روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدأون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. وتتحدث إلينا هذا الأسبوع جانيت هيكمان المديرة التنفيذية للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لمنطقة جنوب وشرق المتوسط، ومديرة مكتب البنك بمصر.
اسمي جانيت هيكمان، مصرفية خبيرة بقطاع الشركات والاستثمار وعملت مع سيتي بنك لمدة 32 عاما، وتحولت بعد ذلك لأعمل كمصرفية بقطاع التنمية مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وأحب عملي للغاية. عشت وعملت مع زوجي ديرموت في 10 دول، لكني في الأصل من ولاية أوهايو. لدي ابنتين، أميليا 28 عاما، وسورتشا 25 عاما، ودائما ما تقولان إن أصعب سؤال يطرح عليهما هو “من أين أنتم”؟ وبالنسبة لي فأصعب سؤال غالبا ما يكون “من أنت؟”.
أعتقد أن عملي هو الأفضل على الإطلاق. في منطقة جنوب وشرق البحر المتوسط بالبنك الأوروبي نحن نستثمر في المغرب وتونس والأردن ومصر ولبنان والأراضي الفلسطينية. وهي فرصة عظيمة لعمل تغيير حقيقي، وعمل يجمع بين أفضل ما في حوار السياسات والأعمال المصرفية.
أنا على قناعة تامة بأن هناك نوعين من البشر: كائنات صباحية و كائنات ليلية. وأنا دائما ما كنت من أصحاب الصباح، أستيقظ مبكرا للغاية، ولم أستخدم منبها لسنوات. أستيقظ في الـ 5:00 صباحا وأبدأ يومي بالقراءة لمدة ساعة، قبل الانطلاق لممارسة السباحة لبعض الوقت، وهي طريقة مثالية لبدء الصباح، لأنه إن أجلت هذا التمرين لنهاية اليوم فبالتأكيد لن يحدث أبدا. الإفطار دائما كوب من الزبادي السادة مع ثمرة من أي نوع من الفواكه الموسمية، في الوقت الحالي المانجو هي المفضلة لدي. مؤخرا أحاول قدر المستطاع تقليل الوقت الذي أقضية أمام الشاشة، وأقاوم النظر إلى هاتفي حتى انتهي من وجبة الإفطار، وإن لم أقاوم سأخسر هذا الوقت من اليوم بسبب مطالعة الهاتف.
في صميمي أنا مصرفية ودائما ما أحاول في عملي قضاء أكبر قدر من الوقت خلال يومي مع العملاء أو في اجتماعات مع الحكومات الشريكة، غير ذلك أكون إما في منزلي بالقاهرة أو أزور إحدى الدول التي أداوم على زيارتها. أفضل الزيارات هي التي أقوم بها إما للمواقع أو المصانع، لأن تلك الأماكن تبرز التأثير الحقيقي للعمل الذي نقوم به. الأسبوع الماضي كنت مع زملاء العمل بالإسكندرية وقمنا بزيارة شركة الإسكندرية لتداول الحاويات المقرر طرحها للاكتتاب العام، كان الأمر مثيرا للغاية أن أتواجد هناك لأشاهد تلك العملية التجارية.
للأسف أنا غير منظمة نهائيا، وعلى التأكد دائما من أن كل شيء يتماشى مع الأجندة الخاصة بي، كي أتمكن من ضمها إلى خططي وجدولي. أنا أيضا أحب وضع القوائم لمزيد من التنظيم.
من بين أفضل الأشياء التي قرأتها مؤخرا كتابين من الأدب التاريخي بالشرق الأوسط. أيضا أعدت قراءة كتاب الكاتبة أهداف سويف “خارطة الحب” وهو قصة رائعة حول الأوضاع المضطربة أوائل القرن العشرين في مصر، وقرأت أيضا كتاب إيزابيلا حماد الجديد “الباريسي” والذي يحكي عن فلسطين خلال الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي.
أنا قارئة نهمة لكتب التاريخ وكتب السير الذاتية وكتب الخيال الجيدة، ولدي ضعف خاص نحو الروايات الأيرلندية والاسكتلندية البوليسية. وأيضا لدي شغف نحو جمع الطبعات الأولى الموقعة للكتاب وكذلك الخرائط. استمتع كثيرا وأنا خارج المنزل، وأحب السباحة في الصيف والتزلج في الشتاء. وأشعر بكوني محظوظة كثيرا كوني أعيش في مصر على مدى الثلاث سنوات الماضية، وقضيت أنا وعائلتي أكبر وقت ممكن في استكشاف هذا البلد الرائع. أماكني المفضلة هنا حتى الآن هي واحة سيوة والمعابد المحيطة ببحيرة ناصر، لكن لا زال على قائمتي أماكن أرغب في زيارتها، بما في ذلك وادي الحيتان بالفيوم والصحراء البيضاء والسوداء وكذلك دهب.
أنصح أي شخص سوف يزور لندن قريبا بالذهاب لمشاهدة المسرحية الكندية “قادم من بعيد” والتي تحكي قصة 7 آلاف شخص أرغموا على الهبوط في جاندر، نيوفاوندلاند، عندما أغلقت الولايات المتحدة مجالها الجوي في أعقاب أحداث 11 سبتمبر. إنها رؤية حقيقية للنفس البشرية.
مصر والمغرب من المساهمين المؤسسين في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، والذي تأسس في البداية في عام 1991 للمساهمة في إدخال اقتصاد السوق في دول الكتلة الشرقية في أوروبا. ومع الاضطرابات التي سادت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال 2012/2011، قرر المساهمون (والذي يبلغ عددهم حاليا 68 دولة ومؤسستين دوليتين) طلبوا منا أن نبدأ العمل في منطقة جنوب وشرق البحر المتوسط، نظرا لتركيزنا على القطاع الخاص. ولذلك قمنا ببدء العمليات في مصر والمغرب والأردن وتونس. وفي العام الماضي بدأنا عملياتنا في الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان. لقد كانت زيادة سريعة بصورة لافتة، وحتى اليوم استثمرنا أكثر من 10 مليارات دولار بالمنطقة في 224 مشروعا. في مصر بلغ إجمالي استثماراتنا نحو 6 مليارات دولار، ويشمل ذلك 3 مليارات دولار في العامين الماضيين فقط. نحن نعمل في كل القطاعات الاقتصادية، ونوفر الدعم الاستشاري للشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال برنامج “المشورة للمشروعات الصغيرة” وبرنامج “المرأة في مجال الأعمال”.
البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يركز بشكل كامل على القطاع الخاص، ومنطقة تميزنا هي أننا نمزج بنجاح ذلك مع حوار حول السياسات مع القطاع العام للمساعدة في إتاحة الفرص أمام استثمارات القطاع الخاص. أحد الأمثلة الممتازة على ذلك هو مجمع الطاقة الشمسية البارز في بنبان، والذي يساهم البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بنحو 50% من إجمالي استثماراته. سبق ذلك عامين من الحوار حول السياسات من أجل توفير الظروف السليمة في المشروع لجذب الاستثمارات الأجنبية. والمثال الآخر العظيم مشروع الميناء الجاف بمدينة 6 أكتوبر، وهو مشروع يقام بنظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والذي سيبدأ تلقي العطاءات الخاصة به الأسبوع المقبل. لدينا فريقا قويا يضم 70 شخصا تقريبا في القاهرة والإسكندرية، وسنفتح مكتبنا الثالث في الإسماعيلية في وقت لاحق من هذا الشهر. الاستقرار مطلوب كي تتمكن من تقديم خدمات مصرفية تنموية.
اتفاقياتنا الكبيرة في القطاع العام مثل مترو الأنفاق بالقاهرة وسكك حديد مصر تلقى القدر الأكبر من الاهتمام، وهذا يعني أن الكثيرين لا يدركون أن تركيزنا الأساسي على القطاع الخاص. وعلى المدى الطويل، القطاع الخاص يمكن أن يكون فعالا بطرق لا يمكن أن يصل إليها القطاع العام. وعلى المدى القصير يمكن أن تبدو الحلول التي يقدمها القطاع العام أسرع، ولكنها نادرا ما تكون مستدامة.
الابتكار التكنولوجي قوة أساسية ستخلق التغيير. إذا أخذت أوبر كمثال، فهذه شركة خلقت أكثر من 100 ألف وظيفة في مصر، في صناعة لم تكن موجودة قبل 10 سنوات.
أفضل نصيحة مهنية سمعتها في حياتي كانت من والدي، والذي كان يقول دائما العسل يصيد من الذباب أكثر مما يصيده الخل. والمقصود هو أنت تجد دائما جانبا إيجابيا. كل شخص يمكن أن يجد مشاكل أو أزمات ليشكو منها. ولكن من الأفضل كثيرا أن تعمل مع الأشخاص الذين لديهم نهجا إيجابيا في الحياة.