يترقب الجميع اليوم قرار لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي بشأن أسعار الفائدة، ويرجح معظم الخبراء والمحللين الاقتصاديين الذين استطلعت آراءهم إنتربرايز ورويترز وبلومبرج هذا الأسبوع، قيام البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة، كما تشير توقعات الأغلبية إلى أن الخفض سيكون بمقدار 100 نقطة أساس. ونستعرض اليوم المزيد من الرؤى والتحليلات حول المسار الذي من المتوقع أن يسلكه البنك المركزي فيما يتعلق بسياسته النقدية خلال الأشهر المقبلة.
هل يقول جيروم باول ما تنتظر الأسواق سماعه؟ تترقب الأسواق العالمية أية تصريحات قد تصدر عن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول بشأن الخطوة التالية تجاه أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، وذلك خلال الاجتماع المقرر عقده غدا لمسؤولي الفيدرالي الأمريكي في منتجع جاكسون هول بولاية وايومنج. ولكن عدم التوافق الذي ظهر أمس بين مسؤولي الفيدرالي قد تعني أن باول لن يقدم أي إشارات مؤكدة حول توجه المجلس في الفترة المقبلة، وفق ما ذكره محللون لوكالة أسوشيتد برس. وأظهر محضر الاجتماع الأخير للجنة السوق الفيدرالية المفتوحة الذي صدر أمس (بي دي إف) أن مسؤولي الفيدرالي الأمريكي كانوا منقسمين بشدة تجاه خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الذي جرى الشهر الماضي، وأن "العديد" من مسؤولي المجلس كانوا يريدون الإبقاء على أسعار الفائدة كما هي، وفضل "اثنان" من المسؤولين أن يصل الخفض إلى 50 نقطة. وقالت ديان سوونك، كبيرة الاقتصاديين لدى جراند ثورتون "أتوقع أن يقوم [باول] بالتلميح بشكل حذر إلى خفض آخر بمقدار ربع نقطة مئوية، ولكن ليس لديه اتفاق من الجميع حول هذا الأمر". وانقلب منحنى العائد بين السندات لأجل عامين و10 أعوام مرة أخرى ولكن لفترة قصيرة بعد صدور محضر الاجتماع.
نقص الأدوات المتاحة يمثل مشكلة، بالنظر إلى مدى انخفاض أسعار الفائدة حاليا، يتبين أن باول قد لا يرغب في الإشارة إلى القيام بالمزيد من الخفض لأسعار الفائدة خشية التسبب في فقدان المزيد من أدوات السياسة النقدية التي لديه. وأوضح سونج وون سوون، الخبير الاقتصادي لدى جامعة لويولا ماريمونت، أنه سيكون من قبيل المخاطرة أن يشير باول إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة أكثر من مرة، نظرا لقلة ما لديه من أدوات في الوقت الحالي.
قد يكون خفض أسعار الفائدة عدة مرات أمرا مستبعدا، إذ قال مارك زاندي، كبير الاقتصاديين لدى موديز أناليتكس، إن التلميح بخفض أسعار الفائدة عدة مرات سيزيد من المخاوف بحدوث ركود، كما سيضر بأعمال الشركات وبثقة المستهلكين.
والأسهم الأمريكية تواصل اتجاهها الصعودي خلال تعاملات أمس، بدعم من النتائج المالية الإيجابية لبعض شركات التجزئة، وفقا لصحيفة فايننشال تايمز. وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.8%، فيما أغلق كل من مؤشر داو جونز وناسداك بمكاسب 0.9% لكل منهما.
وعملات الأسواق الناشئة ترتفع مع تراجع سعر صرف الدولار، وذلك قبيل التصريحات المرتقبة لرئيس الاحتياطي الفيدرالي، وفقا لرويترز. وارتفعت عملات جنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية وروسيا أمام الدولار مع تزايد الآمال بشأن معاودة السياسات التحفيزية. وقال روبيش أدايا، أخصائي الاستثمار الأول للدخل الثابت لدى شركة أبردين ستاندرد إنفستمنتس إن هناك الكثير الذي يتوقف على اتجاه الفيدرالي، مضيفا أنه في حال لم يقم الفيدرالي باتخاذ أي خطوة، فإن ذلك قد يكون مؤشرا على أن الأمور ليست بهذا السوء كما كان متوقعا.
ويقول المحللون إن الأسواق الناشئة يمكنها الاستفادة من التحركات في الأسواق الأمريكية، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال. وقال جوستافو ميديروس، مدير المحافظ لدى مجموعة أشمور إن انخفاض العائدات في الولايات المتحدة سيحفز المستثمرين على ضخ المزيد من التدفقات النقدية في أصول الدخل الثابت بالأسواق الناشئة، وخاصة السندات المقومة بالدولار. ومن ناحية أخرى، يتوقع بنك مورجان ستانلي أن يصل الدولار إلى ذروته في وقت لاحق من العام الجاري، وقال إن ذلك سيفيد على نحو غير متناسب الأسهم العالمية بقيادة أسهم الأسواق الناشئة.
وأعلنت مجموعة ميرابود المالية التحوط بتوجيه 50% من استثماراتها بالأسهم إلى الأسواق الناشئة وأوروبا، وأصدرت توصيات لعملائها باتخاذ إجراء مماثل خلال شهري فبراير ومايو، وفقا لما صرح به المحلل الاقتصادي جيرو جونج لوكالة داو جونز. وتتوقع ميرابود أن يعاود الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة ولكن ليس بالقدر الذي تتوقعه السوق وأيضا لن يكون ذلك خلال شهر سبتمبر. وقال جونج إنه ليست ثمة حاجة فيما يخص الاقتصاد الكلي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة، مضيفا أن شهر يوليو الماضي كان سيشهد قدرا أكبر من خفض لأسعار الفائدة لو أن صناع السياسة كانوا مهتمين بشكل أكبر بالمخاطر التي يواجهها النمو العالمي.
الحكومة الألمانية تبيع أمس أول سندات لأجل 30 عام ذات عائد سلبي، في مؤشر آخر على أن تهافت المستثمرين على الأصول الآمنة يزيد من قيمتها، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال. وجذبت السندات صفرية الكوبون عددا كبيرا من المستثمرين الذين اشتروا السندات بما يزيد عن قيمتها الاسمية، مما تسبب في جعل العائد الإجمالي على السندات سلبيا.
البلغارية كريستالينا جورجيفا تقترب من رئاسة صندوق النقد الدولي: الرئيسة التنفيذية للبنك الدولي كريستالينا جورجيفا، والتي اختارتها حكومات الاتحاد الأوروبي في وقت سابق من هذا الشهر كمرشح لرئاسة صندوق النقد الدولي، أصبحت أكثر قربا من تولي المنصب بعد أن وافق صندوق النقد على إلغاء قرار يقضي بعدم تولي من يبلغ من العمر 65 عاما أو أكبر من ذلك لمنصب المدير التنفيذي للصندوق، وفقا لصحيفة فايننشال تايمز. ومن المقرر أن ينتهي الصندوق من التصويت على القائمة النهائية للمرشحين في الرابع من أكتوبر المقبل.