خوسيه ماريا ماجرينا العضو المنتدب لشركة السويس للأسمنت: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدأون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع خوسيه ماريا ماجرينا العضو المنتدب لشركة السويس للأسمنت، أكبر منتج للأسمنت والخرسانة بالقطاع الخاص.
اسمي خوسيه ماريا ماجرينا، عمري 47 سنة وأنا من برشلونة (نعم، ودعنا لا نتحدث عن هزيمة يوم الثلاثاء). زوجتي جيما ميرايس، ولدي ثلاثة أطفال إجناسي 13 سنة، وإيريني 10 سنوات، ومارك 7 سنوات. دائما عندي نشاط وشغف تجاه أي شيء أفعله، وفضول لا ينتهي تجاه كل شيء تقريبا.
أنا العضو المنتدب لشركة السويس للأسمنت، وهي شركة تابعة لمجموعة هايدلبرج للأسمنت، وتعد أكبر مورد للأسمنت والخرسانة بالقطاع الخاص. لدينا أربعة مصانع كبرى في السويس والقطامية/العاصمة الجديدة، وحلوان، وطرة، إضافة إلى 21 محطة للخرسانة في مختلف أنحاء مصر. ولدينا نحو 1600 موظف مباشر و1000 موظف غير مباشر. ولدينا أيضا منفذ للتصدير، ونشاط للخرسانة الجاهزة في الكويت.
مسؤوليتي الأساسية هي التأكد من أن كل العجلات تدور في نفس الاتجاه وبنفس السرعة. ويستلزم ذلك بعضا من كل شيء، من إعداد الخطط وتنفيذها وحتى ضمان أن العمليات تمضي بالحجم المطلوب في السوق، والمساعدة في تقديم منتجاتنا لعملائنا، والتواصل مع الأقسام المختلفة، أو التفتيش على مصانعنا للتأكد من أن العمل يسير بحسب معايير السلامة المطلوبة.
التواصل بين المساهمين والشركة جزء آخر مهم من مهام عملي. أن تكون جزءا من شركة متعددة الجنسيات، مدرجة في البورصة بألمانيا، في حين تمثل شركتين مدرجتين في مصر، يتطلب ذلك الكثير من التقارير والإيضاحات. خلال العامين الماضيين، ركزنا بشدة على تقليص التكلفة وخفضنا كثيرا من قوة العمل لدينا.
أي أب لديه أطفال صغار نسبيا سيقول لك كيف يجب أن تخصص جزءا كبيرا من وقتك لهم. أسرتنا تستيقظ في السادسة والنصف صباحا، لأن الأولاد يغادرون إلى المدرسة في الساع 7:10 صباحا. أما أنا بعد أن أعاين هاتفي وأساعد في دفع الأولاد دفعا إلى خارج المنزل (ويجب أن أعترف أن أغلب هذا المجهود تقوم به زوجتي)، أذهب إلى الجيم أو أخرج لممارسة الجري.
إذا كنت في الجيم، أحضر الأيباد واقرأ إنتربرايز، ثم أرد على البريد الإلكتروني أو أقرأ أشياء أخرى. إذا ذهبت للركض، أجلب معي كتابا صوتيا، وبهذه الطريقة أتمكن من قراءة نحو 20 إلى 30 كتابا سنويا. بحلول الثامنة صباحا أعود إلى المنزل، أستحم سريعا ثم أتوجه إلى المكتب، حيث أصل في التاسعة صباحا تقريبا.
إذا لم أكن مسافرا (وهو الأمر الذي أفعله كثيرا) أحاول الحفاظ على جدولي منتظما. يوم الأحد، على سبيل المثال، يوم الاجتماعات. أحاول أن أعقد كل الاجتماعات التشغيلية في أيام الأحد، بدءا من اجتماعات الإدارة التنفيذية، وانتهي بحلول الرابعة مساء. لذا نعم، في بعض الأوقات يعني ذلك سبع ساعات متواصلة من الاجتماعات. يساعدني ذلك في فهم كيف سأرتب أولوياتي في ذلك الأسبوع. أيام الثلاثاء تكون أيام زيارة المصانع أو أيام العمل خارج المكتب عموما، سواء بإجراء اجتماعات خارج المكتب أو إجراء زيارات لمواقع العمل، حيث يتم معظم العمل الحقيقي. أتابع المشاريع الداخلية، وأعقد اجتماعات خاصة لبحث أمور محددة، وأراجع المستهدفات المالية واستكمل المهام الأخرى المشابهة. يوم الخميس هو اليوم المفتوح، لذا أترك أحداث الأسبوع تحدد ماذا سأفعل خلاله.
رغم كل محاولاتي، فإن متطلبات العمل ومتطلبات صناعتنا تعني أن عليَّ أن أكون مستعدا لتعديل جدول أعمالي بشكل مستمر، لذا أحاول أن أبقى دائما مرنا. عادة ما أغادر مكتبي في الساعة 7 مساء وأعود إلى البيت بحلول 7:30 مساء. في البيت، أقضى نحو ساعة مع أسرتي على العشاء قبل أن يخلد الأولاد إلى النوم. هذا هو وقتي المفضل من اليوم. يستغلون هذا الوقت لحكي ما جرى معهم طوال اليوم ونضحك سويا. وبعد ذلك، أقضي نحو ساعتين آخريين وأنا أعمل، من التاسعة وحتى 11:30 مساء. في هذا الوقت من اليوم أرد على أغلب رسائل البريد الإلكتروني. وبعد ذلك بقليل أخلد إلى النوم، وقبل أن أنام أقرأ بعض الأسئلة على موقع Quora أو أقرأ في كتاب لمدة 10-20 دقيقة ثم أنام.
أنا من عشاق مسلسل "لعبة العروش" على الرغم من الموسم الثامن، والذي – في رأيي المتواضع- لم يرق إلى التوقعات. آخر كتاب قرأته كان رواية بيل كلينتون وجيمس باترسون "The President is Missing "، وهي رواية خفيفة ولكنها شيقة من حيث الزوايا التي تكشفها من خلال الشخصية الرئيسية، والتي تأتي بالطبع من تجربة كلينتون. وأيضا استمتعت حقا بالكتاب الصوتي لثلاثية "The Three Body Problem " للكاتب ليو تسي شين.
السويس للأسمنت مؤسسة ضخمة بتاريخ عريق، تعكس تاريخ مصر في القرن الـ 20 والـ 21. معظم المباني التي بنيت بعد عام 1920 بنيت بالأسمنت الخاص بنا. من النادر أن تجد منتجا تراه في العديد والعديد من الأماكن.
منتجاتنا تعد سلعا أساسية، لذا نعمل باستمرار إلى منحها قيمة مضافة من خلال تحسين خدماتنا، وبطرح منتجات جديدة والعمل مع تجار التجزئة والتجار على تمييز العلامة التجارية الخاصة بنا. ونحن نقدم خدمة متكاملة لعملائنا من توريد الأسمنت وحتى صب الخرسانة. ونحرص على أن نكون قريبين ومرتبطين بالسوق مباشرة، وأن تكون علامتنا التجارية معروفة على نطاق واسع، وخاصة في القاهرة والدلتا.
الناس عادة لا يعرفون إننا نساهم بشكل كبير في خفض التلوث. تقريبا 25% من الطاقة التي نستخدمها تأتي من 600 ألف طن من المخلفات المنزلية والبلدية، إلى جانب الطاقة الناتجة من الكتلة الحيوية. هذه النفايات لن يجري طمرها ولن تلوث بيئتنا المباشرة. نحن رواد في كفاءة استخدام الطاقة، ونشارك في عدد من مبادرات الطاقة المتجددة التي تهدف إلى تلبية جزء كبير من احتياجاتنا من الكهرباء من الطاقة الشمسية.
صناعتنا تغير بشكل كبير خلال السنوات الخمس الأخيرة نتيجة لوجود فائض في المعروض، وهو ما أدى إلى منافسة شديدة وشرسة نجمت عنها خسائر لكل الشركات. يجب على الحكومة وضع سياسات تدعم الصناعة وإلا ستختفي. صناعتنا تمثل حجر الزاوية للتنمية الاقتصادية، دون الأسمنت من الصعب أن تتخيل وجود صناعة. المستثمرون الأجانب الجديد يفهمون ذلك، وينظرون إلى أداء وأثر الحكومة في قطاعنا عندما يتخذون قراراتهم الاستثمارية.
الديموغرافيا المميزة ونمو أفريقيا كقوة اقتصادية سيحدث تغيرا كبيرا في الصناعة، والتي طالما سيطرت عليها عدد قليل من الشركات الأوروبية متعددة الجنسيات تركز فقط على الأسواق الناضجة أو القريبة من النضج. ولكن الوضع تغير الآن. هناك الكثير من الشركات الإقليمية الناجحة واللاعبين الصينيين الذين دخلوا السوق، وخلقوا بيئة أكثر تنافسية.
الانبعاثات الكربونية أيضا تؤثر في صناعتنا. لقد حققنا تحسنا كبيرا خلال القرن الحالي، ولكن لا يزال علينا فعل الكثير لتخفيض أثرنا الكربوني من خلال تخفيض مكون الكلنكر في منتجاتنا واستخدام المنتجات الثانوية للصناعات الأخرى كمكونات نشطة أو مواد حشو. وأيضا، نحتاج إلى توعية الأسواق بأننا نخدم الطلب على هذا المنتج الجديد الأفضل للبيئة.
مع الأسف، أفضل الدروس المهنية التي تعلمتها كانت من أفضل معلم في الحياة: الفشل. وأحد تلك الدروس هي أن مفتاح النجاح هو أن تكون براجماتيا ومرنا. من الجيد أن تخطط وتضع استراتيجيات ولكن عليك أن تبقى قريبا من الظروف المحيطة بك على أرض الواقع، وأن تبقى مستعدا تماما لتغيير خططك إذا تغيرت الظروف. والدرس الآخر يمكن أن أوجزه في مقولة سمعتها قبل فترة وهي "إذا كنت تظن أن التعليم مكلف، جرب الجهل". حقيقة رائعة.