الجمعة, 2 سبتمبر 2022

فن المخاطرة

البداية

ثروتك هو موجز من إنتربرايز مخصص لك: لقيادات الشركات ورواد الأعمال الذين يعرفون أن الوقت لا يعني المال، ولكن الوقت والمال مواد أولية للأمور الأهم في الحياة وعلى رأسها عائلتك.

مرة واحدة في كل شهر، سنقدم لك مجموعة مختارة من الأفكار والنصائح والقصص الملهمة، والتي ستساعدك على الاستفادة من وقتك بالقدر الأكبر، وتحسين ثروتك، وبناء حياة أفضل مع من تحب.

وكما هو الحال دائما، يسعدنا الاستماع إلى قرائنا. أرسل لنا أفكار لقصص، أو ملحوظات، أو نصائح، أو اقتراحات، على البريد الإلكتروني editorial@enterprise.press.

المجازفة

لا عائد دون مجازفة؟ في عالم ما بعد كوفيد، يبدو التنبؤ بالمستقبل أصعب من أي وقت مضى، مما جعل شهية الكثير من الناس للمخاطرة محدودة. ولكن في الحياة كما في البيزنس، من الصعب أن تحصل على عائد وأنت تلعب بحذر شديد. القيام بمخاطرة محسوبة يفتح لنا المجال أمام تجارب وفرص جديدة، ويمكن أن تؤتي تلك الجرأة ثمارها على المدى الطويل. في عدد هذا الشهر من نشرة "ثروتك" نتخلى عن الحذر ونستكشف أهمية المغامرة في حياتنا.

العقل والمخاطرة

تقديرنا الشخصي للمجازفات أمر معقد ومتناقض، بالضبط مثل الإدراك البشري. معظمنا يقيّم المجازفة بطريقة بعيدة كل البعد عن العقلانية، بغض النظر عن مدى تخيلنا أننا نتعامل بطريقة موضوعية. الفطرة وأسلوب التنشئة معا يشكلان تصوراتنا وكيفية تعاملنا مع المخاطر في كل جوانب حياتنا. ودائما هناك ثمن سواء للمخاطرة العقلانية أو المتهورة، كما أن هناك ثمن للتخلي عنها.

كيف نقدر حجم المخاطرة؟ غالبا ما يتجه الناس إلى تقييم المجازفات من خلال من الدوافع الشخصية والخارجية، التي تجعلنا نتصرف بشكل خطير أو غير مرغوب فيه. دوافع مثل حب المخاطرة مثلا، أو المعتقدات المزروعة داخلنا سلفا، إضافة إلى السياق الاجتماعي والثقافي الذي نولد فيه، وكل هذا يعد مسؤولا عن كيفية إدراكنا للمجازفات. هذه الدوافع الخارجية مؤثرة للغاية، لدرجة أنه حتى مع تزايد وعينا بالمجازفات، نادرا ما يؤدي هذا إلى تغييرات في سلوكنا، وفق دراسة نشرتها المكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة. تشدد الدراسة على أن "فهم المجازفة بشكل أفضل لا يؤدي بالتبعية إلى تحسين الاستجابة لها".

البعض منا يتمسك دائما بالأمل: الطريقة التي يتعامل بها كثير منا مع المجازفات يمكن أحيانا أن تكون ما يسميه الباحثون انحياز التفاؤل، وذلك حين نميل إلى التقليل من شأن المخاطر التي نتعرض لها، رغم إدراكنا لكل العواقب المحتملة. بمعنى آخر، يميل الشخص المتفائل إلى الاعتقاد أنه أقل عرضة للأمور السلبية مقارنة بالآخرين.

عواقب طرق التفكير هذه يمكن أن تتحول بسهولة لممارسات ضارة: انحياز التفاؤل يمكن أن ينطبق على كل شيء، من العادات اليومية كالتدخين إلى بعض احتياطات السلامة المتعلقة بـ "كوفيد-19"، والتي يعرف الجميع مخاطرها الصحية جيدا. توصلت دراسة عام 2020 إلى أن معظم الأمريكيين يرون أنفسهم أقل عرضة للإصابة بفيروس "كوفيد-19" من بقية الأشخاص الذين يماثلونهم في العمر والجنس، رغم إدراكهم للخطر الذي تمثله الجائحة على المجتمع.

… والعكس صحيح: تقييم المجازفة قد يؤدي أحيانا إلى الإفراط في التشاؤم، خاصة عندما نكون شديدي الوعي بالخطر. يسمي الباحثون الميل إلى المبالغة في تقدير المخاطر بالإرشاد المتوفر، في إشارة إلى أن الناس يحكمون على بعض المخاطر بناء على أشياء مثل وجودها في محيطهم المباشر، أو التغطية الإعلامية التي تسلط الضوء على موضوعات بعينها.

هناك عشرات الانحيازات المعرفية الأخرى التي تحكم رؤيتنا للعالم والمخاطر الموجودة فيه: استخدم علماء النفس العلاج بالتعرض مثلا منذ فترة طويلة لمساعدة الناس على مواجهة مخاوفهم من خلال التعرض لها بجرعات صغيرة. لكن الباحثون وجدوا أن التعرض للخطر غالبا ما يقلل من تعامل الناس مع المجازفات، سواء بشكل جيد أو سيئ. الآثار المترتبة على هذا النوع من التعرض يمكن في بعض الأحيان أن تجعل الناس يقلقون بشأن أنشطة خطيرة مثل عبور الطريق السريع، وذلك لأن سلوكياتهم ببساطة صارت طبيعية. يرتبط هذا أيضا بانحيازات معرفية أخرى مثل الانحياز التأكيدي، وهو عندما يقلل الناس من إدراكهم للمجازفات بناء على عدد قليل من الحوادث التي يؤكدها اعتقاد مزروع داخلهم سلفا.

الأسلوب الأكثر علمية لا بد أن يكون مبنيا على البيانات: يعتقد العلماء أن النهج الأكثر دقة لتقليل الضرر الناجم عن المجازفات يكون من خلال التقييم الدقيق لجميع البيانات المتاحة حول موضوع معين، مع إدراك كل التكاليف والفوائد المحتملة لاتخاذ القرار. لكن الحقيقة أن معظم الناس، ربما باستثناء قليل من الخبراء في مجالات معينة، لا يتخذون قراراتهم بهذه الطريقة على الإطلاق، فنحن رغم كل شيء كائنات شديدة العاطفية.

أعمال خطرة

لا يوجد شيء اسمه استثمار مضمون 100%، ولكن بالطبع هناك الكثير من الاستثمارات المحفوفة بالمخاطر مقارنة بغيرها. أدى تصاعد الاهتمام بالعملات المشفرة وأسهم الميمز في السنوات الأخيرة إلى ظهور المزيد من خبراء الاستثمار المزعومين على وسائل التواصل الاجتماعي، لتقديم وعود بثروات خيالية لصغار المتداولين المستعدين لتحمل مخاطرة كبيرة، في الوقت الذي ينسحب فيه كبار المستثمرين المؤسسين من أسواق النمو المتقلبة بسبب مخاوف من شبح الركود الاقتصادي. في المناخ الحالي، كيف يمكن تقييم المخاطرة في استثمار معين؟ وما مقدار المخاطرة التي يمكن أن تتحمله إذا كان الأمر يتعلق بثروتك؟

أي استثمار هو مخاطرة في حد ذاتها. المهم هو أن تعرف قدر المخاطرة التي تريد وتستطيع تحملها. قبل أن يقرر المستثمر أن يريد أن يوجه أمواله، عليه أن يحدد ملف المخاطرة الخاص به. هذا التقييم الذاتي يتيح للمستثمر التفكير في ماهية أهدافه الاستثمارية، والأهم من ذلك، مدى استعداده لتحمل الخسارة قبل أن يصل إلى تحقيق الأرباح. تعد شية الفرد للمخاطرة مكونا رئيسيا في هذه المعادلة. يمكن أن يساعدك مستشارك المالي في تحديد شكل ملف المخاطر الخاص بك بالتفصيل. وهناك الكثير من الاستبيانات على الإنترنت تساعدك في وضع تصور مبدئي لذلك.

امتلاك الكثير من الأموال الفائضة تتيح لأصحابها القيام بمخاطرات أصعب وتحقيق أرباح أكبر: الأشخاص الأكثر ثراء، لديهم قدرة أكبر – بطبيعة الحال – على القيام بمخاطرات كبيرة، وبالتالي لديهم فرصة أكبر لتحقيق المزيد من الأموال مقارنة بغيرهم. وهي إشكالية تسمح للأثرياء دائما بمراكمة المزيد من الثروة. المستثمرون ذوو الوزن الثقيل لديهم قدرة أكبر على التحوط عبر توزيع أموالهم على الكثير من الاستثمارات المتنوعة، من الأقل خطورة إلى الأكثر خطورة. ولديهم وسائل أمان عديدة إذا لم تحقق بعض تلك الاستثمارات العائد المرجو. أما بالنسبة لمعظم الأشخاص الذين يتطلعون إلى استثمار مبلغ صغير من الأموال الفائضة، فإن الحذر هو الأساس. هذا ينطبق بشكل خاص على أولئك الذين لديهم التزامات مالية كبيرة أخرى لإدارتها.

لرفاهية امتلاك الوقت أيضا دور في هذه المعادلة: عادة، كلما طالت مدة قدرة الشخص أو الكيان على الاستغناء عن رأس المال كانت النتيجة أفضل، وهذا ينطبق بشكل خاص على الأصول الأكثر خطورة مثل الأسهم على سبيل المثال، إذ عادة ما يكون الصمود والبقاء في الأسواق المتقلبة مربحا على المدى الطويل.

تختلف درجة المخاطرة اعتمادا على نوعية الاستثمار: بشكل عام، عادة ما يتناسب العائد من الاستثمار عكسيا مع حجم المخاطرة. وضع أموالك في البنك هو أقل مخاطرة ولكنه سيمنحك فقط ما يكفي لتأمين تقاعدك. السندات تقع في المنتصف، إذ تقدم عائد أعلى قليلا مع درجة تعرض محدودة للمخاطر. وتعد الأسهم من فئات الأصول ذات المخاطرة العالية، ولكن في نفس الوقت بعوائد مرتفعة على المدى الطويل.

الأصول البديلة مثل العملات المشفرة والرموز غير القابلة للاستبدال أكثر خطورة، لكنها تحمل إمكانية تحقيق عوائد فلكية، والتي كانت بالنسبة للعديد من المستثمرين سببا جيدا كفاية للتنافس للحصول على حصة من هذه الأصول. لسوء الحظ، مع الأصول البديلة مثل العملات الرقمية، ينتهي الأمر بالمستثمرين العاديين في كثير من الأحيان إلى مجرد الاكتفاء بالمشاهدة، بينما يكون المستثمرون الكبار السبب في صعود أو انهيار عملة جديدة.

لا يقتصر الأمر على مهاراتنا في تحليل البيانات لتقييم المخاطر: هناك مجموعة كاملة من العوامل النفسية والعاطفية التي تلعب دورا فيما يتعلق بإدارة الأموال. هناك الخوف من فوات الشيء، ثقة المستثمر الزائدة، مغالطة التكلفة الغارقة، وتأثير الأصدقاء، تلك هي بعض السلوكيات غير العقلانية التي يمكن أن تؤدي إلى قرارات استثمارية خاطئة.

وحتى الخبراء لا يستطيعون التنبؤ بالمخاطر بشكل دقيق: المستثمرون النشطون لم يتمكنوا تاريخيا من الوصول إلى نفس مستوى العوائد التي تحققها الصناديق غير النشطة التي تتعقب فقط مؤشر ستاندرد أند بورز 500، على سبيل المثال. وعلى مدار فترة امتدت لـ 20 عاما، تفوقت صناديق المؤشرات من جميع الأحجام على نظيراتها النشطة، وفقا لدراسة أجريت في عام 2020. وحتى على مدار ثلاث سنوات فقط، تفوقت أكثر من نصف صناديق المؤشرات على الصناديق النشطة.

أهم خمسة أخبار الشهر الماضي

هل هناك ما هو أفضل من الشعور بالإثارة؟ لا فارق في هذا بين القفز الحر من فوق جبال الألب أو الغوص بجوار أسماك القرش في عمق البحر، الكثير من الناس في أنحاء العالم ينجذبون إلى الأنشطة التي تحتوي على بعض عناصر المخاطرة. هل هو اندفاع الأدرينالين؟ هل من أجل التباهي؟ ربما، وربما توقظ الإثارة نزعة متأصلة في لا شعورنا نحو ترويض الخطر، الذي نفتقده في حياتنا الحديثة التي يمكن توقع أحداثها في كثير من الأحيان.

أغلب الظن أن الأمر يعود إلى كيمياء الدماغ: حاول أن تتذكر موقفا خطيرا واجهته ولم تكن تضمن النجاة تماما، ستجد أن وقتها بدأت معدتك في الانقباض ويداك في التعرق، وهي ردود أفعال طبيعية من عقلك. عندما تواجه موقفا نتيجة غير معروفة، ينتقل عقلك تلقائيا إلى وضع النجاة. يبدأ المخ في ضخ المواد الكيميائية المفيدة مثل الأدرينالين والدوبامين في مجرى الدم، من أجل تحفيزك على التغلب على الظروف الصعبة من خلال إرسال إشارات إلى عقلك بأنه قد تكون هناك مكافأة تنتظرك بعد تجاوز هذه المحنة.

صدق أو لا تصدق، لكن جسمك يتغير أيضا: بمجرد أن يتأكد عقلك من وجود خطر في محيطك المباشر، يغمر مجرى الدم بالتستوستيرون لإعدادك بشكل أفضل لبذل مجهود بدني عنيف. أما الأدرينالين فيزيد من معدل ضربات قلبك، مما يؤدي إلى ضخ المزيد من الأكسجين في عقلك وعضلاتك، للمساعدة في منحك فرصة أفضل للنجاة من الخطر الذي يحدق بك.

هذه التغييرات يكون أن تكون مفيدة في غير حالات الخطر: أولئك الذين يمارسون هواية تتضمن تدفقا عاليا للأدرينالين غالبا ما يكونون منغمسين تماما في الأنشطة التي يمارسونها، أي أنهم يكونون في حالة تركيز عقلي تام. وجد الباحثون أن هذه الحالة من التركيز الشديد يمكن أن تكون مفيدة في تعزيز الحالة المزاجية والإبداع وتقليل الإجهاد، وجعل الناس يشعرون بالسعادة بشكل عام.

التطور جزء من السبب: "أسلافنا الأوائل عاشوا على الجمع والالتقاط. كان الصيد أحد أوائل طرقنا في التعبير عن البحث عن الإحساس، خاصة عندما بدأ صيد الثدييات الكبيرة وما تنطوي عليه من مخاطر عالية"، حسبما يقول مارفن زوكرمان عالم النفس بجامعة ديلاوير الأمريكية لموقع ذا أتلانتك. والآن، تعد سباقات السرعة وتسلق الجبال والقفز بالحبال نوعا من مكافآت الصيد في العصر الحديث، على الأقل وفق مصطلحات كيمياء الدماغ. بالطبع يمكن أن يتعرض أجدادنا القدماء لصدمة لو عرفوا أن الناس يتعمدون دخول هذه الحالات العصبية عالية الكثافة، لكن لا بد أنهم سيفهمون حين يعرفون أن النتيجة النهائية أكثر متعة بكثير من القلق المستمر بسبب هجوم الذئاب.

ليست مناسبة للجميع: الميل إلى البحث عن المخاطر أو الوقوع في حب الأنشطة الخطيرة يختلف من شخص لآخر، وهو ما يسميه بعض الباحثين "مقياس البحث عن الإحساس". الأشخاص الذين لديهم ميل طبيعي للبحث عن المشاعر المرتبطة بالمخاطر يعتبرون من ضمن الأعلى على هذا المقياس، بينما لا يهتم الأشخاص الأدنى في المقياس كثيرا بتجربة هذه الأحاسيس الجسدية والعصبية.

جرب إضافة بعض الأدرينالين إلى حياتك: لن تكون مضطرا للسفر بعيدا من أجل تجربة دفعة من الأدرينالين. هناك ركوب الأمواج على الكثبان الرملية في الفيوم، أو ركوب الدراجات الترابية في سقارة مع رايد ناو إيجبت. لو كنت تريد المزيد، جرب الطيران الشراعي فوق الأهرامات أو التزلج الهوائي في البحر الأحمر. أما أقصى درجات الأدرينالين فيمكن الحصول عليها من القفز بالمظلات فوق الأهرامات، لكن جهز نفسك لطلب قرض قرض لتغطية التكاليف.

تحذير: قد تجد نفسك ميالا للمزيد. من عيوب الإفراط في الأنشطة عالية الأدرينالين أنك قد تحتاج إلى زيادة الجرعة باستمرار للوصول إلى نفس الشعور الذي تحبه. الأمر يشبه تناول المواد المخدرة أو المسكرة، إذ تجد عقلك وجسمك يتحملان جرعة الإثارة التي توفرها ويميلان إلى طلب المزيد.السبب في هذا أن العقل والجسد يصبحان أكثر قدرة على قياس الأنشطة التي تهدد الحياة بالفعل، وبالتالي يعيد المخ ضبط أنظمة الإنذار الخاصة به وفقا للتجارب التي خاضها وتمكن من النجاة منها. هناك عوامل وراثية تتحكم في هذا الشعور أيضا، مثل كمية المادة البيضاء والرمادية الموجودة في الدماغ، والتي تحدد مدى سرعة مخك في التعود على المغامرات التي تخوضها، لذلك لا تقلق بشأن استمرار خوفك الشديد من القفز الحر أو ركوب المنحدرات الرملية.

أشهر المغامرين

"أكبر مخاطرة هي عدم القيام بأي مخاطرة"، حسبما قال مارك زوكربيرج مؤسس فيسبوك في عام 2011، وأصبحت مقولته عبارة شهيرة يرددها رواد الأعمال منذ ذلك الحين. القيام بمجازفات كبيرة لتحقيق مكاسب أكبر أصبح ركيزة أساسية في نموذج أعمال الكثير من رواد الأعمال المبتكرين في وادي السيليكون، وهو النموذج الذي نحبه أحيانا ونسخر منه في أحيان أخرى. لا يزال زوكربيرج يعيش حسب هذا المعتقد، وهو ما يبدو واضحا في رهانه الكبير على الميتافيرس. ولكن لا يزال من المبكر الحكم على هذا الرهان، وهل ستكون رؤية مستبصرة وشجاعة أو حماقة كبرى. لكن لا أحد ينكر أن أعظم الإنجازات البشرية قامت على المخاطرات الكبرى.

معجزة الطيران: تشارك رائدا الطيران ويلبر وأورفيل رايت في حب الميكانيكا والافتقار إلى أي نوع من التدريب العملي. يقال إنهما استلهما فكرة ابتكار طائرتهما الخاصة بعد رؤيتهم لطيار ألماني توفي وهو يقود طائرته الشراعية، ثم صمدا أمام سخرية الصحافة وزملاء الميكانيكا ليصنعا أول نموذج لطائرة في العالم.

في مخاطرة شخصية ضخمة، قاد ويلبر أول طلعة لطائرتهما في عام 1903. غيرت الرحلة التي استغرقت 59 ثانية مجرى التاريخ. وكانت الميلاد لصناعة تبلغ قيمتها حاليا 3.5 تريليون دولار.

المعجزة الأكبر في رحلات الفضاء: كان إطلاق صاروخ إلى الفضاء أمرا محفوفا بمخاطر لا حصر لها، وكانت مهمات المكوك الفضائي المبكرة هي الأكثر خطورة على الإطلاق. في ثمانينات القرن الماضي، كانت احتمالات وفاة رائد الفضاء خلال دقائق من الإطلاق تصل إلى 1 من كل 9، حسبما يوضح رائد الفضاء كريس هادفيلد في هذا الفيديو (شاهد 3:48 دقيقة)، اليوم، تصل نسبة المخاطرة إلى 1 من كل 38.

"من الصعب للغاية أن تحصل على تأمين على حياتك وأنت رائد فضاء"، حسبما يقول هادفيلد، لكنه يؤكد أنها مخاطرة تستحق العناء. "وظيفتك هي ألا تكون مسافرا متوترا وغير كفء. مهمتك هي أن تهزم المخاطر".

الإنجازات التكنولوجية الكبرى لا تأتي دون قدر كبير من المخاطرة. الحديث عن ترك بيل جيتس جامعة هارفارد للعمل على تأسيس مايكروسوفت في 1975 هو كليشيه قديم، ولكن تظل هناك رسالة مهمة من وراء تلك الحكاية: في بعض الأحيان تتخذ قرارا يبدو غير حكيم على المدى القصير، ولكن أحد الاحتمالات المحسوبة بدقة إذا حدثت ستجني من ورائها الكثير من الثمار.

الابتكارات الحقيقية تستغرق الكثير من السنوات حتى يجري الاعتراف بها، ولكن بمجرد أن يحدث ذلك، يتغير كل شيء. يقول جيتس: "نحن نتعامل مع مشكلات يقاس فيها التقدم ليس فقط بالسنوات ولكن بالعقود في أغلب الأحيان، حيث لا يتغير هدفك النهائي، ولكن طريقك نحو الهدف هو ما قد يتغير".

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).