المشكلة الحقيقية ليست في حجم المديونيات المتراكمة على القارة الأفريقية فحسب ولكن في شروط السداد أيضا
المشكلة الحقيقية ليست في حجم المديونيات المتراكمة على القارة الأفريقية فحسب ولكن في شروط السداد أيضا، وفقا لما صرح به رئيس البنك الأفريقي للتنمية أكينومي أديسينا، لوكالة بلومبرج. وأوضح أديسينا أن القارة السمراء لا تواجه حاليا مشكلة ديون، ولكن يبدو أن الحكومات لا تتفاوض بشأن شروط سداد أكثر ملائمة لإصدارات سنداتها الدولية وقروضها التجارية. وأشار إلى أن الاستحقاقات قصيرة الأجل لبعض من تلك المديونيات لا تتوافق مع تدفقات الإيرادات طويلة الأجل، موضحا في تصريحاته لبلومبرج "لذا سيتعين عليك السداد في الوقت الذي لا تجني فيه أموالا".
كانت هناك عدة إصدارات للسندات الدولية في القارة الأفريقية، كما شهدت تلك الإصدارات إقبالا من المستثمرين لارتفاع العائد. ووفقا لبيانات وكالة بلومبرج، أصدرت الدول الأفريقية خلال العامين الماضيين فقط سندات سيادية بقيمة 53 مليار دولار. وقالت صحيفة فايننشال تايمز الشهر الماضي إن على مدار العشر سنوات الماضية دفعت موجة الاقتراض إصدارات الدول الأفريقية لما يقرب من 115 مليار دولار كديون سيادية مقومة بالعملات الأجنبية. وبلغ العائد على إصدارات الدول الأفريقية من أدوات الدين السيادية المقومة بالدولار 21% في 2019، وهو ما وصفته وكالة بلومبرج بأنه يفوق إصدارات كافة الأسواق الناشئة الأخرى.
هناك بعض الدول، ومن بينها مصر، التي اتجهت لتمديد آجال استحقاق سنداتها الدولية، في محاولة منها لجعل سداد تلك المديونيات ممكنا. ونجحت مصر في نوفمبر الماضي في إصدار سندات دولية بقيمة ملياري دولار مقسمة على ثلاث شرائح، منها شريحة بقيمة 500 مليون دولار للسندات لأجل 40 سنة بسعر عائد يبلغ 8.15%، والتي وصفتها وزارة الخارجية بأطول سندات دولية تصدر على الإطلاق بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأصدرت غانا أيضا سندات دولية بقيمة 3 مليارات دولار الشهر الماضي وشملت شريحة لأجل 40 سنة، وفقا لبلومبرج.