العديد من الاجتماعات، ولكن علي أيضا أن أتأكد من أنني لن أغرق في دوامة من الالتزامات التي من شأنها أن تمنعني من تحقيق أهدافي الأسبوعية.
لا أشاهد التليفزيون كثيرا، ولكني أحب القراءة، وقد قرأت مؤخرا كتاب “فن الحرب” لمؤلفه سون تزو، وهو كتاب رائع كتبه خبير استراتيجي عسكري صيني قديم، وقرأته للمرة الثانية. ويركز الكتاب على كيفية تطبيق فن الحرب على الاستراتيجية والتكتيكات العسكرية. ولكن عندما أقرأ الكتاب، فإنني أنظر إليه من منظور أن المعركة الحقيقية في الحياة غالبا ما تكون مع الذات، وليست مع أي شخص آخر. وهذا أمر مهم بالنسبة لي شخصيا، لأن ذلك يعد أصعب مهمة أمامي.
نشأت فكرة تأسيس شركة مرافق حسن علام بعد أن قررت مجموعة حسن علام تنويع عملياتها. وقد قرر الرؤساء التنفيذيون المشاركون التوسع في مجالات أخرى بخلاف الإنشاءات التي كانت تعتبر النشاط الرئيسي للمجموعة، لكي يكون لديها أعمالا تكميلية، وذلك مع الاستفادة من سلسلة القيمة الكبيرة التي يمكنهم الوصول إليها. انضممت بعد ذلك لقيادة شركة مرافق حسن علام، واستكشاف الاستثمارات المتعلقة بقطاعي الطاقة المتجددة والمياه. كانت الخطة في البداية تتمثل في اختراق السوق عن طريق الاستحواذ على الشركات القائمة (وهو ما نسميه النهج غير العضوي)، وهذا النهج أسهل من بناء المشاريع من الصفر. ولكن وبصراحة تامة، بالرغم من وجود شركات جيدة وناجحة في كلا القطاعين في مصر، فليس لدى أي منها المعرفة التقنية بالمشروعات الكبرى التي كنا نتطلع إلى تنفيذها. ولذلك فقد انتهى بنا الأمر إلى إنشاء شركات مشتركة مع كبار اللاعبين في كلا القطاعين على المستوى العالمي. وتعتبر شركة لايت سورس بي بي أكبر مطور للطاقة الشمسية في أوروبا، إذ قامت وما زالت تقوم بتطوير وإدارة أصول في قطاع الطاقة الشمسية بما يزيد عن 3 جيجاوات. كما أن شركة “ألمار” لحلول المياه لديها أكثر الفرق خبرة بتحلية المياه ومعالجتها في أوروبا.
تعد الطاقة المتجددة بديلا رائعا للسوق المصرية في الوقت الحالي، وذلك لأن أسعار الكهرباء آخذة في الارتفاع وأسعار الطاقة الشمسية أصبحت أكثر تنافسية. وبفضل ما لدينا من شراكات ودراية فنية، يمكننا تقديم أفضل الحلول لعملائنا. وفيما يتعلق بالصناعات الكبيرة، يمكننا خفض تكاليفها بشكل كبير ومساعدتها على أن تصبح أكثر استدامة وأن تكون صديقة للبيئة.
وفي الوقت ذاته، أصبحت المياه قطاعا حيويا للحكومة، وذلك نظرا لما تواجهه البلاد من نقص في الموارد المائية. وهذا النقص موجود حتى من دون وجود سد النهضة الإثيوبي، ولكن بالطبع وجود السد سيفاقم المشكلة. الناس عندما ينظرون إلى النيل لا يمكنهم أن يتخيلوا أن لدينا أي نقص في المياه، ولكن مع تزايد عدد السكان، سنواجه مشكلة حقيقية. لهذا فنحن نقدم خدمة مهمة للغاية للقطاعين العام والخاص.
أما في مجال التطوير، فقد يستغرق الأمر بعض الوقت للحصول على تدفقات نقدية مستقرة طويلة الأجل. يمكن أن تستغرق مرحلة التطوير الأولي لأحد المشاريع ما يصل إلى 24 شهرا، ولكنه يستغرق وقتا أطول في كثير من الأحيان لكي يصل إلى مرحلة التشغيل الكامل. ولهذا فهي مسألة صبر وامتلاك الموارد المالية، ولكن النتيجة النهائية تستحق كل هذا العناء.
هناك مقولتان كثيرا ما اتبعهما في حياتي المهنية، إحداها قالها لي رئيسي السابق الدكتور رؤوف غبور وهي أن العمل في أي مؤسسة يتطلب أكثر من مجرد أداء المهام المطلوبة منك وأن امتلاك المهارات أمر هام للغاية. وقد تعلمت الكثير خلال فترة عملي كمدير استثمار بشركة جي بي أوتو، وتعلمت أكثر من ذلك من خلال العمل مباشرة مع الدكتور غبور. الفكرة الثانية هي أهمية ثقافة العمل داخل المؤسسة في تطوير الأعمال. وذات مرة وجه أحدهم سؤال لي في إحدى المقابلات حول ما سأسعى ورائه في حياتي المهنية المستقبلية، وكانت إجابتي وستظل أنني أريد أن أكون جزءا من فريق يجسد بحق صفات العمل الجماعي. من المهم بالنسبة لي أن أكون جزءا من مكان يتمتع بثقافة وأخلاقيات العمل بعيدا عن السياسة، وهذا ما سأسعى لتحقيقه دوما في حياتي المهنية.