مجمع البرلس الصناعي لتعدين الرمال السوداء.. نواة للصناعات الدقيقة عالية القيمة
لمحة حول أول مصنع للرمال السوداء في مصر: افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي الأربعاء الماضي مجمعا صناعيا، يضم ستة مصانع لفصل وتركيز الرمال السوداء بتكلفة استثمارية بلغت 4 مليارات جنيه نفذته شركة حسن علام في مدينة البرلس بمحافظة كفر الشيخ (شاهد 31:17 دقيقة). ويتضمن المشروع محطة تعدين عائمة لتركيز المعادن في المصنع ورمال الشواطئ المجرفة للمعادن النادرة التي قد تسد الفجوة في السوق المحلية للعديد من الصناعات مع فوائض مخصصة للتصدير إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية. بدأت المرحلة الأولى من التعدين من كثبان البرلس، والتي تمتد على خط ساحلي بطول 16 كيلومترا. ومن المتوقع أن ينتج المصنع 298 ألف طن من الإلمنيت، و 25 ألف طن من الزركون، و 12 ألف طن من الجارنت، و 11 ألف طن من الروتيل، و 145 ألف طن من المونازيت، وفق ما قاله مجدي الطويل، رئيس الشركة المصرية للرمال السوداء، التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، أكبر المساهمين في المصنع، لوكالة أنباء الشرق الأوسط.
نفذت شركة حسن علام للإنشاءات الأعمال الهندسية والإنشائية، إضافة إلى المساهمة في أعمال التصميم لمصنعي التركيز والفصل بالمجمع في وقت قياسي بلغ 12 شهرا، وفقا لبيان (بي دي إف). وكانت شركة حسن علام القابضة تعاقدت على تنفيذ المشروع في عام 2020. وأشار حسن علام، الرئيس التنفيذي للشركة إلى أن المشروع سيغطي الطلب المحلي، كما سيفتح الباب أمام التصدير.
هيكل مساهمي الشركة المصرية للرمال السوداء: تنقسم ملكية الشركة بين جهاز مشروعات الخدمة الوطنية (61%) وهيئة الطاقة النووية (15%)، وبنك الاستثمار القومي (12%، ومحافظة كفر الشيخ (10%) والشركة المصرية للثروة التعدينية (2%).
ثروات من المعادن النادرة: الرمال السوداء هي تراكم لشظايا المعادن الثقيلة النادرة والموجودة في المجاري والشواطئ. ينتج عن تعدين هذه الرواسب معادن الإلمينيت والزركون والجارنت والروتيل والمونازيت والمعادن النادرة الأخرى. وفي مصر، توجد عناصر أرضية نادرة مثل اليورانيوم والثوريوم في معدني المونازيت والجرانيت المستخرجين من الرمال السوداء. اكتشف اليورانيوم في معدن الجرانيت في الصحراء الشرقية بينما أعلن اكتشاف الثوريوم في الصحراء الشرقية في خام المونازيت من الرمال السوداء، وفقا لمراجعة أجرتها المجلة الدولية لتكنولوجيا المواد والابتكار. وكشفت الاختبارات التي أجريت على عينات من الرمال السوداء في مدينة رشيد أن خامات الرمال السوداء غنية باليورانيوم والثوريوم وعناصر أرضية نادرة أخرى، وفقا للبيانات الواردة في المجلة المصرية للكيمياء. في الواقع، عثر على تركيزات للعناصر الأرضية النادرة في الرمال السوداء أعلى من متوسط المستوى العالمي، حسبما أورد البحث، الذي ذكر أن عناصر أرضية نادرة أخرى لها استخدامات في المجالات الطبية والبيولوجية والصناعية والنووية.
عشرات الاستخدامات للمعادن النادرة: الأنواع الـ 41 من المعادن المستخرجة هي مدخلات إنتاجية لأكثر من 49 صناعة استراتيجية في صناعة هياكل الطائرات والصواريخ والغواصات ومركبات الفضاء والأصباغ والورق والجلود والدهان والسيراميك وسبائك المحركات وتركيبات الأسنان والأسرة المعدنية والخرسانة التي تتحمل الحرارة العالية والحديد الإسفنجي وأحجار الجلخ والصنفرة وفلاتر المياه والهواتف الذكية والسيارات الكهربائية.
صناعة الرمال السوداء قادرة على تعزيز ميزاننا التجاري: من المتوقع أن يوفر المصنع مبدئيا 50 مليون دولار من الواردات وتدعم صادراتنا بمقدار 100 مليون دولار سنويا، (شاهد 20 دقيقة). وتقدر عائدات الاستثمار للقيمة المضافة للمشروع بـ 6 مليارات دولار، وفق ما نقلته صحيفة المال، عن رئيس هيئة المواد النووية الدكتور حامد ميرا.
تصدير معظم الإنتاج: من المتوقع أن يكون هناك فائضا قدره 11 ألف طن من الزركون، و 9 آلاف طن من الروتيل، على سبيل المثال، بعد سد الفجوة في السوق المحلية، مما يمثل فرصة تصدير واعدة، وفقا لما قاله عضو اللجنة العلمية في الشركة المصرية للرمال السوداء أحمد عبد الكريم (شاهد 9:11 دقيقة).
تكفي احتياطياتنا الإنتاج المحلي لقرون من الزمان: يبلغ الاحتياطي المؤكد 5 مليارات متر مكعب والذي يكفي لإنتاج يمتد لنحو 200 عام وينتشر عبر ساحل بطول 400 كيلومتر من أبو قير في الإسكندرية إلى رفح، حسبما ذكر ميرا، نقلا عن دراسة أجرتها هيئة المواد النووية. وتتوافر لدينا احتياطيات في مناطق أخرى أيضا في جنوب برنيس على البحر الأحمر وبحيرة ناصر في أسوان، وفقا لميرا.
القدرات الإنتاجية محليا وعالميا: يبلغ صافي الموارد المتاحة للتعدين في المشروع 238.5 مليون طن، بمتوسط تركيز من المعادن الثقيلة يبلغ 3.39%، وهو ما يكفي للعمل لمدة 16 عام تقريبا، بمعدل استخدام يبلغ 15 مليون طن سنويا، حسبما أضاف الطويل. ومن المتوقع أن ينتج المشروع معادن نادرة تمثل 3-5% من الإنتاج العالمي. وحاليا تستحوذ الصين على نصيب الأسد من إنتاج المعادن الأرضية النادرة عالميا، ويصل إنتاج الصين لأكثر من 90% من الإنتاج العالمي وفقا لتقديرات حديثة.
الطلب العالمي هو الأساس: الطلب العالمي على المعادن المستخرجة من الرمال السوداء هو أكبر حافز لتوسيع صناعة التعدين الواعدة هذه، وهناك بعض المعادن المستخرجة التي لديها فرصة كبيرة لدخول الصناعات المحلية، وبالتالي زيادة قيمتها المضافة بشكل أكبر، حسبما أوضح الرئيس السيسي (شاهد 20 دقيقة)، مؤكدا انفتاح الدولة على مشاركة القطاع الخاص.
الباب مفتوح الآن لمشاركة القطاع الخاص: دعا الرئيس السيسي المستثمرين إلى تكثيف مشاركتهم في مشاريع الرمال السوداء، إما بمفردهم أو من خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص. وتحتاج البلاد إلى ما يصل إلى أربعة مصانع أخرى لفصل وتركيز المعادن من الرمال السوداء بحلول 2025، باستثمارات تصل إلى 30 مليار جنيه (شاهد 5:34 دقيقة). تدشين المزيد من المصانع سيخلق فرص عمل ويعزز الاستفادة من الموارد الطبيعية للدولة، وفق ما قاله عضو مجلس الشيوخ محمود القط لبرنامج "الحياة اليوم" (شاهد 9:05 دقيقة). بينما تستعد هيئة المواد النووية حاليا لتسويق مشاريع الرمال السوداء للمستثمرين الاستراتيجيين في الخليج، حسبما أوردت جريدة المال.
المزيد من الشركات على الطريق: كما تأسست الشركة المصرية الصينية للرمال السوداء في يونيو 2018 برأس مال مصدر قدره 24 مليون دولار، لتغطية معظم مناطق الرمال، وخاصة منطقة "غليون"، وفقا لبيان من المتحدث العسكري. ويمتلك جهاز مشروعات الخدمة الوطنية 83.5% من الشركة، فيما تتوزع النسبة المتبقية بواقع 12.5% للشركة المصرية للرمال السوداء و4% فقط للشركة الصينية المصرية للتعدين وتصنيع المعادن. ويعمل جهاز مشروعات الخدمة الوطنية على إنشاء الشركة المصرية الإيطالية للصناعات التكنولوجية المستدامة (سمتك) بنظام المناطق الحرة الخاصة، لإنتاج بايكورتز وألواح صديقة للبيئة خالية من السيليكا، بحسب مدير عام الجهاز اللواء أركان حرب وليد حسين.
ومشروعات أخرى قيد الإعداد: تعاقدت الشركة المصرية للرمال السوداء مع شركة ألمانية على تنفيذ أحد المشاريع الأربعة المنفصلة التي تخطط لإطلاقها لتعزيز القيمة المضافة. وتشمل هذه المشاريع مصنعا لإنتاج التيتانيوم الإسفنجي وآخر لإنتاج التيتانيوم ديوكسيد بجمنت، لتغطية احتياجات صناعة الدهانات المحلية، وتصدير الفائض إلى أسواق شمال أفريقيا وأوروبا، وفقا لدراسة السوق التي جرى إعدادها، بحسب عبد الكريم. يأتي ذلك بينما يجري العمل أيضا على إنشاء مجمع صناعي في العين السخنة لإنتاج ألواح الكوارتز، وهي الأولى من نوعها في مصر وأفريقيا والشرق الأوسط، وفق ما كشفه حسين.
أبرز أخبار الصناعة لهذا الأسبوع:
- خمس خطوات لبناء اقتصاد مصري جديد يمنح الأولوية للصادرات ويجذب المزيد من الاستثمار الأجنبي.
- الحكومة تقر حوافز استثمارية جديدة للمشاريع الصناعية الممولة بالعملة الأجنبية، وفي انتظار المزيد من التفاصيل حول الصناعات التي ستحصل على هذه الحوافز.
- تعتزم مجموعة الجمال للأنظمة الصناعية الإماراتية استثمار 100 مليون جنيه في إنشاء مصنع لإنتاج قطاعات الألومنيوم في العين السخنة.
- أقر مجلس النواب مشروع قانون بإنشاء المجلس الأعلى لصناعة السيارات وصندوق تمويل صناعة السيارات صديقة البيئة لتوفير التمويل والحوافز اللازمة للمستثمرين الذين يستهدفون التجميع والتصنيع المحلي لها.