بعد انتهاء اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي لعام 2022: نظرة على بعض النقاط الرئيسية
انتهت اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي. استحوذت الحرب في أوكرانيا وضمان الأمن الغذائي في البلدان النامية على معظم الاهتمام الأسبوع الماضي، حيث اجتمع المسؤولون الماليون من مختلف أنحاء العالم في واشنطن خلال اجتماعات الربيع السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي. كانت التوقعات العامة هذا العام قاتمة مع تزايد المخاوف بشأن الحالة الهشة للاقتصاد العالمي الذي يعاني من مناخ تضخم مرتفع، واحتلت الحرب في أوروبا صدارة المحادثات. إليكم ملخصا لأبرز الموضوعات التي ناقشتها الاجتماعات على مدار أسبوع.
خفض توقعات النمو العالمي: كان الحدث الرئيسي يوم الثلاثاء، عندما أصدر صندوق النقد الدولي تقريره الأخير عن آفاق الاقتصاد العالمي. كما كان متوقعا، خفض الصندوق توقعاته للنمو العالمي للمرة الثانية هذا العام، محذرا من أن النشاط الاقتصادي يشهد "تباطؤا كبيرا" بسبب الحرب في أوكرانيا. يتوقع الاقتصاديون حاليا أن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3.6% هذا العام، أي أقل بمقدار 0.8 نقطة مئوية من توقعات يناير.
هناك أخبار سارة بالنسبة لمصر، التي نجت من الاتجاه العالمي. رفع صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو لمصر، ويتوقع الآن أن يتوسع اقتصادها بنسبة 5.9% هذا العام، بزيادة 0.3 نقطة مئوية عما كان متوقعا في يناير. وهذه المراجعة هي المرة الثانية التي يقوم فيها صندوق النقد الدولي بتحسين توقعاته بشأن مصر هذا العام.
"محركات النمو العالمية تتعثر الآن": كان هذا رد فعل كبير الاقتصاديين في أليانز محمد العريان على التقرير، الذي كتب في مقال رأي لبروجيكت سينديكيت أن خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو في عام 2023 إلى 3.6% كان مؤشرا على أن نماذج النمو التقليدية القائمة على الصادرات والاستثمار الأجنبي تفقد فعاليتها. لماذا؟ الحماية الجمركية ومشاكل سلاسل التوريد الناجمة عن الجائحة والاتجاه العام نحو انحسار العولمة.
تعهد البنك الدولي بمليارات الدولارات لمساعدة البلدان التي تواجه أزمات وبائية وغذائية: قال البنك إنه يجري محادثات لتوفير تمويل طارئ بقيمة 170 مليار دولار على مدار الخمسة عشر شهرا القادمة لمساعدة البلدان الضعيفة التي تواجه "أزمات متداخلة متعددة" بما في ذلك الجائحة، وارتفاع معدلات التضخم وانعدام الأمن الغذائي وأمن الطاقة. لا تزال التفاصيل حول كيفية توزيع التمويل غير معروفة، لكن المُقرض قال إنه يأمل في الحصول على 50 مليار دولار لإقراضها بحلول نهاية الربع الثاني من عام 2022.
مجموعة العشرين تدعو لاتخاذ إجراءات جادة بشأن تخفيف أعباء الديون: حث صندوق النقد الدول الغنية على تقديم إعفاءات من الديون للدول ذات الدخل المنخفض، والتي تضررت من الجائحة وأسعار الغذاء والطاقة التي ترتفع الآن. كتب بيير أوليفييه جورنشاس كبير الاقتصاديين لدى صندوق النقد الدولي في التقرير، إن إطار العمل المشترك لمجموعة العشرين، وهي مبادرة تم دعمها العام الماضي لمساعدة البلدان الفقيرة على التعامل مع مستويات الديون غير المستدامة، "لم تقدم كل ما لديها بعد". وأضاف أوليفييه أن "عندما يكون بلد ما في وضع لا يمكن فيه تحمل ديونه، فمن مصلحة الجميع أن يكون لديه عملية سريعة لتخفيف الديون. وإطار العمل المشترك لا يثبت أنه سريع بما فيه الكفاية في اتخاذ القرارات".
لكن يبدو أن مجموعة العشرين لم تتخذ أي إجراءات: لا يبدو أن المجموعة ناقشت أي آليات ملموسة للتحرك نحو تخفيف أكبر للديون، إذ قال البيان الذي صدر عقب اجتماعهم فقط إنه "ناقش التقدم المحرز في تنفيذ إطار مجموعة العشرين المشترك لمعالجة الديون، ودعا إلى أن تكون الخطوات التالية منظمة وقابلة للتنبؤ، وأن تكون في الوقت المناسب".
أحرزت واحدة من أكثر الدول المثقلة بالديون في العالم تقدما نحو الحصول على قرض من صندوق النقد الدولي: اقتربت سريلانكا إلى تلقي حزمة مساعدات من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بعد "مناقشات مثمرة" خلال الاجتماعات، حسبما قال الصندوق يوم السبت. يدرس الصندوق تقديم قرض طارئ بقيمة 500 مليون دولار، بينما سيقدم البنك الدولي 10 ملايين دولار للخدمات الطبية الأساسية، وفقا لرويترز.
لكن لم ترد أي تفاصيل بشأن فرص مصر للحصول على قرض طارئ آخر: كان من المتوقع أن تناقش مصر مع مسؤولي صندوق النقد الدولي طلبها لبرنامج ثالث، إذ قالت جورجيفا قبل الاجتماعات إن الصندوق سيجري محادثات لمناقشة مستويات الديون المتزايدة في البلاد. ولم تعلق الحكومة المصرية ولا صندوق النقد الدولي منذ ذلك الحين على وضع المحادثات.
استعدوا لمزيد من عدم الاستقرار في الأسواق العالمية مع ارتفاع أسعار الفائدة: حذر مسؤول كبير في صندوق النقد الدولي من أن الأسواق المالية العالمية ستستمر على الأرجح في الانخفاض مع استمرار البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم في رفع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم المتصاعد. الأسهم وسندات الشركات والديون السيادية ستشهد على الأرجح "قدرا معينا من التصحيح" في المستقبل مع تشديد الظروف المالية، حسبما قال توبياس أدريان المستشار المالي ورئيس إدارة الأسواق النقدية والرأسمالية في صندوق النقد الدولي لشبكة سي إن بي سي.
كان هناك الكثير من الحديث عن المساعدة لأوكرانيا: قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا الأربعاء إن أوكرانيا ستحتاج على الأرجح إلى نحو 15 مليار دولار على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة لمساعدة البلاد سداد احتياجاتها، وأن الصندوق سيجري محادثات مع دول أخرى لتقديم تمويل للمنح. قالت الولايات المتحدة إنها ستقدم 500 مليون دولار أخرى للمساعدة في استمرار عمل الحكومة، ما يضاعف 500 مليون دولار التي تعهدت بتقديمها في مارس.
لم يرغب مسؤولو مجموعة السبع في سماع أي رأي روسي خلال الحدث، حيث رتبوا انسحابا خلال جلسة مجموعة العشرين والعديد من اجتماعات صندوق النقد الدولي اعتراضا على مشاركة موسكو بعد غزوها لأوكرانيا.
الولايات المتحدة تحث على توخي الحذر بشأن حظر الغاز الروسي: دعت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين الاتحاد الأوروبي إلى توخي الحذر بشأن فرض حظر كامل على الطاقة الروسية لتجنب ارتفاع أسعار الطاقة عالميا والصعوبات الاقتصادية في أوروبا. "على المدى المتوسط، من الواضح أن أوروبا بحاجة إلى تقليل اعتمادها على روسيا فيما يتعلق بالطاقة، لكننا بحاجة إلى توخي الحذر عندما نفكر في فرض حظر أوروبي كامل على واردات النفط على سبيل المثال"، حسبما قالت خلال مؤتمر صحفي يوم الخميس.