وداعا لاجوس
وداعا لاجوس.. لقد كانت رحلة لا تنسى. في غضون ساعات قليلة، سنعود في رحلة مدتها ست ساعات إلى القاهرة، حاملين معنا ذكريات جميلة لما رأيناه في الأيام الأربعة الماضية، وفخورين بالأشخاص الجدد الذين أضفناهم إلى شبكة معارفنا على صعيد العمل. لقد كانت رحلة مليئة بالاجتماعات، والشابمان (المشروب المحلي في لاجوس)، والأشخاص الجميلين، والطعام الحار، والقصص الملهمة، والدروس المستفادة، وبناء العلاقات.
إذا كانت هناك كلمة واحدة لوصف هذه الرحلة، فستكون "نابضة بالحياة". إن مشهد الشركات الناشئة المحلية مفعم بالحيوية، ونحن الآن أدركنا لماذا أخبرنا العديد من الأشخاص أن النيجيريين هم بطبيعتهم رواد أعمال.
في اليوم الأخير من رحلتنا، نظم مضيفنا تومي ديفيز حفل وداع لنا حضره مستثمرون ملائكيون وشركات محلية ناشئة (في الصورة أعلاه). ومرة أخرى، التقينا ببعض الأشخاص الملهمين، وكان من بينهم يامي كيري (لينكد إن)، الشريكة المؤسسة لـ The Rising Tide. وتمكنت كيري من أن تجمع 87 مستثمرا معا لبناء شبكة استثمار ملائكي – وهنا الجزء المثير للاهتمام، وهو أن جميعهم من السيدات. وحتى الآن، استثمرت هذه المجموعة 1.8 مليون دولار في 28 شركة ناشئة. التقينا أيضا بأحد المشاهير الآخرين وهو ليونولوا أبويوجي (لينكد إن)، الذي كان أحد مؤسسي شركة "فلاتر ويف" للتكنولوجيا المالية وشبكة "أنديلا" للتوظيف. واليوم، يعد المؤسس لصندوق مستقبل أفريقيا.
لاجوس والقاهرة تبدوان "متماثلتان.. لكنهما مختلفتان" – على الأقل هذا ما يشعر به رفقاء رحلتنا. وقال الرئيس التنفيذي لشركة كايرو إنجلز للاستثمار في المشروعات الناشئة علي الشلقاني، "لقد كانت مستويات الطاقة مرتفعة حقا؛ لقد كان الناس لطيفين للغاية وودودين لدرجة أننا شعرنا كأننا في وطننا". وأضاف الشلقاني – الذي كان أول من رتب للرحلة – أن الشوارع لا تنام أبدا، والأشخاص الذين قابلناهم في مجال التكنولوجيا هم انعكاس لذلك. واتفق معه في الرأي الشريك المؤسس في شركة التكنولوجيا المالية لندو أدهم عزام، مضيفا أن "الأمور هنا تتحرك بسرعة كبيرة".
… مما دفع البعض منا إلى الاعتقاد بأن التوسع في نيجيريا قد يكون أكثر منطقية للشركات الناشئة المصرية من التوسع في دول الخليج. وبالنظر إلى ديناميكيات السوق المماثلة، قد يكون توسع الشركات الناشئة المصرية في نيجيريا وأفريقيا بشكل عام أكثر نجاحا من التحرك إلى الشرق، وفقا لما قاله المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة نواة العلمية عمر شكري. ويرى شكري أن هناك احتياجا وفرصة أكبر في نيجيريا من دبي على سبيل المثال، خاصة في مجال علوم الحياة.
يبدو أيضا أن التكنولوجيا المالية هي اللاعب الأكبر في نيجيريا في هذا الوقت. وقال عزام: "معظم اللوحات الإعلانية تخص شركات التكنولوجيا المالية".
لاحظنا أيضا أن الكثير من المؤسسين والمستثمرين كانوا خارج نيجيريا في السابق. وقد أدركنا من خلال المحادثات التي أجريناها مع الأشخاص المحليين أن الكثير من اللاعبين النشطين ورواد الأعمال هم نيجيريون عاشوا في الخارج أو درسوا في بلد آخر، وقرروا العودة للمساعدة في دفع بلادهم إلى الأمام من خلال إما تأسيس شركة أو تمويل الشركات الناشئة.
لكن يبدو أن تأسيس شركة يمثل تحديا أكبر في نيجيريا منه في مصر، ويرجع ذلك في الأساس إلى مشكلات في البنية التحتية التقليدية. فكل مبنى في لاجوس تقريبا يحتوي على مولد كهربائي، والذي يتم تشغيله على الأقل ما بين 3 إلى 4 ساعات يوميا، بسبب انقطاع التيار الكهربائي المتكرر. وعلاوة على ذلك، فإن الكثير من الأحياء في لاجوس لا يوجد بها شبكات مياه للشرب، وهذا هو السبب في أنهم يحفرون الآبار المصحوبة بمحطات تحلية المياه، وفقا لما قاله السكان المحليون. وقال الشلقاني إن كل هذه الجوانب في مرحلة متقدمة في القاهرة، مقارنة بلاجوس، مما يجعل تأسيس شركة بالقاهرة أمرا أكثر سهولة.
ما الذي يمكن أن نتعلمه من لاجوس؟ التنافسية بالتأكيد. قال الشلقاني: "السوق النيجيرية أكثر تنافسية [من القاهرة]، والعديد من المؤسسين هنا يدركون أن أمامهم رحلة صعبة". نظرا لأن حجم تمويل الشركات الناشئة لنيجيريا هائل، فإن المنافسة عالية جدا، مما يدفع إلى الحصول على منتجات وخدمات عالية الجودة – ويدفع الأشخاص إلى العمل بقوة أكبر.
ربما لا تكون هذه الحلول الرقمية البحتة بالضرورة … حلولا، خاصة في مجال التكنولوجيا المالية. قال عزام: "هنا، تمتلك كل شركة تكنولوجيا مالية نموذجا هجينا"، وأضاف أن امتلاك نموذج أعمال يجمع بين الأنشطة على الأرض والحلول المادية، مع توفير الحل الرقمي أيضا يسمح باختراق أكبر للسوق.
وأخيرا، كان هناك حديث واحد كرر نفسه، وهو بناء أفريقيا. وسواء كنا نتحدث إلى رواد الأعمال أو المستثمرين، كان الجميع تقريبا متفقون مع أهمية تحقيق هدف على مستوى القارة، بدلا من الهدف الذي يركز على الدولة فقط. ولخص ديفيز الأمر بشكل جميل في حفل الوداع بالأمس قائلا: "نحن نبني أفريقيا بشكل مربح ومؤثر".
نود هنا أن نشكر مضيفنا ديفيز وفريقه في مؤسسة "تي في سي لابز" مايوا وسيجون أوجوري (جنبا إلى جنب مع ابنهما البالغ من العمر 9 أشهر وجدته، التي رافقتنا أيضا في رحلاتنا عبر لاجوس). لقد مكنونا جميعا من مقابلة أكبر عدد ممكن من الأشخاص في مثل هذا الوقت المحدود، كما تأكدوا من أن كل شيء يسير بسلاسة. لقد كانوا لطفاء بما يكفي للترحيب بنا في المطار حيث قدموا لنا جهاز "واي فاي" لنتمكن من إخبار ذوينا هنا في مصر بأننا وصلنا بسلام.
على مدار الأسابيع المقبلة، سننشر بعض التحليلات المتعمقة للمناقشات التي أجريناها في نشرتنا المتخصصة "ماذا بعد". وفي حال فاتكم قراءة ما كتبناه طوال رحلتنا هذا الأسبوع فيمكنكم الوصول إليها من هنا: إنتربرايز تستكشف مشهد الشركات الناشئة في نيجيريا l أهلا بكم في لاجوس l اليوم الثاني من زيارة إنتربرايز إلى لاجوس l اليوم الثالث من زيارة إنتربرايز إلى لاجوس.
تصحيح – في تغطيتنا لليوم الأول في لاجوس، أشرنا عن طريق الخطأ إلى جزيرة فيكتوريا باسم جزيرة فيرجينيا. وقد تم تصحيح الخطأ منذ ذلك الحين على موقعنا.