قصص المخاطرة الملهمة
"أكبر مخاطرة هي عدم القيام بأي مخاطرة"، حسبما قال مارك زوكربيرج مؤسس فيسبوك في عام 2011، وأصبحت مقولته عبارة شهيرة يرددها رواد الأعمال منذ ذلك الحين. القيام بمجازفات كبيرة لتحقيق مكاسب أكبر أصبح ركيزة أساسية في نموذج أعمال الكثير من رواد الأعمال المبتكرين في وادي السيليكون، وهو النموذج الذي نحبه أحيانا ونسخر منه في أحيان أخرى. لا يزال زوكربيرج يعيش حسب هذا المعتقد، وهو ما يبدو واضحا في رهانه الكبير على الميتافيرس. ولكن لا يزال من المبكر الحكم على هذا الرهان، وهل ستكون رؤية مستبصرة وشجاعة أو حماقة كبرى. لكن لا أحد ينكر أن أعظم الإنجازات البشرية قامت على المخاطرات الكبرى.
معجزة الطيران: تشارك رائدا الطيران ويلبر وأورفيل رايت في حب الميكانيكا والافتقار إلى أي نوع من التدريب العملي. يقال إنهما استلهما فكرة ابتكار طائرتهما الخاصة بعد رؤيتهم لطيار ألماني توفي وهو يقود طائرته الشراعية، ثم صمدا أمام سخرية الصحافة وزملاء الميكانيكا ليصنعا أول نموذج لطائرة في العالم.
في مخاطرة شخصية ضخمة، قاد ويلبر أول طلعة لطائرتهما في عام 1903. غيرت الرحلة التي استغرقت 59 ثانية مجرى التاريخ. وكانت الميلاد لصناعة تبلغ قيمتها حاليا 3.5 تريليون دولار.
المعجزة الأكبر في رحلات الفضاء: كان إطلاق صاروخ إلى الفضاء أمرا محفوفا بمخاطر لا حصر لها، وكانت مهمات المكوك الفضائي المبكرة هي الأكثر خطورة على الإطلاق. في ثمانينات القرن الماضي، كانت احتمالات وفاة رائد الفضاء خلال دقائق من الإطلاق تصل إلى 1 من كل 9، حسبما يوضح رائد الفضاء كريس هادفيلد في هذا الفيديو (شاهد 3:48 دقيقة)، اليوم، تصل نسبة المخاطرة إلى 1 من كل 38.
"من الصعب للغاية أن تحصل على تأمين على حياتك وأنت رائد فضاء"، حسبما يقول هادفيلد، لكنه يؤكد أنها مخاطرة تستحق العناء. "وظيفتك هي ألا تكون مسافرا متوترا وغير كفء. مهمتك هي أن تهزم المخاطر".
الإنجازات التكنولوجية الكبرى لا تأتي دون قدر كبير من المخاطرة. الحديث عن ترك بيل جيتس جامعة هارفارد للعمل على تأسيس مايكروسوفت في 1975 هو كليشيه قديم، ولكن تظل هناك رسالة مهمة من وراء تلك الحكاية: في بعض الأحيان تتخذ قرارا يبدو غير حكيم على المدى القصير، ولكن أحد الاحتمالات المحسوبة بدقة إذا حدثت ستجني من ورائها الكثير من الثمار.
الابتكارات الحقيقية تستغرق الكثير من السنوات حتى يجري الاعتراف بها، ولكن بمجرد أن يحدث ذلك، يتغير كل شيء. يقول جيتس: "نحن نتعامل مع مشكلات يقاس فيها التقدم ليس فقط بالسنوات ولكن بالعقود في أغلب الأحيان، حيث لا يتغير هدفك النهائي، ولكن طريقك نحو الهدف هو ما قد يتغير".