روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدأون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع أيمن إسماعيل مؤسس ومدير فينتشر لاب الجامعة الأمريكية، وهي أول حاضنة ومسرعة أعمال للشركات الناشئة تابعة لإحدى الجامعات في مصر.
اسمي أيمن إسماعيل، أنا أكاديمي، ومدرس، ورائد أعمال، واستشاري، وباحث، ومتابع نهم للأخبار، وموجه. ربما التعريف الدقيق لي هو أنني لا أستطيع أن أكتفي أبدا بعمل شيء واحد فقط. دائما ما أحاول أن أرى أشياء متعددة من زوايا مختلفة. أنا شغوف بالعمل مع الأشخاص الذين ينجزون على أرض الواقع، أو المهتمين بالتعلم أو بالعمل.
أقوم بعدة أعمال. أقوم بتدريس ريادة الأعمال وتمويل الشركات الناشئة بالجامعة الأمريكية، وعادة ما يسألني الناس إذا كان يمكنني تعليم الناس كيف يكونون روادا للأعمال. وإجابتي هي أن رائد الأعمال هو مزيج من المعرفة والمهارات والسلوك. يمكنني تعليم النواحي التي تتطلب معرفة، مثل كيف تبدأ وتدير عمل ما، ويمكنني أن أعلمهم مهارات جديدة، إلا أن ذلك قد يتطلب منهم وقتا طويلا حتى يتطوروا بشكل كامل. ولكن لا يمكنني تعليم السلوك، يمكنني فقط رفع وعي الأشخاص بسلوكهم الشخصي.
أقوم أيضا بالكثير من الأبحاث حول ريادة الأعمال، وريادة الأعمال الاجتماعية، والتنمية الاقتصادية، والسياسات التي تمكن كل ما سبق. وأنا مسؤول عن تقرير مراقب ريادة الأعمال العالمية، والعديد من الأشياء الأخرى. وأعمل حاليا مع وزارة التخطيط لإعداد ورقة بحثية حول استراتيجية التنمية المستدامة في مصر، وأحاول أن أضمِّن بها بعض الأفكار حول ريادة الأعمال.
عملي المباشر مع رواد الأعمال يكون من خلال فينتشر لاب الجامعة الأمريكية. ويشتمل عملي على الكثير قيادة وتطوير وتصميم برامج العمل، ولكنه يشمل أيضا على كثير من التوجيه والنقاشات والتشبيك وتقديم الدعم لرواد الأعمال الأفراد وللشركات الناشئة. وأعمل كثيرا أيضا مع رواد الأعمال الاجتماعيين في نهضة المحروسة، المتخصصة في دعم رواد الأعمال أصحاب الأثر الاجتماعي.
لست كائنا نهاريا. عقلي دائما أكثر يقظة وانتباها في الليل، وهذا هو الوقت الذي تأتيني فيه أغلب أفكاري. عندما أكون في الجامعة الأمريكية، في غير أوقات التدريس، أتحدث مع الطلبة ورواد الأعمال لنتبادل النقاش والتفكير. تلك تقريبا هي أكثر الأوقات الممتعة في يومي، التواصل مع الآخرين والاستكشاف والعصف الذهني والتفكير. أنت حقا تكتشف ما يعمل عليه الآخرون وتطلع على ابتكاراتهم. هذا التعلم والاكتشاف المشترك هو تقريبا أكثر شيء أحبه في عملي.
عندما أعمل على أي شيء أحتاج إلى الكثير من التركيز والهدوء، فعادة ما يحدث ذلك في آخر الليل. أفضل وقت بالنسبة لي للتفكير العميق الطويل هو عندما أذهب لتمشية كلبي بالليل. إنها فرصة جيدة للتفكير والتأمل.
أقضي الكثير من الوقت في متابعة الأخبار. هناك موضوعان كبيران أتابعهما وأفكر فيهما كثيرا خلال السنوات والأيام القليلة الماضية على الترتيب، وهما ترامب وهواوي. أرى في قصة ترامب تجسيد للموجة الشعبوية التي تجتاح العالم حاليا، ومستقبلنا في العقود القليلة المقبلة سيعتمد على كيفية استمرار هذه الموجة في التحرك. الخطاب الشعبوي يشكل الكثير من بلدان العالم حاليا، وسيشكل صورة العالم الذي نعيش فيه جميعا.
أدهشني ضعف الاهتمام الإعلامي بقصة هواوي، والتي قد تصبح تحولا أساسيا في خطاب العولمة بأكمله. قد تحول مسار التنمية الخاص بنا، ونبتعد عن المنصات العالمية التي كنا نعمل بجد من أجل إنشائها. سيكون للأمر تأثيرات ضخمة على أي شخص على صلة بالتكنولوجيا أو السياسات الصناعية.
أحب أن أتابع الأخبار من العديد من المصادر الإخبارية الدولية المختلفة، ومؤخرا أصبحت أركز بشكل خاص على نيويورك تايمز وواشنطن بوست. ولكن من المهم أيضا أن تحصل على النبض الشعبي من خلال تويتر ومواقع التواصل الاجتماعي. ومحليا، أجد إنتربرايز واحدة من أكثر الإصدارات المثيرة للاهتمام.
فينتشر لاب الجامعة الأمريكية يعمل منذ 6 سنوات، ودعم خلال تلك السنوات أكثر من 150 شركة. عندما أتيت إلى الجامعة الأمريكية في عام 2011 كانت ريادة الأعمال شيئا وليدا حقا في مصر، وكانت مهمتي هي توسيع أثر ريادة الأعمال. نما فينتشر لاب الجامعة الأمريكية من خلال برنامج بدأناه باسم برنامج ريادة الأعمال والابتكار، وكان يهدف بالأساس إلى تحقيق الانتشار والوعي فيما يتعلق بريادة الأعمال. وكجامعة كنا نريد دعم رواد الأعمال بشدة، لذلك قررنا بناء فينتشر لاب الجامعة الأمريكية من خلال معرفتنا وخبراتنا الداخلية. ووصلنا للمعايير التي يعمل بها الآخرون في أنحاء أخرى من العالم، ولكننا قضينا وقتا طويلا في التجريب وإعادة تصميم البرنامج عاما بعد عام، لنخرج بتصور حول كيفية تطوير ما نفعله.
نصف الشركات التي دعمناها جرى تمويلها من خلال الاستثمار الملائكي أو من خلال رأس المال المخاطر، وقاربت الاستثمارات الإجمالية من نحو مليار جنيه. وبالتأكيد هذا الرقم تحقق جزء كبير منه بسبب النجاح الكبير لشركة سويفل. ولكن هذا أمر طبيعي في عالم الشركات الناشئة. وقمنا أيضا بحشد جهود المئات من الموجهين لرواد الأعمال، وأعضاء هيئة التدريس، والطلبة، والشركاء، للتفاعل معنا وتعلم المزيد حول ريادة الأعمال. وأنشأنا برنامجا هو الأول من نوعه في المنطقة، مخصص لدعم مشروعات التكنولوجيا المالية. وهذا البرنامج الآن في عامه الرابع.
ما الذي أفعله في وقت فراغي؟ لست متأكدا ماذا يعني وقت الفراغ. أحب القراءة، وكنت قبل ذلك أقرأ كثيرا، ولكن حاليا أقرأ جزئيات من أشياء كثيرة مختلفة. ولكن رفاهية قراءة رواية طويلة لم تعد موجودة لدي الآن.
شخص واحد أجده ملهما على المستوى المهني والإنساني وهو جاك ما الشريك المؤسس في موقع علي بابا. إنه شخصية مثيرة للاهتمام للغاية ومتواضع ولديه حس ساخر بعض الشيء في كلامه. وهو أيضا شغوف بما يفعله ويعرف جيدا ما هي القيم المهمة بالنسبة له. وفي نفس الوقت هو شخص متكيف تماما مع المتغيرات.
أن أبقى منظما فهذا هو أحد أكبر التحديات بالنسبة لي. لدينا ضغط زائد من التواصل والمراسلات والاتصالات، ويؤدي ذلك إلى التشتت والتشعب. تصلك مئات الرسائل يوميا عبر قنوات تواصل مختلفة، وإدارة كل تلك الرسائل قد يستغرق يوم عمل كامل. التحدي والشيء الأكثر أهمية هو أن تعرف ما هي الأولويات ذات الضرورة القصوى وتركز عليها، حتى إن كانت هناك أشياء أخرى أقل أهمية تريد متابعتها بنفسك. وربما الشيء الأصعب في إتقانه هو ألا تشعر بالذنب تجاه الأشياء التي لم تستطع فعلها. عليك تقبل حقيقة أنك لا تستطيع أن تفعل كل شيء.