ضمن خطة بـ 4.5 مليار يورو.. إيني الإيطالية تستهدف تنفيذ مشاريع للغاز المسال في مصر
إيني تعتزم تنفيذ مشروعات جديدة للغاز الطبيعي المسال في مصر: تخطط عملاق الطاقة الإيطالي "إيني" لتطوير مشاريع للغاز الطبيعي المسال في عدد من دول المنطقة،من بينها مصر، ضمن خطة لاستثمار نحو 4.5 مليار يورو في أنشطة التنقيب سنويا حتى عام 2025، حسبما نقلت وكالة رويترز عن نائب رئيس العمليات لشؤون الموارد الطبيعية بالشركة كريستيان سينيوريتو أمس. وقال سينيوريتو، خلال مؤتمر عقد في ميلانو: "نحن ملتزمون تماما باستثمار 4.5 مليار يورو سنويا في أعمال التنقيب لتوفير إمدادات غاز جديدة"، مضيفا أن خطط الشركة تشمل تطوير مشروعات الغاز الطبيعي المسال في مصر والجزائر وقطر والكونغو.
كان هذا متوقعا: بحث الرئيس التنفيذي لشركة إيني كلاوديو ديسكالزي في اجتماعه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي الأسبوع الماضي سبل "الاستفادة من محطات إسالة الغاز الحالية" لتعزيز الصادرات إلى أوروبا وزيادة إنتاج الغاز. وتعد إيني بالفعل شريكا رئيسيا لمصر في مجال الغاز الطبيعي، حيث تنتج نحو 60% من الغاز في البلاد. ووقعت الشركة في أبريل اتفاقية مع الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) من أجل تعظيم صادرات الغاز المسال المصرية إلى أوروبا وتعزيز إنتاج إيني للغاز في البلاد. كما تعهدت إيني في مارس الماضي بتوفير أكثر من 14 تريليون قدم مكعب إضافية من الغاز إلى الأسواق العالمية والتخفيف من أزمة الطاقة في أوروبا من خلال "الاستفادة من التحالفات القائمة مع الدول المنتجة"، بما في ذلك مصر.
تذكير – تمتلك إيني حصة قدرها 50% في مصنع دمياط للإسالة، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية السنوية 5.2 مليون طن. وأعيد تشغيل المصنع العام الماضي بعد توقف دام ثماني سنوات، مما ساعد مصر على تحقيق صادرات قياسية في عام 2021. وتعززت طموحات مصر في أن تصبح مركزا إقليميا للطاقة من خلال مساعي أوروبا للتخلص التدريجي من اعتمادها على النفط والغاز الروسيين، حيث وقعت مصر اتفاقية مدتها تسعة أعوام في يونيو مع إسرائيل لزيادة صادرات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي من خلال مصانع إسالة الغاز الطبيعي في مصر.
إيني ليست الوحيدة: من شأن احتياطيات الغاز الطبيعي في شرق المتوسط أن تساعد أوروبا على التخلص من اعتمادها على الغاز الروسي، حسبما قال نائب رئيس شركة شيفرون للعمليات الوسيطة كولين بارفيت في تصريحات لستاندرد آند بورز جلوبال، على هامش المؤتمر. وقال أيضا: "يبدو أن الحصول على الغاز الإسرائيلي عبر محطات الإسالة القائمة بالفعل لتوصيله إلى السوق أمر معقول"، مشيرا إلى أن وحدات الإسالة العائمة يمكن أن تكون أيضا جزءا من الحل. ولدى شيفرون تواجد كبير في المنطقة بعد استحواذها عام 2020 على شركة نوبل إنرجي، التي تشغل حقلي غاز ليفياثان وتمار الإسرائيليين، وتعمل حاليا على تطوير حقل أفروديت القبرصي.
هناك أيضا تعاون بين شيفرون ومصر: وقعت الشركة الأمريكية مذكرة تفاهم مع الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) في يوليو لتطوير البنية الأساسية لتمكين نقل الغاز المتاح من منطقة شرق المتوسط إلى مصر ولتعزيز الصادرات. وعقد وزير البترول طارق الملا اجتماعا مع رئيس شركة شيفرون مايك ويرث، خلال المؤتمر أمس، بحثا خلاله التعاون في أنشطة الغاز الطبيعي المسال في ضوء مذكرة التفاهم الموقعة بين شيفرون وإيجاس، بحسب بيان الوزارة، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
مزيد من التفاصيل حول مصنع "جلوبال إك" لإنتاج الهيدروجين الأخضر
مصنع الهيدروجين الأخضر الذي تنوي شركة "جلوبال إك" إنشائه في مصر سيكون من بين أكبر المصانع من نوعه، مع بدء المرحلة الأولى من التشغيل، بحسب ما ذكره موقع ذا أسيت. وأشار الموقع إلى أن المرحلة التجريبية ستشهد استخدام 100 ميجاوات، أي ما يعادل حجم المشروع المشترك بين سكاتك النرويجية وأوراسكوم كونستراكشون وفيرتيجلوب، والذي قيل أنه سيكون الأكبر في إنتاج الهيدروجين الأخضر على مستوى العالم عند الإعلان عنه العام الماضي. وسيعمل المصنع بإجمالي طاقة إنتاجية 3.6 جيجاوات من المحللات الكهربائية ونحو 9 جيجاوات من توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
كانت جلوبال إك قد وقعت في أواخر أغسطس مذكرة تفاهم لإنشاء مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر على مساحة 10 ملايين متر مربع، بحجم إنتاج يصل إلى مليوني طن سنويا، لتبلغ إنتاجية المشروع 55 ألف طن من الوقود الأخضر خلال المرحلة التجريبية. ومن المتوقع أن يبدأ المصنع المرحلة الأولى من الإنتاج في 2026.