منتدى الغاز الذي استضافته القاهرة "قلق" بشأن سقف الأسعار في أوروبا
شهدت مصر نشاطا كبيرا على صعيد دبلوماسية الطاقة أمس. أعرب أعضاء منتدى الدول المصدرة للغاز، في اجتماعهم السنوي الذي اختتمت أعماله في القاهرة أمس، عن قلقهم من المحاولات الأوروبية لوضع سقف سعري للغاز. وكانت هناك مستجدات حول الجهود المصرية الفلسطينية للاستفادة من موارد الغاز في غزة. إلى جانب ذلك، تسعى وزارة البترول لإقامة علاقات أوثق مع قطر في مجال الطاقة؛ كما أبرمت اتفاقية للتعاون في مشاريع النفط والغاز بين مصر والجزائر.
وأعرب وزراء الدول الأعضاء في المنتدى عن قلقهم البالغ بشأن محاولات تغيير آلية تسعير الغاز و"فرض حدود قصوى للأسعار بدوافع سياسية"، وفقا لبيان مشترك (بي دي إف). ويقترب الاتحاد الأوروبي من التوصل إلى اتفاق بشأن وضع سقف سعري للغاز، للحد من تداعيات الصدمة في مجال الطاقة، كما تخطط مجموعة الدول السبع لفرض سقف سعري على النفط الروسي ردا على غزو أوكرانيا. إلا أن المنتدى – الذي من بين أعضاءه روسيا وقطر ومصر – حذر عقب الاجتماع الوزاري أمس من تلك التحركات، وقال إن "هذه التدخلات فى أداء السوق يمكن أن تزيد من حدة اختناق السوق، وتحبط الاستثمارات وتضر بكل من المنتجين والمستهلكين على حد سواء".
اتفاقية حول حقل غزة مارين –
اتفاقية حقل غزة مارين تلوح في الأفق: من المتوقع أن توقع الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) وصندوق الاستثمار الفلسطيني اتفاقية لتطوير حقل غزة مارين خلال الربع الأول من عام 2023، حسبما قال وزير البترول طارق الملا لـ "بلومبرج الشرق" أمس على هامش فعاليات المنتدى (شاهد 2:09 دقيقة).
الأطراف المعنية توصلت بالفعل إلى اتفاق بشأن الإطار العام، وفقا لما نقلته رويترز عن الملا. وشارك في المحادثات مسؤولون من إسرائيل والسلطة الفلسطينية، إضافة إلى ممثلين عن حماس. ونقلت رويترز عن مسؤول فلسطيني لم تسمه قوله إنه لا يزال هناك حاجة للحصول على الإجراءات الفنية النهائية والموافقات من السلطة الفلسطينية.
المزيد من الغاز لدعم طموحاتنا لنصبح مركزا للتصدير: بعد أن تستخرج إيجاس الغاز، سيجري نقله إلى مصر وتسييله إما لإعادة التصدير أو للاستخدام المحلي، حسبما قال الملا لـ "الشرق''، مضيفا أن الاتفاق المالي مع السلطات الفلسطينية لم يجر الانتهاء منه بعد.
وكانت إيجاس وقعت مذكرة تفاهم بشأن المشروع مع صندوق الاستثمار الفلسطيني العام الماضي. ومن المتوقع أن يبدأ استخراج الغاز في غضون ثلاثة أعوام من توقيع الاتفاقية النهائية. ويقع الحقل على بعد 22 ميلا بحريا قبالة سواحل قطاع غزة، ويحتوي على مخزون يقدر بنحو تريليون قدم مكعبة من الغاز، والتي يمكن ضخها لمدة 10 إلى 12 عاما.
تكوين علاقات أوثق في مجال الطاقة مع قطر والجزائر
مباحثات بين مصر وقطر للتعاون في مجال الغاز: أجرى الملا مباحثات مع نظيره القطري سعد الكعبي حول الاستثمارات بين البلدين في مجال النفط والغاز، على هامش المنتدى الذي عقد في القاهرة هذا الأسبوع. وانطوى بيانان منفصلان من الجانبين المصري والقطري على القليل من التفاصيل عما جاء في المباحثات.
تشير الدلائل إلى أن قطر باتت صديقا وثيقا لمصر أكثر من أي وقت مضى: تتطلع الدوحة أيضا إلى الاستثمار في البنية التحتية للموانئ المصرية وفي الشركات المحلية المدرجة بالبورصة، بعد أن تعهدت في وقت سابق من هذا العام باستثمار ما يصل إلى 5 مليارات دولار في الشركات المصرية كجزء من الجهود الخليجية الأوسع لدعم اقتصاد مصر وتزويدها بالعملات الأجنبية.
وأيضا وقعت مصر والجزائر مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال النفط والغاز، بحسب البيان الصادر. وبموجب الاتفاقية، سيدرس الجانبان التعاون في مجالات التسويق والأبحاث والاستكشاف والإنتاج. وسيجري بحث إنشاء شركة مشتركة لإدارة مشاريع النفط والغاز في كلا البلدين وتوسيع أنشطتها بعد ذلك عبر القارة الأفريقية. كما اتفق البلدان على التعاون في تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي، وتبادل الخبرات حول الاستراتيجيات الوطنية للهيدروجين.
ومن أخبار الطاقة أيضا في المنطقة:
سيجري التوقيع على اتفاقية لترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان الخميس، بحسب تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد في وقت سابق من هذا الأسبوع، بحسب رويترز. وستمثل الاتفاقية التي تأتي بوساطة أمريكية حلا وسطا بين الجارتين اللتين بينهما عداوة تاريخية، ومن المتوقع أن تمهد الطريق لأعمال تنقيب بحرية عن الغاز في المنطقة.