تعليق الدراسة في الجامعات والمدارس لمدة أسبوعين اعتبارا من اليوم الأحد، بناء على التوجيهات التي أصدرها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الحكومة أمس، وفق بيان رئاسة الجمهورية، والذي أشار إلى أن الإجراء الجديد يأتي في إطار خطة الدولة الشاملة لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، كما وجه الرئيس بتخصيص 100 مليار جنيه لتمويل الخطة الشاملة لمواجهة الفيروس. وجاء ذلك بينما كشف وزير التربية والتعليم طارق شوقي أمس أن الحالات الجديدة المسجلة للفيروس في البلاد تتضمن طلاب في مناطق متفرقة، أحدهم فى مدرسة بالزمالك جرى الإعلان عنها يوم الخميس، والبقية في مدارس أخرى، بحسب بيان صادر عن مجلس الوزراء.
وقال وزير التعليم العالي خالد عبد الغفار، خلال الاجتماع، "إذا لزم الأمر فإنه من الممكن مد الدراسة لمدة أسبوع أو أسبوعين في ضوء المناهج الدراسية التي يتم الاحتياج إليها".
وكان عدد من الكليات الحكومية والجامعات والمدارس الخاصة قد استبق قرار وزير التعليم، بمنح الطلاب إجازات، أو إعفاء من الغياب أو تأجيل لامتحانات منتصف الفصل الدراسي. ومنها كلية الهندسة بجامعة عين شمس التي قررت رفع الغياب عن طلابها لمدة أسبوعين، فيما أعلنت الجامعة الأمريكية بالقاهرة في بيان لها يوم الجمعة أنها قررت تقديم موعد عطلة الربيع لتبدأ يوم الأحد 15 مارس، لمدة أسبوع، على أن تستعد الجامعة في هذه الفترة لتحويل جميع أشكال التدريس بها لتكون عبر الإنترنت. وأعلنت مدرسة كايرو أمريكان كولدج أيضا يوم الجمعة التحول للتعليم عن بعد، ومنح الطلبة عطلة الربيع قبل استئناف تقديم الدروس عبر الإنترنت بأسبوع آخر.
وارتفع أمس عدد الحالات المسجلة لفيروس "كوفيد-19" في مصر إلى 110 حالات، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في بيان لها.
تسجيل الوفاة الثانية بـ "كوفيد-19" في مصر خلال نهاية الأسبوع الماضي: بعد يوم واحد من دخولها المستشفى وإثبات إصابتها بفيروس كورونا المستجد، توفيت امرأة من محافظة الدقهلية تبلغ 60 عاما يوم الخميس الماضي، وبهذا ترتفع وفيات مصر جراء الفيروس إلى حالتين، بعد الألماني الذي توفي يوم 8 مارس الماضي. وأوضح بيان مجلس الوزراء أن المريضة دخلت المستشفى وهي تعاني من التهاب رئوي حاد.
"كوفيد-19" يضرب 20 دولة في أفريقيا: أكدت كينيا وإثيوبيا والسودان وغينيا وموريتانيا وإي سواتيني (سوازيلاند سابقا) أول حالات الإصابة يوم الجمعة، ما يرفع عدد الدول الأفريقية التي دخلها الفيروس إلى 20، وفقا لرويترز. وتتزايد المخاوف بشأن قدرة دول القارة على التعامل مع الوباء، وما يمكن أن يعنيه انتشاره بالنسبة للاقتصادات الأفريقية التي تعتمد بشدة على الصين. وتتصدر مصر دول القارة حتى أمس بعدد الحالات المسجلة بها.
وفي تلك الأثناء، ستعود البورصة المصرية إلى العمل اليوم بعد العطلة الطارئة يوم الخميس بسبب سوء الأحوال الجوية. وسنتابع اليوم: فوتت البورصة المصرية انهيار أسواق المال العالمية يوم الخميس، وارتدادها يوم الجمعة، فكيف سيكون رد فعلها على ما شهدته أسواق العالم، وكذلك على الإجراءات الحازمة التي اتخذتها الحكومة أمس لمواجهة فيروس "كوفيد-19".
ما الذي يجب أن تفعله الشركات الآن؟ المباعدة الاجتماعية هو ما يجب أن تفعله اليوم من أجل "تسطيح المنحنى"، أو بمعنى آخر تقليل أي فرصة لنشر الفيروس عن طريق الزحام والاختلاط في المواصلات والأماكن العامة ومواقع العمل، من أجل تخفيض ذروة انتشار الفيروس كي لا يتجاوز الحد الذي تتحمله الموارد الصحية للبلاد من مستشفيات وأسرة طبية وغرف للرعاية المركزة. إذا كنت صاحب عمل وهناك أي عمل يمكن لموظفك إنجازه من المنزل، افعل ذلك الآن. إذا كنت تدير متجر أو مركز تسوق أو أي نشاط يرتاده الكثير من العملاء ويكثر فيه الاتصال المباشر مع الموظفين، اعمل على تحسين إجراءات النظافة الشخصية، مع التشديد على إبقاء أي موظف تظهر عليه أعراض المرض في منزله. أصدر مركز السيطرة على الأمراض الأمريكي دليلا لأصحاب الأعمال حول كيفية الحفاظ على سلامة الموظفين والمتعاملين معهم خلال فترة انتشار الجائحة العالمية.
انضم إلينا في ندوة عبر الإنترنت حول كيفية العمل عن بعد. بدأت إنتربرايز العمل عن بعد اعتبارا من الأسبوع الماضي، ودائما ما كان نصف فريق العمل على الأقل يعمل من المنزل. أما موظفو إنك تانك، الشركة الأم لإنتربرايز، فسيبدأون العمل من المنزل اعتبارا من الغد. ويوم الخميس المقبل 19 مارس في تمام الثانية ظهرا، سننظم مكالمة جماعية عبر الإنترنت لقراء إنتربرايز لمناقشة استراتيجيات وتكنولوجيات يمكن استخدامها للعمل عن بعد. ولدينا خطوط تستوعب حتى 100 قارئ للولوج إلى المكالمة عن طريق الهاتف أو الكمبيوتر. يمكنك التسجيل عبر هذا الرابط.
ونذكركم مرة أخرى بنصائح منظمة الصحة العالمية: غسيل اليدين جيدا بالماء والصابون والماء الساخن هو أفضل وسيلة للوقاية من الفيروس، وهو أفضل من أي مطهرات كحولية. الصابون يذيب حرفيا الغشاء الدهني للفيروس ويجعله غير قادر على إصابتك، بينما يطرده الماء الساخن بعيدا عنك.
وتقريبا تأجلت أو ألغيت جميع الفعاليات الكبرى في مصر وحول العالم. في مصر، أعلنت الغرفة التجارية الأمريكية الأسبوع الماضي تأجيل حفل غدائها الشهري، في حين تأجلت العديد من المؤتمرات، وأعلن منظمو معرض لو مارشيه لاكازا للأثاث والديكور تأجيل الدورة الصيفية من المعرض، والتي كانت مقررة من 26 إلى 29 مارس الجاري. ومن المقرر الإعلان عن الموعد الجديد للمعرض لاحقا.
وفي الوقت نفسه، قرر الاتحاد المصري لكرة القدم أمس تعليق نشاط كرة القدم 15 يوما، اعتبارا من يوم الاثنين المقبل. وأعلنت العديد من الأندية أمس تجميد أنشطتها الرياضية مؤقتا، بناء على التوجيهات الحكومية.
وأعلنت السفارة الأمريكية بالقاهرة يوم الجمعة تأجيل مواعيد مقابلات تأشيرة غير المهاجرين المقررة من اليوم 15 مارس وحتى 9 أبريل المقبل.
وقررت دولة الإمارات وقف جميع التأشيرات ابتداء من 17 مارس الجاري، ولا يسرى القرار على الأشخاص الذين صدرت لهم تأشيرات قبل تاريخ سريان القرار.
وتلقى قطاع السياحة المصري ضربة أخرى بعد إعلان أوكرانيا وقف جميع رحلات الطيران لكل دول العالم، اعتبارا من 17 مارس. وتعد أوكرانيا إحدى أكبر الدول التي تعتمد عليها السياحة المصرية حاليا، خاصة مع استمرار توقف الرحلات الروسية إلى المنتجعات المصرية منذ عام 2015.
ومخاوف عالمية أخرى: تكلفة التأمين ضد التخلف عن سداد الديون السيادية المصرية تتضاعف على مدار الشهر الماضي. ذكر تقرير لمعهد التمويل الدولي أن تكلفة مقايضة الديون غير المسددة أو التأمين ضد التخلف عن سداد الديون السيادية قد ارتفع بنسبة 95% على مدار الشهر الماضي، و64% فقط الأسبوع الماضي. وتعكس تكلفة مقايضة الديون السيادية غير المسددة ثقة الأسواق في قدرة الحكومة المصدرة للسندات أو الأدوات المالية على سداد الدين أو فوائده. وانخفاض تلك التكلفة تعني انخفاض خطر تلك الديون، وارتفاعها يعني تخوف المستثمرين من عدم قدرة مصدر الديون على سدادها.
ولا يزال العالم يحاول احتواء فيروس "كوفيد-19" بشكل أو بآخر:
في السعودية، تقرر تعليق جميع الرحلات الجوية من وإلى المملكة لمدة أسبوعين، اعتبارا من اليوم.
وفي أوروبا، لحقت إسبانيا بإيطاليا، وقررت فرض العزل العام في جميع أنحاء البلاد اعتبارا من الغد، وذلك بعد تسجيل 1500 حالة جديدة مصابة بفيروس "كوفيد-19" في 24 ساعة فقط. وستسمح السلطات للمواطنين بالخروج فقط لشراء الطعام أو للعمل أو للطوارئ، وفقا لمرسوم تستعد الحكومة لفرضه. أما فرنسا، فقررت إغلاق جميع المطاعم والحانات والمقاهي والمحال غير الضرورية، مستثنية فقط محال بيع المواد الغذائية، والصيدليات ومحطات الوقود.
ويأتي ذلك بينما أصبحت أوروبا هي مركز الجائحة العالمية حاليا، حسب ما أعلنته منظمة الصحة العالمية. ونقلت شبكة سي إن بي سي عن مدير عام المنظمة تيدروس أدهانوم قوله: "المزيد من الحالات تسجل حاليا (في أوروبا) يوميا، أكثر من تلك المسجلة في الصين في ذروة الوباء لديها".
وفي الولايات المتحدة، أعلنت حالة الطوارئ رسميا يوم الجمعة. وقرر الرئيس الأمريكي ترامب ضخ تمويلات بقيمة 50 مليار دولار لمواجهة الجائحة العالمية، وفق ما ذكرته أسوشيتد برس.
وبريطانيا تعلن التصدي للفيروس بمنهج مغاير تماما: دع الفيروس يصيب من يصيب. قال السير باتريك فالانس كبير المستشارين العلميين بالحكومة البريطانية إن المملكة المتحدة قد تدع نحو 60% من السكان يلتقطون الفيروس من أجل تطوير "مناعة القطيع" لديهم، للوقاية من انتشاره مستقبلا، وفق ما نشرته سكاي نيوز. وردا على ذلك، حذر أكثر من 200 عالم (بي دي إف) من أن استراتيجية الحكومة البريطانية قد تؤدي إلى إصابة ملايين البشر بالفيروس في الأسابيع المقبلة، ودعوا إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لاحتواء المرض.
وفي غضون ذلك، أعلنت شركة أبل الأمريكية تغلق جميع متاجرها للبيع بالتجزئة في دول العالم عدا الصين العظمى حتى 27 مارس، وموظفوها يبدأون العمل عن بعد. وأعلنت شركة باتاجونيا الأمريكية إغلاق جميع متاجرها وموقعها الإلكتروني. وبدأت مئات الشركات من إيطاليا وحتى وادي السيليكون في الولايات المتحدة من الانتقال إلى العمل عن بعد.
حركة السفر العالمية مستمرة في التباطؤ، مع تعليق شركات الطيران للرحلات الجوية وفرض العديد من الدول قيودا جديدة على التأشيرات:
البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يخصص تمويلا طارئا بقيمة مليار يورو، للمساعدة في التخفيف من تأثيرات "كوفيد-19" في المناطق التي ينشط فيها البنك. وقال السير سوما تشاكرابارتي رئيس البنك في بيان رسمي إن الحزمة تشمل تقديم سيولة طارئة، ورأس مال عامل، وتسهيلات لتمويل التجارة لعملاء البنك الحاليين.
وفي أخبار غير متعلقة بـ "كوفيد-19":
ستاندرد آند بورز تخفض تصنيف لبنان إلى تعثر انتقائي عن السداد: أقدمت وكالة ستاندرد أند بورز للخدمات المالية على خفض تصنيف ديون لبنان من العملات الأجنبية من عالي المخاطر إلى تعثر انتقائي عن السداد، بعد قرار عدم سداد 1.2 مليار دولار من سندات اليورو الأسبوع الماضي، وفقا لبيان صحفي . وثبتت ستاندرد أند بورز تصنيف العملة المحلية اللبنانية طويلة وقصيرة الأجل عند عالي المخاطر، وحافظت على النظرة السلبية على التصنيف طويل الأجل، مشيرة إلى أنه يمكن أيضا خفض التصنيف إلى تعثر انتقائي إذا أبدت الحكومة ميلا إلى إعادة جدولة ديون العملة المحلية. وأعلن لبنان الأسبوع الماضي عجزه عن سداد 1.2 مليار دولار من الديون بسندات اليورو. وقال رئيس الوزراء حسان دياب إن "احتياطيات العملة الصعبة بلغت مستوى حرجا وخطيرا … وعلينا استخدام هذه الأموال لتأمين الاحتياجات الأساسية للشعب اللبناني". ومن المقرر أن يجري لبنان محادثات مع الدائنين لإعادة جدولة بقية ديونه البالغة 31 مليار دولار.
أبو ظبي تنحاز إلى الجانب السعودي في حرب النفط وتخفض سعر البيع الرسمي للخام الرئيسي: ذكرت شركة بترول أبو ظبي الوطنية (أدنوك) المملوكة لحكومة الإمارات أنها نظرا لـ "الظروف غير المسبوقة في السوق"، فقد قررت خفض سعر البيع لخامها الرئيسي مربان بنسبة 2.75 دولار للبرميل ليصل إلى 35.2 دولار، مع زيادة العرض أيضا بنسبة 33%، وفقا لبلومبرج. ورغم أن أدنوك هي الوحيدة ضمن منتجي النفط الرئيسيين في الخليج التي قررت خفض الأسعار حتى الآن، فقد هبطت الأسعار العالمية إلى متوسط 33.85 دولار منذ انضمام الإمارات، ثالث أكبر أعضاء أوبك إنتاجا، إلى السعودية في حرب النفط التي تخوضها ضد روسيا.