نظرة على 2021 الجزء الثاني – مصر تتحول نحو المزيد من تكنولوجيا التعليم والابتكار: بعد قضاء أوقات طويلة من 2020 وأوائل 2021 إما في التعلم عبر الإنترنت أو باستخدام نموذج مدمج، عاد طلاب مصر من رياض الأطفال وحتى التعليم الثانوي وطلاب الجامعات إلى التعليم في الفصول خلال النصف الثاني من عام 2021. لكن الاهتمام بتكنولوجيا التعليم لم يتضاءل – في الواقع ظهر أن “كوفيد-19“ يسرع الطلب على أنواع معينة من التعلم القائم على التكنولوجيا، مثل تعلم البرمجة. وبالتالي، فإن أهداف التعليم قبل انتشار الجائحة – مثل تعزيز الابتكار وتعليم مهارات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات – عادت مرة أخرى، كأولويات قصوى للمؤسسات وصناع القرار.
بدأت تكنولوجيا التعليم عام 2021 على أرض صلبة، بفضل الارتفاع الكبير في عدد المستخدمين خلال 2020: شهدت شركة "إي يوث" المصرية الناشئة التي تمنح الشهادات للمدربين وتأهلهم لتقديم دورات تدريبية في التعامل بين الشركات وبعضها وبين الشركات والعملاء في مجالات ريادة الأعمال والمهارات الشخصية والتطوير المهني، ارتفاع عدد المتدربين المسجلين شهريا إلى 30 ألفا في عام 2020، بعد أن كان 5 آلاف متدربا قبل كوفيد. وضاعفت منصة "أو تي أو كورسز" للتعليم الرقمي عبر الإنترنت قاعدة مستخدميها، وعدد الجلسات التي عقدت وعدد المدرسين في عام 2020. وبلغ عدد المشتركين الجدد في "مرجع" – الذي يساعد الطلاب على الوصول إلى الجامعات وتأمين المنح الدراسية وحضور الدورات التدريبية المفتوحة عبر الإنترنت – أكثر من ألف اشتراك جديد يوميا في المتوسط خلال مارس 2021. نما عدد زوار موقع مرجع على مدار عام 2020، وتوقع مؤسسه سامي الأحمد أن يواصل هذا الاتجاه: فقد كان يستهدف 5 ملايين زائر شهريا، من 2.5 مليون، حسبما أخبر إنتربرايز حينها. وأضاف أن عائدات مرجع زادت بمعدل 10 أضعاف في عام 2020.
المزيد من الاستثمارات تدفقت إلى القطاع خلال 2021: أتمت منصة إديوكاتلي – وهي بمثابة "لينكد إن" للتعليم العالي – مؤخرا جولة للتمويل ما قبل التأسيسي بقيمة مليون دولار، بقيادة شركة إنتربرايز أيرلندا الحكومية وفلك ستارت أبس ومجموعة من المستثمرين الملائكيين. يأتي ذلك بعد سلسلة من الاستثمارات ضختها شركة رأس المال المغامر إد فينتشرز. وحصلت شركة التوظيف كارير 180 للاستشارات المهنية الشهر الماضي على استثمارات قدرها 200 ألف دولار من إد فينتشرز، بعد استثمار أولي بقيمة 100 ألف دولار في عام 2019. واستثمرت شركة رأس المال المغامر 400 ألف دولار في منصة أو تي أو كورسيز، كما استثمرت أيضا 160 ألف دولار في منصة آي سكول، التي تقدم خدمات تكنولوجيا التعليم للطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و18 عاما. ويأتي كل هذا بعد الاستثمار الأول لشركة إد فينتشرز في بداية العام، حينما ضخت مبلغا من ستة أرقام في منصة تلخيص الكتب "أخضر".
أدى "كوفيد-19" لتحول تركيز تكنولوجيا التعليم من نظم الإدارة إلى التدريس، وفق ما قاله المدير العام لشركة إد فينتشرز ماجد حربي لإنتربرايز مطلع عام 2021. لقد رأينا هذا الاتجاه يستمر طوال العام، أعلنت شركة القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية (سيرا) وشركة أوركاس التعليمية الناشئة في سبتمبر عن مشروع مشترك لتطوير منصة للتعليم عبر الإنترنت من خلال وسيلة تواصل اجتماعي، والتي ستوفر دعما للطلاب بعد ساعات العمل. وشهدت الشركات الناشئة المصرية التي تقدم دورات في البرمجة ارتفاع الطلب على خدماتها بعد ظهور كوفيد-19 – خاصة بين الأطفال الذين اضطروا للبقاء في المنزل – وفق ما ذكرته الشركات لإنتربرايز.
وعلى مستوى المدارس الدولية، كان ينظر إلى تكنولوجيا التعليم – الأتمتة تحديدا – بشكل متزايد على أنها أداة رئيسية للإدارة. أصبحت أتمتة العمليات التعليمية ضرورية للمدارس الخاصة لإدارة العمليات الأساسية، بما في ذلك القبول والتسجيل، وفق ما ذكره مسؤولو المدارس لإنتربرايز. قال المسؤولون إن برامج إدارة التعليم تدمج الأتمتة بشكل متزايد في أنشطة أكثر تعقيدا، مثل تتبع البيانات والاتصالات، مما يوفر الوقت والمال سواء للمدارس أو أولياء الأمور.
تزايدت أيضا أهمية الأتمتة في عملية التعلم: أصبحت برامج التعلم التكيفي – التي تقوم بتكييف الأنشطة مع احتياجات المتعلم الفردية، وإعطاء التقييم وتصميم أسئلة المتابعة – وسيلة تعليمية تكميلية قياسية للمدارس الدولية والمنصات التفاعلية، كما تساعد المتعلمين على العمل بشكل مستقل، وفق ما قاله رائدون في هذا المجال لإنتربرايز. غالبا ما تستخدم البرامج في مهام الواجبات المنزلية وللبحث عن المعلومات التي تحتاج إلى الحفظ. وأضافوا أن التعلم التكيفي لا يمكنه أن يحل محل المعلمين، ولكنه الآن أداة حيوية لتكملة التدريس الطبيعي القائم على التواصل الشخصي.
وشهد عام 2021 مواصلة نمو أول منصة متقدمة لتعلم الآلة في البلاد: شهدت سينتشري تيك – وهي منصة متقدمة لتعلم الآلة تعمل على بناء مسارات تعلم متخصصة للطلاب – زيادة بنسبة 50% على أساس سنوي من حيث الدروس التي أكملت خلال العام الدراسي السابق، وذلك اعتبارا من يونيو، وفق ما صرح به رئيس قسم الشؤون الدولية في المنصة تشارلز وود لإنتربرايز. وتستخدم المنصة في ثلاث مدارس بالقاهرة، وهي المدرسة الإنجليزية بالقاهرة والمدرسة البريطانية الدولية بالقاهرة ومدرسة كيبلين. وتستخدم "سينتشري تيك" المنهج البريطاني، وتعمل مع المدرسة الأمريكية الدولية في مصر لتصميم برامج تتبع المنهج الأمريكي. وتتجاوز التعلم التكيفي لفهم المعلومات التي يقدمها المتعلم، وفقا للخبراء، الذين يرى بعضهم أن المنصة قد تنافس المعلمين في مساعدة الطلاب على تذكر المعلومات وفهمها.
بشكل عام، رأينا نمو في الابتكار والتنوع في التعليم: بداية من إعطاء الأولوية للتعليم الفني والمهني إلى الاستثمار في التقنيات الجديدة للتعليم الأكاديمي، تعمل الحكومة على تنويع أنظمتها التعليمية بما يتوافق بشكل جيد مع التوصيات الأخيرة من البنك الدولي لتطوير التعليم ما بعد الثانوي. تقدم فروع الجامعات الدولية في البلاد بعض الشهادات الجامعية غير التقليدية، بما في ذلك دراسة الواقع الافتراضي وهندسة المحركات الرياضية. لا يزال دعم تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات يمثل أولوية، ولدى مصر مجموعة من برامج ومسابقات القطاع الخاص التي تقوم بذلك بطريقة ممتعة ومبتكرة وشاملة.
تطويع التعليم مع احتياجات سوق العمل: واصلت برامج ريادة الأعمال الجامعية اتجاه النمو القوي الذي بدأ مع تأسيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة لأول حاضنة للشركات الناشئة في عام 2013. ومنذ ذلك الحين جرى تأسيس ما لا يقل عن 10 برامج مماثلة، بعضها خارج العاصمة مثل الإسكندرية وأسيوط. تقوم بعض الجامعات الآن بتدريس ريادة الأعمال كنظام أكاديمي. وتساعد الحاضنات الطلاب على إطلاق الشركات الناشئة، ودعم نموها، وعادة ما تقدم لها التمويل الأولي، وإمكانية الوصول إلى المعامل أو مساحات التفكير، والاستشارات الفنية والتجارية، والمساحات المكتبية، ودعم التسويق، والتواصل مع المستثمرين المحتملين. ويقول الخبراء إن مميزات برامج ريادة الأعمال تكمن في الاستفادة من الموارد لتعزيز نمو الأعمال، وربط الطلاب بكبار الصناعة، وإنشاء ارتباط واضح داخل البرنامج بسوق العمل.
تتبع الشركات الخاصة هذه المبادئ أيضا، مع ازدهار التعليم التنفيذي منذ بداية الجائحة. ازدهر التعليم التنفيذي، البرامج الأكاديمية وبرامج الدراسات العليا التي تمكّن المديرين التنفيذيين وقادة الأعمال أو المهنيين من تعزيز مهاراتهم في الأعمال التجارية ومجموعات المهارات، في العامين الماضيين، وفقا للمصادر. وساهم أحد برامج التعليم التنفيذي الذي استخدمته شركات أمون فارما، زيادة في الإنتاجية بنحو 35%، كما أخبرنا مدير الموارد البشرية بالشركة.
أبرز أخبار قطاع التعليم في أسبوع:
هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).
الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©
نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).