هل ما زالت مصر غير مستعدة لاستئناف علاقاتها مع تركيا؟
الدولة العربية بحاجة إلى التكاتف وتوحيد موقفها تجاه "التدخلات التركية" في المنطقة، والتي تنطوي على وجود قوات عسكرية تركية على أراض دول عربية شقيقة، بما في ذلك ليبيا وسوريا والعراق، وفق ما قاله وزير الخارجية سامح شكري خلال الاجتماع الوزاري للجنة العربية المعنية بمتابعة التدخلات التركية الذي عقد أمس على هامش اجتماعات جامعة الدول العربية. ونقل بيان لوزارة الخارجية عن شكري قوله أيضا إن "هذه السياسات لم تؤد سوى لتعميق حدة الاستقطاب وإزكاء الخلافات". وأكد شكري على ضرورة إخراج القوات التركية من هذه الدول.
وعلى الجانب الآخر، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي أمس إن مصر وتركيا قد تتفاوضان بشأن اتفاقية ترسيم حدود بحرية في منطقة شرق المتوسط في حال تحسنت العلاقات المتوترة بين البلدين، وفقا لرويترز. وأضاف أوغلو أن جولة مصر للتنقيب عن الغاز والبترول الشهر الماضي احترمت مطالبات تركية الإقليمية في المنطقة، والذي تعتبره أنقرة مؤشرا إيجابيا. وتصاعدت حدة التوترات بين البلدين العام الماضي عقب رفض تركيا الاعتراف باتفاقية وقعتها مصر واليونان بترسيم الحدود البحرية تشمل تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة للدولتين في البحر الأبيض المتوسط التي تضم احتياطيات للنفط والغاز الطبيعي. واتهمت أنقرة البلدين بالتعدي على الجرف القاري الخاص بها. وتعهدت تركيا بعدم السماح لليونان أو مصر، ونفذت مسحا سيزميا بمنطقة شرق المتوسط، وأجرت تدريبات بحرية ضمن مساعيها للمطالبة بحصتها في المنطقة. وجاءت اتفاقية مصر واليونان بعد أنشطة تركيا المثيرة للقلاقل بالمنطقة، إذ أنشأت أنقرة منطقة اقتصادية مشتركة المتفق عليها مع حكومة الوفاق الليبية في طرابلس وأطلقت أنشطة للتنقيب عن الغاز في مناطق متنازع عليه في شرق المتوسط.
وفي غضون ذلك، تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، بحثا خلاله القضايا الإقليمية والتعاون في مجال الطاقة، وفق بيان لرئاسة الجمهورية.
ولأول مرة منذ توقيع اتفاق المصالحة، التقى شكري أمس أيضا مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على هامش اجتماعات جامعة الدول العربية، وفق بيان لوزارة الخارجية القطرية. وتناول اللقاء مسيرة العمل العربي المشترك والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها خلال المرحلة المقبلة، بحسب البيان. وحاز الخبر على اهتمام وكالة رويترز أيضا.
وعقد شكري أمس أيضا اجتماعا ثلاثيا مع نظيريه الأردني أيمن الصفدي والفلسطيني رياض المالكي واتفق الوزراء على استمرار التنسيق والتعاون بشأن تهيئة الأوضاع لعقد مفاوضات جادة بين الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل التوصل إلى سلام شامل وعادل يضمن حقوق الفلسطينيين في دولة مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ومن أخبار الدبلوماسية أيضا:
إثيوبيا ترفض أي وساطة دولية في قضية سد النهضة، مؤكدة أن انخراط أي أطراف دولية في المفاوضات المتعثرة خلال المرحلة الحالية من شأنه أن يقوض جهود الاتحاد الأفريقي لتسوية النزاع المستمر منذ سنوات مع مصر والسودان، وفقا لما قاله المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي خلال مؤتمر صحفي أمس الأربعاء. وأكد مفتي تمسك بلاده بوساطة الاتحاد الأفريقي في المفاوضات، داعيا لاستئنافها بـ "روح إيجابية". وجاءت تصريحات مفتي ردا على بيان مشترك صدر أول أمس عن مصر والسودان، جدد فيه الجانبان التزامهما بمقترح السودان لعقد رباعية دولية من الاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة والأمم المتحدة للتوسط في المفاوضات بشأن السد للوصول لاتفاق قانوني وعادل وشامل بشأن تشغيل وملء السد، ودعت القاهرة والخرطوم إثيوبيا للانخراط في المفاوضات بحسن نية.
"الاتحاد الأفريقي كان راعيا فقط للمفاوضات، ولم يلعب دور الوسيط أو الميسر بين الدول الثلاث"، وفق ما قاله نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية صلاح حليمة في مداخلة هاتفية مع محمد شردي في برنامجه "الحياة اليوم" الليلة الماضية (شاهد 3:08 دقيقة). وأضاف أن اتفاق إعلان المبادئ الذي وقعته مصر والسودان وإثيوبيا في عام 2015 يسمح بإدخال وسطاء للمساعدة في حال أي خلاف محتمل بينها، وهو ما تتطلع القاهرة والخرطوم للقيام به حاليا.
عقد السفير بدر عبد العاطي مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية مشاورات سياسية مع نائب وزير الخارجية الروسي المختص بالقضايا الأوروبية سيرجي ريابكوف، وتطرقت المحادثات إلى القضايا والمشروعات المشتركة من بينها مشروع إقامة المنطقة الصناعية الروسية بقناة السويس. ومن جانبه، أبدى ريابكوف اهتماما بالتعرف على رؤية القاهرة حيال قضايا شرق المتوسط بما في ذلك منتدى غاز شرق المتوسط بوصفه أحد النماذج للتعاون الإقليمي المنشود، مشيدا بالجهود المصرية لتعزيز التعاون في منطقة شرق المتوسط ولا سيما في مجال الطاقة، بحسب بيان الخارجية. وتبادل الجانبان أيضا الرؤى بشأن القضايا الأساسية في إقليم غرب البلقان.