2022 .. عام حافل للشركات الناشئة بكل تأكيد: واجهت الشركات الناشئة وصناديق رأس المال المغامر على حد سواء عددا كبيرا من التحديات هذا العام، من تراجع رأس المال المغامر العالمي، إلى خفض قيمة الجنيه مقابل الدولار مرتين، وانهيار إحدى الشركات عالية القيمة. أدى تباطؤ التمويل إلى ظهور اتجاهات جديدة في السوق، مثل أدوات التمويل الجديدة، وقاد العديد من الشركات الناشئة إلى مصاعب إعادة الهيكلة وخفض التكاليف. لكن لم يكن المشهد قاتما بالكامل، فقد كان الكثير من الأوقات خلال العام الماضي صحية وفارقة لـ "تصحيح السوق" على نطاق واسع، وفق ما قاله عاملون بالصناعة لإنتربرايز.
في هذا السياق: كانت شركات رأس المال المغامر تتقشف منذ بداية العام مع ارتفاع أسعار الفائدة، وبيع الأصول التقنية، وعودة التقييمات المرتفعة إلى المشهد. وكانت الضغوط أكثر وضوحا في مصر، حيث واجه الاقتصاد المحلي تضخما مرتفعا، وتخفيض قيمة الجنيه مرتين، ورفع البنك المركزي المصري أسعار الفائدة بمعدل 500 نقطة أساس. يأتي كل هذا بعد عامين قياسيين بالنسبة لقطاع الشركات الناشئة الذي شهد جولات تمويلية ضخمة وتقييمات مبالغ فيها.
تمكنت شركات رأس المال المغامر من مواصلة نشاطها على الرغم من الاضطرابات: أطلقت العديد من شركات رأس المال المغامر صناديق جديدة، بما في ذلك شركة الاستثمار المؤثر كاتاليست للاستثمار المباشر، مودوس كابيتال، وجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مصر. وحققت الصناديق الأخرى إغلاقاتها المستهدفة (بل وتجاوزت أهداف جمع الأموال) بذكاء، عبر استهداف الشركاء المحتملين، مثل مؤسسات التمويل التنموي ومكاتب العائلات الخليجية. لدى مؤسسات التمويل التنموي، لا سيما الأوروبية منها، اهتمام واضح بالاستثمار في منطقتنا، وهذا لم يتغير على الرغم من الاضطرابات في القارة. تمتلك منطقة الخليج أيضا 1.3 تريليون دولار إضافية من السيولة الفائضة لاستثمارها على مدى السنوات الأربع المقبلة بفضل أسعار النفط المرتفعة، مما يعني أنهم سيخصصون استثمارات ضخمة في المستقبل القريب.
استفاد المستثمرين وصناديق رأس المال المغامر أيضا من نماذج التمويل الجديدة، بما في ذلك:
# 1- الاستثمار المغامر للشركات: أطلقت شركة الاستثمار المؤثر كاتاليست بارتنرز، ذراعا لرأس المال المغامر للشركات، أطلقت عليها اسم "سيرف ستارت أب"، بغرض الاستحواذ على حصص أقلية في قطاعي التكنولوجيا المالية والإقراض الرقمي. تعريف رأس المال المغامر للشركات هو ما يعكسه الاسم تماما، عندما تستثمر الشركات الراسخة في الشركات الناشئة. عادة ما يستثمر رأس المال المغامر للشركات في الشركات الناشئة التي تحقق التكامل لعمليات الشركات المستثمرة، وفقا لما ذكرته هارفارد بيزنس ريفيو. من بين أوائل الذين اتبعوا هذا الاتجاه في مصر كانت شركة "سي فنتشرز" التابعة للبنك التجاري الدولي.
# 2- برامج تسريع الأعمال: أطلقت مودوس كابيتال برنامج لتسريع الأعمال في مصر، كما أطلقت شركة تسريع الأعمال "فاوندرز لين"، التي تتخذ من برلين مقرا لها، عملياتها في مصر بعد الاستحواذ عليها من قبل شركة "كرييتف دوك". تساعد مسرعات الأعمال في بناء الشركات الناشئة من الصفر، وتضع نفسها كأكثر من مجرد مقدم للتمويل. يكمن دورهم عادة في تعيين موظفين لشركة ناشئة، واختبار منتجها وإعداده قبل إطلاقه في السوق. عادة ما تركز تلك المسرعات على مجموعة صغيرة من الشركات الناشئة في مراحلها المبكرة، بدلا من تكوين محافظ كبيرة.
# 3- صناديق البحث: صناديق البحث هي صناديق استثمارية تجمع الأموال من المستثمرين بغرض الاستحواذ على شركة صغيرة أو متوسطة تعمل بالفعل بشكل جيد في السوق، لتعمل بعد ذلك على تنميتها بما يضمن تحقيق عوائد للمستثمرين. وعبر هذا الاستحواذ، عادة ما يتغير الرئيس التنفيذي للشركة ليحل محله رائد أعمال متمرس يقود الشركة لمدة 6 -10 سنوات، مما يوفر للمستثمرين عائدات آمنة وعالية، ويقدم لرواد الأعمال شركة يمكن تشغيلها دون المعاناة المتعلقة ببناء شركة من الصفر. وقد بدأ هذا المفهوم في الظهور في مشهد الشركات الناشئة في مصر.
أصبحت الشركات الناشئة أيضا أكثر إبداعا في جمع التمويل: حصلت شركة تريلا، منصة الخدمات اللوجستية بين الشركات، على تمويلات بقيمة 6 ملايين دولار من منصة الديون العالمية ألما للتمويل المستدام ومؤسسة تمويل التنمية الدولية الأمريكية. عادة ما يجمع تمويل الديون، المعروف أيضا باسم "الديون المغامرة"، بين السمات التقليدية للقروض وبعض جوانب تمويل رأس المال المغامر. يمكنكم مطالعة المزيد من التفاصيل في فقرة إنتربرايز تشرح، لكنه بشكل عام نوع جديد جدا من التمويل بالنسبة للشركات المصرية الناشئة.
وتبع ذلك الكثير من صفقات الدمج والاستحواذ: من التكنولوجيا المالية إلى مستحضرات التجميل والأدوية، اتخذت العديد من الشركات الناشئة – المحلية والأجنبية – خطوات للاندماج مع الشركات الناشئة المحلية في العام الماضي. إليكم بعضا من أكبر الصفقات:
على الجانب السلبي: انهارت إحدى الشركات الناشئة في السوق. أدى الانهيار الكبير الذي شهدته شركة كابيتر الناشئة المحلية إلى إحداث عاصفة هائلة في القطاع، حيث اعتبر الكثيرون أن هذا هو وقت التصحيح للشركات الناشئة المصرية التي كانت سريعة النمو والتي ركزت على "تحقيق النمو بأي ثمن". أثار عزل إدارة الشركة الناشئة على خلفية التقارير التي أفادت بأن الشركة قد سرحت الموظفين وفشلت في دفع الرواتب دعوة لاستفاقة السوق والحديث حول تصحيح وشيك، والذي قد يشهد قيام بعض الشركات الناشئة بإجراء جولات هبوطية وجولات مستقرة قبل أن تشهد تراجعا في تقييمها المبالغ فيه على الأغلب.
وارتفعت موجات تسريح العمالة: إلى جانب كابيتر، أعلنت الكثير من الشركات الناشئة الأخرى عن تسريح العاملين وخطط لإعادة الهيكلة. قالت شركة التجارة الاجتماعية الناشئة بريمور إنها ستعمل على إعادة الهيكلة وخفض التكاليف في محاولة للوصول إلى الربحية. بشكل منفصل، مرت سويفل بموجتين كبيرتين من عمليات تسريح العمالة حيث كانت تتطلع إلى التحول إلى الربحية ورفع قيمة أسهمها في بورصة ناسداك، الذي انخفض بعد الطرح العام الأولي في أبريل. تواجه الشركة الناشئة الآن احتمالية الشطب بعد أن تداول سهمها دون الحد الأدنى للبورصة البالغ 1 دولار منذ الأسبوع الثالث من سبتمبر. بينما لحقت الشركات الناشئة الأخرى بموجة خفض التكاليف: مثل منصة المدفوعات عبر الهاتف المحمول تي باي موبايل ومنصة الرعاية الصحية الرقمية فيزيتا.
أبرز أخبار الشركات الناشئة في أسبوع:
- "أبيتيتو" و"جملتي" تندمجان في كيان واحد: اندمجت شركة أبيتيتو المصرية الناشئة في مجال توصيل البقالة مع شركة "جملتي" السعودية في كيان واحد يحمل اسم "نومو"، في محاولة لتصبح منصة سلسلة التوريد الرائدة في مجال تكنولوجيا الغذاء بالمنطقة.
- منصة "إيدام" تحصل على مساهمين جدد: استحوذت شركة بي تي إس بروجكتس – ذراع شركة بي تي إس القابضة للاستثمار في مصر – على حصة أقلية في شركة "إيدام" المصرية الناشئة في مجال الرعاية الصحية مقابل مبلغ مكون من ستة أرقام بالدولار، فيما يعد أول صفقة لها في السوق المحلية.
- ستطور شركة التكنولوجيا المالية "بايمنت" نظام المدفوعات المالية الداخلية الخاص بالبورصة المصرية للسلع، بموجب بروتوكول تعاون بين الشركة الناشئة وبورصة السلع.