وائل زيادة، المؤسس والشريك المدير لـ”زيلا كابيتال”: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدأون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع وائل زيادة، المؤسس والشريك المدير في شركة الاستثمار النشط زيلا كابيتال.
اسمي وائل زيادة، وأنا المؤسس والشريك المدير لمؤسسة الاستثمار النشط زيلا كابيتال. عمري 43 عاما وعملت في قطاع الاستثمارات طوال حياتي المهنية. قبل تأسيس زيلا كابيتال، عملت سابقا كمدير تنفيذي بالمجموعة المالية هيرميس للتمويل، وهو القطاع غير البنكي للمجموعة ومحرك النمو لها حاليا.
عملي مرهق ومليء بالتحديات، إذ أمضي يومي كمدير في زيلا باحثا عن استثمارات جديدة أو في محاولة تحسين الاستثمارات الحالية. ويتضمن ذلك دراسة عميقة لاحتياجات الشركات التي نستثمر فيها وإعادة هيكلتها لتعمل بشكل أكثر كفاءة. ومع بداية الأسبوع يكون لدي خطة لكيفية سيره، ولكن دائما تتغير الخطة، وكل أسبوع مختلف عن الذي يسبقه.
يتمحور روتيني الصباحي حول القهوة، فهي ما أشربه بعد استيقاظي ومع اطلاعي على الرسائل الإلكترونية. ثم أشرب فنجانا آخر قبل ممارسة الرياضة ثم اطلع على نشرة إنتربرايز وبعض المواقع الأخرى قبل أن أشرب المزيد من القهوة.
أستيقظ كل صباح وفي بالي أن عملي ليس روتينيا. فأنا دائما ألتقي بالناس وأناقش الأفكار وأطبق الخطط والاستثمارات الجديدة، فأنا أعيش بفضل تلك النشاطات. كما احتفظ ببعض الوقت وسط اليوم للغداء والتعرف على الأخبار.
أحب مسلسل “فريندز”، ويمكنني مشاهدته مرارا وتكرارا دون ملل. ومؤخرا قرأت كتاب “سابيينز” ليوفال نوا هراري، وهو تاريخ موجز للبشر في إطار علم التطور البيولوجي بداية من العصر الحجري وحتى القرن الحادي والعشرين. يتتبع هراري تطور البشر بداية من الانتشار المفاجيء في أنحاء الكوكب قبل 70 ألف سنة وحتى الثورة الزراعية قبل 11 ألف سنة وحتى ازدهار المعرفة العلمية قبل 500 سنة والثورة الصناعية قبل 250 سنة وثورة المعلومات منذ 50 سنة، ويطرح أسئلة كبيرة ومعقدة عن أين بدأنا وإلى أين نحن ماضون.
أسست زيلا لأن كان لدي شغف بعمل أشياء مختلفة والخروج عن دائرة راحتي، فأنا أحب بحث الأفكار الجديدة والمشاركة في نجاح المؤسسات. وعبر حياتي المهنية كان لدي شغف بالاستثمار المباشر كما كان لدي شعور بأن هناك إمكانية لأن تخوض في حل المشكلات الهيكلية التي تمنع الشركات من العمل بالشكل المثالي. وقبل سنوات أصبح لدي اهتمام خاص بأزمة الديون الأرجنتينية وإعادة الهيكلة، ثم تحولت للقراءة كثيرا عن مجموعة إليوت للإدارة، وهي شركة إدارة للاستثمارات وأحد أكبر الصناديق النشطة. وأعادت الشركة هيكلة شركات أمريكية رئيسية منها ترانس وورلد إيرلاينز (TWA ) وإم سي أي فيرايزون وورلدكوم وإنرون والتي كان جزءا من تداولاتها في ديون سيادية. رأيت أن أفضل طريقة للجمع بين كل اهتماماتي هي إطلاق مؤسسة الاستثمار الخاصة بي وجمع التمويلات لاختيار استثمارات محددة في نواحي قد تضيف قيمة وتحقق عائد للمؤسسات التي نستثمر فيها. قمت بأجراء عدة اتصالات بمديرين آخرين وأقنعتهم بأن عليهم الدخول في عالم الاستثمارات النشطة.
والاستثمار النشط يختلف كليا عن جميع أنواع الاستثمارات الأخرى، فعادة ما يتجه المستثمرون لشركات ذات أداء جيد لتحقيق عائد كبير في أسرع وقت. أما نحن فنبحث عن الشركات التي تستطيع مجموعتنا أن تضيف لها من خلال إعادة الهيكلة. الكثير من الشركات التي نستثمر فيها لديها علامات تجارية كبيرة وإمكانيات معقولة ولكن أداءها أقل مما يجب. فيمكن أن تكون الشركة تقدم خدمة أو منتجا قيما ولكن تمويلها يحتاج لإعادة هيكلة أو ليس لديها خبراء لإدارة العمليات.
حتى الشركات الشهيرة والناجحة قد تجد نفسها بسبب بعض المواقف غير قابلة على الاستمرار، فيمكن أن يكون لديها فريق إدارة رائع ولكن دون وجود الحوكمة اللازمة للشركات من أجل الاستمرارية المالية، من الممكن أن تهوى الشركة من السماء للأرض.
وهنا نتدخل، دون أن نغير من أهداف وروح الشركات ولكننا نبحث عن الجوانب التي يمكنها أن تطور من ربحيتها ومنحها هيكل مالي أكثر مرونة لتعمل بشكل أكثر قابلية للاستمرار. ومن المهم أن نتداخل مع الشركات التي سيكون إسهامنا ودورنا فيها مفيدا، لأننا في النهاية نحاول أن نجعل أعمالها أفضل وأكثر كفاءة.
تحتاج بعض الشركات لإعادة هيكلة شاملة، بينما تحتاج أخرى تغييرات أقل. وتضم إعادة الهيكلة الشاملة إصلاح كامل للشركة علي المستويات المالية ومستوى العمليات وبينها الإدارة والعاملين مما يعني تغييرات كبيرة. وعلى الجانب الآخر فالتغييرات الأقل تتضمن إنشاء قسم لعلاقات المستثمرين إذا كانت الشركة تسير بشكل صحيح ولكنها تفشل في مخاطبة العامة أو المستثمرين، كما تتضمن بعضا من إعادة هيكلة ديون الشركة. وبين هذين الجانبين هناك جميع الإجراءات الأخرى.
ويجب الحرص على كيفية توزيع وقتنا على هذه الاستثمارات، فنحن نعمل بجهد مع الشركات لوضعها على الطريق الصحيح ولكن أحيانا يستغرق ذلك وقتا وجهدا كبيرين. فأنا تعلمت أنني يجب ألا استثمر مليار دولار في شركة قد تأخذ 50% من وقتي أيا كان العائد من هذا الاستثمار.
والتوسع يلوح في الأفق، فحاليا، لدى زيلا 3-4 مهمات تقوم بها باستثمارات حوالي 500 مليون جنيه وهو ما يبقى فريقنا مشغولا للغاية. وقريبا سنتوسع بقوة في عملياتنا، إذ أتوقع أن نستثمر ما يصل إلى مليار جنيه في 6 شركات.
أحد أكبر المعتقدات الخاطئة عن الاستثمار النشط هو أنه مماثل للاستثمار المباشر وهذا ليس حقيقيا. فشركات الاستثمار المباشر قد تجتمع مع إدارات الشركات التي تديرها أربع مرات سنويا بينما نتعامل نحن مع شركاتنا بشكل أكثر قربا. فأنا أمضي بعض الأيام في عقد مقابلات لتعيين مديري مشتريات أو مديري علاقات المستثمرين وفي بعض الأيام الأخرى أذهب للبنك بصحبة المدير المالي للشركة لبحث شروط أفضل لجدولة الديون.
وتظهر المزيد من الاستثمارات المحتملة باستمرار، فكلما ساعدنا الشركات الموجودة كلما اتسعت دائرتنا وتعرفنا على شركات جديدة. فأنا اجتمع أسبوعيا 10-12 مرة مع ممثلي شركات جديدة، وبالطبع لا ينتج عن كل هذه الاجتماعات صفقات ولكن قد يخرج عنها اتفاق أو اثنين.
وأعتقد أن صناعة الاستثمارات النشطة تنمو مع ازدياد فهم الناس لها. ونحن نسعى لنسخ شركتنا، فأنا أرى مساحة لظهور 5 أو 6 شركات جديدة في السوق. ولكن قبل حدوث ذلك يجب أن يكون هناك مجموعة قوية من المديرين وهو تحدي رئيسي لصناعتنا. أحاول أن أعمل مع المديرين صغار السن الذين يمكن تدريبهم وتعليمهم الالتزام بالوقت الذي يخصصوه لكل شركة نستثمر فيها.
وستغير نسبة الفائدة المنخفضة من شكل عملنا. فقبل عام مضى، عندما حاولنا ضم مستثمرين، كانت نسب الفائدة عقبة أمامنا. وكانت نسبة العائد 30%، ولكنهم إذا وضعوا أموالهم في البنك يحصلوا على 18% دون مخاطرة، فلماذا يضحون معنا بـ12%؟.. مع انخفاض نسب الفائدة تزداد الشهية للمخاطرة.