إبراهيم المسيري الرئيس التنفيذي لـ "أبو سومة" يتحدث حول كيف يمكن أن تساهم السياحة في جذب المزيد من تدفقات العملات الأجنبية
تناولنا الإفطار مؤخرا مع 20 من كبار الرؤساء التنفيذيين، للحديث حول أهمية الصادرات والاستثمار الأجنبي المباشر في دفع الاقتصاد المصري خلال الفترة المقبلة. وافق الرؤساء التنفيذيون المشاركون على الإجابة عن سؤالين، بعد مطالعتهم لتقرير إنتربرايز الذي تضمن خمس خطوات مقترحة من شأنها زيادة الصادرات وجذب المزيد من الاستثمار الأجنبي.
والتقينا مؤخرا مع كل من:
- محمد الضبابي المدير العام لشركة جلاكسو سميثكلاين، والذي يرى ضرورة التركيز على السياحة.
- جليل بنسودة الشريك الرئيسي في ماكنزي، والذي أشار إلى تعهيد العمليات التجارية وإدارة علاقات العملاء.
إبراهيم المسيري (لينكد إن) الرئيس التنفيذي لشركة أبو سومة للتنمية السياحية المطورة لمنطقة سوما باي، الوجهة السياحية البارزة على ساحل البحر الأحمر، والتي تجذب فنادقها وشاليهاتها الزوار والمستثمرين من جميع أنحاء العالم. سبق وحل المسيري ضيفا على بودكاست إنتربرايز باللغة الإنجليزية The Enterprise Show، كما تحاورنا معه سابقا في فقرتنا الأسبوعية "روتيني الصباحي".
إنتربرايز: ما هي الصناعة التي ترى ضرورة التركيز عليها، ولماذا؟
إبراهيم المسيري: أتمنى أن تعود السياحة والطيران إلى محور الاهتمام المصري كما كانت في الماضي، وهما القطاعان القادران حقا على جلب العملة الصعبة إلى مصر من الغد لو أردنا، حرفيا بضغطة زر. لن نحتاج إلى بناء مصانع أو تطوير مزارع، بل إن لدينا الكثير من الغرف الفندقية التي تنتظر من يشغلها. والطلب موجود كذلك، لذا لا يتبقى سوى الربط بين العرض والطلب. لا نحتاج إلى دراسات جدوى، لأن الفنادق مبنية بالفعل وجاهزة والعملاء موجودون ينتظرون.
السياحة قادرة على توليد 30-40 مليار دولار سنويا، وهذا ما يجعلها حلا سريعا وفوريا. انظروا إلى ما حدث في COP27: العالم كان لديه شهية للسفر وشرم الشيخ لديها القدرة الاستيعابية، لذلك بمجرد زيادة عدد الرحلات نجحت في استقبال 75 ألف شخص خلال فترة المؤتمر. المشكلة وقتها أننا اضطررنا إلى تقليل بعض الرحلات إلى وجهات أخرى لعدم وجود عدد كاف من الرحلات الجوية.
لا يمكنك السفر إلى مصر بسيارة أو قطار أو باخرة بسهولة، وهذه هي المشكلة الرئيسية لدينا. السفر إلى جزر المالديف أو سيشيل في المحيط الهندي أكثر سهولة من القدوم إلى مصر. وهذه ليست مشكلة بنية تحتية، فالمطارات موجودة وجاهزة بالفعل، لكن ما ينقصنا هو "الأتوبيسات الطائرة" لنقل الناس إلى هنا. من وجهة نظري، بمجرد حل هذه المشكلة ستتدفق العملات الصعبة على مصر.
تخيل الآن إذا ركزنا على زيادة إنفاق السياح في مصر: تراجع معدلات الإنفاق لدى السياح لا يرجع إلى عدم رغبتهم في الصرف، بل نحن الذين بحاجة إلى تحسين عروضنا. نحتاج إلى تطوير المطارات، تطوير تجربة التسوق داخل المطار، تجربة النقل، وكلها تبدو غير مثيرة مقارنة بمطار هيثرو أو دبي. في الدول الأخرى ينفق السائحون ما بين 100-200 دولار قبل وصولهم حتى إلى الفندق، لكن هذا لا يحدث في مصر رغم وجود المنتجات القابلة للبيع مثل الملابس المحلية والأنتيكات.
إنتربرايز: لماذا التصدير والاستثمار الأجنبي هما الحل؟
إبراهيم المسيري: على مدار آخر 100 عام أو أكثر، اعتمدت مصر على ثلاثة مصادر رئيسية للحصول على العملة الصعبة: السياحة وقناة السويس وتحويلات العاملين بالخارج. بعبارة أخرى: المصريون المقيمون في مصر ليس لهم إسهام حقيقي في ما يخص جذب العملات الصعبة. نحن نستهلك كل ما ننتجه، لذلك نحتاج إلى التركيز على الإنتاج لأجل التصدير. نحتاج إلى تمكين الشركات من التصدير، وهذا يتطلب استقرارا تشريعيا وتنظيميا.
القوانين تتغير كثيرا، وهذا يمثل مشكلة للمستثمرين لأنه يصعب عليهم وضع خطط عمل متسقة مع تكلفة المشروع.