تود ويلكوكس الرئيس التنفيذي لبنك إتش إس بي سي مصر يتحدث حول لماذا يجب أن تستثمر مصر في صناعة السيارات الكهربائية
تناولنا الإفطار مؤخرا مع 20 من كبار الرؤساء التنفيذيين للحديث حول أهمية الصادرات والاستثمار الأجنبي المباشر في دفع الاقتصاد المصري خلال الفترة المقبلة. وافق بعض الرؤساء التنفيذيين المشاركين على سؤالين، بعد مطالعتهم لتقرير إنتربرايز الذي تضمن خمس خطوات مقترحة من شأنها زيادة الصادرات وجذب المزيد من الاستثمار الأجنبي.
ونشرنا هذا الأسبوع مقابلاتنا مع كل من:
- محمد الضبابي المدير العام لشركة جلاكسو سميثكلاين، والذي يرى ضرورة التركيز على السياحة.
- جليل بنسودة الشريك الرئيسي في ماكنزي، والذي أشار إلى تعهيد العمليات التجارية وإدارة علاقات العملاء.
- إبراهيم المسيري الرئيس التنفيذي لشركة أبو سومة للتنمية السياحية المطورة لمنطقة سوما باي، والذي أكد أن السياحة والطيران هما القطاعان القادران حقا على جلب العملة الصعبة إلى مصر.
- بهاء علي الدين الشريك الإداري في مكتب إيه إل سي علي الدين وشاحي وشركاه، الذي يرى أن المناطق الحرة هي مفتاح زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر والصادرات.
تود ويلكوكس (لينكد إن) الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة إتش إس بي سي مصر، وهو أحد أكبر البنوك متعددة الجنسيات في السوق المحلية. يقدم البنك خدماته للعملاء بدءا من الشركات الكبرى متعددة الجنسيات إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات التي تقودها النساء. سبق وتحدثنا مع تود قبل عدة أشهر عن وجهة نظره بشأن مصر وعمليات البنك واسعة النطاق في البلاد. واليوم نتحدث معه عن أفكاره حول استراتيجيتنا المكونة من خمس خطوات لزيادة الصادرات وجذب المزيد من الاستثمار الأجنبي، والقطاع الذي يعتبره فرس الرهان في مصر.
إنتربرايز: ما هي الصناعة التي ترى ضرورة التركيز عليها، ولماذا؟
تود ويلكوكس: نحتاج إلى تنمية التصنيع، بشرط أن يكون التصنيع له قيمة مضافة. على سبيل المثال، ما يعجبني في قطاع السيارات المصري هو وجود نشاط تجميع قائم ويمكن البناء عليه. الصناعة نفسها تتغير أيضا بشكل كبير، ويمكن أن تكون مصر في وضع يسمح لها بالاستفادة من بعض التحولات التي نراها. الناس آخذون في تجنب المحركات التي تضر بالبيئة، ولا أقصد السيارات وحسب، بل الأتوبيسات ومعدات البناء وحتى مركبات النقل المستخدمة في الموانئ، الجميع بدأوا يتحولون إلى هذا الاتجاه.
الصين هي الدولة التي تسيطر على هذا الاتجاه، لذلك يمكن إبرام بعض الشراكات مع المتخصصين في السيارات الكهربائية هناك، فمن الممكن استيعاب جزء من هذه القدرات هنا. مصر تتمتع بموقع رائع، ويمكن الإنتاج والتصنيع هنا باستخدام الطاقة الخضراء، بحيث تصبح سلسلة التوريد بأكملها أكثر استدامة.
الكل يبحثون الآن عن خطوط إنتاج جديدة واختيار مكونات تلك التكنولوجيا أو السيارات الكهربائية التي يريدون التركيز عليها، لكن هذا يستغرق وقتا، ويستلزم أيضا أن تبحث عن المشاريع والمستثمرين بنفسك. عليك أن تجد الاستثمار الأجنبي المباشر لا أن تنتظره حتى يأتي إليك. أما صناعة السيارات فهي موجودة في مصر ولو بحجم صغير، وتحتاج فقط إلى التركيز عليها وتسريع الوتيرة، وليس اختراع العجلة من جديد في تلك المرحلة.
إنتربرايز: في رأيك، ما هي أهم نقاط استراتيجية إنتربرايز لتعزيز الصادرات والاستثمار الأجنبي المباشر؟ وماذا تضيف إليها؟
تود ويلكوكس: أريد التركيز على السوق الوسطى، كما فعلت فيتنام من قبل. واستخدامي لفيتنام مثالا كما فعلتم يعود إلى أنهم ركزوا على السيارات والإلكترونيات بشكل حقيقي، وليس مرحلة التجميع فقط، والآن لديهم مصانع ضخمة لفوكسكون وسامسونج وسواها. الأمر لم يكن يتعلق بتوفر العمالة منخفضة الأجور فقط، بل أيضا بالمعرفة والمهارات التقنية، وهما عمودان أساسيان للعمل، لأنك تعمل على التصنيع وفي نفس الوقت إضافة قيمة إلى المنتج.
إنتربرايز: إذا كان عليك تقديم توصية سياسة واحدة لتسريع العملية، ماذا ستكون؟
تود ويلكوكس: أنا في صف أي سياسة لتسهيل ممارسة الأعمال التجارية. يمكن البدء مثلا باستخدام تكنولوجيا التوقيع الرقمي لتقليص البيروقراطية في العملية، فالتوقيعات هي ما يشكو منه معظم الناس، لذا فهو العمود الفقري للبيروقراطية. إجراء مثل هذا سيعمل على تشجيع وجذب ما أسميه الصناعات القائمة على المعرفة.