عماد برسوم المؤسس والعضو المنتدب لشركة ازدهار للاستثمار المباشر
روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدأون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع عماد برسوم المؤسس والعضو المنتدب لشركة ازدهار للاستثمار المباشر التي تستثمر في الشركات عالية النمو في مصر.
اسمي عماد برسوم، وأنا في منتصف الخمسينات من العمر، ولولا آلام الظهر لقلت إني أشعر وكأني في بداية العقد الثالث من عمري، عشت في أماكن عديدة، وعملت في العديد من المناصب المختلفة، لذا من الصعب أن أجد تعريفا محددا لعملي أو جنسيتي، ولكن أعرف نفسي أغلب الوقت بأني أب لطفلين مجنونين.
أعمل في شركة ازدهار للاستثمار المباشر التي ينصب تركيزها على الاستثمار في الشركات المصرية.
أنا شخص يستيقظ مبكرا للغاية، في الخامسة صباحا أنهض من النوم دون الحاجة لمنبه، وأتوجه مباشرة إلى الآي باد للاطلاع على أهم الأخبار المتعلقة بالعلاقات الخارجية والشركات والأخبار التكنولوجية، من خلال إنتربرايز والمواقع الإخبارية الأخرى التي أفضلها. ثم ألقي نظرة على الرسائل الإلكترونية لمعرفة إن كانت هناك أي رسائل مهمة أو تحتاج إلى رد سريع. بعدها ألقي نظرة على جدول أعمالي خلال اليوم للتأكد من استعدادي للاجتماعات والمواعيد الأخرى خلال اليوم، وأيضا لتحضير نفسي للأحداث التي أنتظرها في الأيام التالية. من المهم للغاية أن أفعل ذلك قبل الذهاب للمكتب لأنه يتيح لي التركيز على الأهداف التي حددتها مسبقا حتى لا أفوت أي منها. وبحلول الثامنة صباحا أكون في مكتبي.
أغلب أيامي تزدحم بالاجتماعات، سواء مع فرق إدارة الشركات التي نقوم بالاستثمار فيها، أو مع الشركات الجديدة التي نعتزم الاستثمار بها. عملنا محوره الأشخاص، لذا من المهم قضاء الكثير من الوقت مع الشركات الحاليين أو المحتملين ليكون لدينا القدرة على تحديد كيفية مساعدتهم، وإن كانت تلك الشركات تتوافق مع أهدافنا أم لا. أقضي أيضاً الكثير من الوقت مع فريق عمل ازدهار لنناقش معا حول ما لدينا في مرحلة الإعداد. يحدث أن نتجادل كثيرا حول العديد من الأمور لكن العمل مع تلك المجموعة من الأشخاص الأذكياء المتواضعين والجادين في عملهم نعمة كبيرة.
لا أشاهد التليفزيون مطلقا، لكن أحيانا أحب أن أشاهد فيلم من خلال خدمات البث، لكنني أيضا قارئ نهم للمقالات التي تتمحور حول الصناعة والتكنولوجيا.
بدأت إزدهار عندما أتيحت لي الفرصة لإدارة شركة قابضة، متنوعة العمليات والأنشطة التجارية داخل مجموعة أوراسكوم تليكوم. الأنشطة التجارية لتلك الشركة لم تكن مدهشة كما تمنيت، كما أن الدول التي كنا نعمل بها لم تكن الأسهل في التعامل أيضا. ولكن في غضون بضع سنوات، تمكنا من تنمية المجموعة إلى حوالي 10 أضعاف حجمها الأصلي. وبالإضافة إلى وجود بيئة عمل داعمة، كان العامل الرئيسي وراء هذا النجاح هي فرق العمل التي قادت تلك العمليات الناجحة. العديد من الأسواق النامية التي كنا نعمل فيها لديها الكثير من الإمكانات، واختيار فرق العمل المناسبة ومنحهم الثقافة المؤسسية وبيئة العمل التي تسمح لهم بالازدهار، كان هو المفتاح لإطلاق تلك الإمكانات. في المقابل، كان لفرق العمل تلك تأثيرا رائعا على الشركات التي كانت تديرها. وقد أدركت أن الأسهم الخاصة هي الهيكل الأفضل لإحداث تأثير عميق على نطاق واسع، والاستفادة من الخبرات المكتسبة بالمساهمة في نمو العديد من الشركات المصرية. كان هذا هو الهدف النهائي الذي جمع الفريق معا لبدء إزدهار.
أنا متفائل للغاية بشأن التطورات التي تحدث في المناخ التشريعي والاقتصادي المصري. ومع كوني عاصرت العديد من محاولات الإصلاح هنا، فتلك المرة تبدو أكثر جدية وشجاعة مما سبقها. في رأيي، بالنظر إلى الظروف والتحديات الراهنة، فإن الخطوات التي اتخذت على جميع الجبهات (سواء كانت متعلقة بالعملة أو الأسعار أو البنية التحتية أو الطاقة) هي خطوات حقيقية في الاتجاه الصحيح. و بالإضافة إلى ذلك، فإن إمكانات السوق من حيث الحجم والنمو تبدو مذهلة. وبرجه عام، فأنا أجد أن مصر وجهة استثمارية كبرى على المدى المتوسط.
قطاع شركات الأسهم الخاصة غير مفهوم بالشكل الجيد في منطقتنا، خاصة وأنها تعمل في نطاق متنوع بشكل كبير. فتتراوح بيناستثمار 5% في شركة للتداول العام، وحتى الاستحواذ الكامل على 100% من الأصول المتعثرة لشركة ما وإدارتها بالكامل. وبين ذلك وتلك هناك العديد من الأشياء التي يمكن أن تحدث، لذا فمن المفهوم أن الأشخاص الذين ليسوا على دراية بهذا القطاع، يمكن أن يواجهوا صعوبة في فهم التأثير الحقيقي والمسؤولية والدور التي نقوم بها. في الحقيقة نحن نقضي الكثير من الوقت في محاولة شرح أهمية امتلاك مؤسسات استثمارية والأثر الإيجابي لها على تعزيز واستدامة الأعمال.
لذا فصناعة الأسهم الخاصة في هذا الجزء من العالم ليس أمرا سهلا، فهناك العديد من اللاعبين المحليين في هذا القطاع لم يتمكنوا من النجاح. وهو ما يتضح للأسف في انهيار لاعب رئيسي في السوق مثل شركة أبراج على سبيل المثال. أشعر أن ما يميز إزدهار هو جودة فريق العمل هنا. كذلك مكانتنا في قطاع الأسهم الخاصة واضح تماما: فنحن ندخل في شراكات مع شركات لدعم نجاحها ونموها. لكن لن نديرها نيابة عنهم ولن نكون سلبيين. بل نسعى لتحقيق توازن دقيق، كما أننا نقضي الكثير من الموقت مع الرعاة قبل البدء في أي استثمار للتأكد أننا نمتلك نفس الرؤية ولدينا القدرة التي تمكننا من الوصول لأهدافنا المرجوة. نحن فخورون للغاية بالشركات التي استثمرنا بها حتى الآن، ونتطلع لأن نكون أكثر نشاطا في الفترة المقبلة.
كمستثمرين نحن نتأثر بالاضطرابات التي تحدث في الصناعات التي نستثمر بها، وهو ما يضيف مزيدا من التعقيدات التي يواجهها مديرو الصناديق. وأنا بشكل خاص أشعر بالقلق من التغيرات التكنولوجية وكيفية تأثير تلك التغييرات علينا.
وقت الفراغ الهدف منه أن يكون حقا وقت فراغ لا تفعل فيه الكثير بالنسبة لي. أحيانا استمتع بوقت فراغي فقط بالجلوس في الحديقة في وقت مشمس وأتأمل الأشجار، والطيور وقطط الشوارع. أحيان أخرى أحب مشاهدة أفلام ممتعة تساعدني على التأمل والانتباه لناحية مختلفة تماما من العالم. وبالطبع الاهتمام والتركيز مع أطفالي، فأنا أحاول قضاء بعض الوقت الجيد معهم أثناء توصيهم من نشاط يمارسونه إلى آخر.
أفضل نصيحة عمل حصلت عليها؟ تحدث عن خبرة أو استمر في التعلم.
أيضا إلى جانب استخدام الأوراق والأقلام على مكتبي، أستطيع استخدام أدوات مايكروسوفت التي تمكنني من كتابة قائمة مهامي في أي مكان للبقاء منظما. وهو بالطبع ما يعني أن قائمة مهامي تظهر على هاتفي وعلى جهاز الكمبيوتر الخاص بي، وجهاز الآي باد طوال الوقت. وهو ما يعني أيضا أني أحفظ تلك المهام عن ظهر قلب بسبب محاصرتها لي طوال الوقت، وفي الحقيقة لا أعلم هل تلك نعمة أم نقمة. لكن أحيانا هي كلاهما.