بموجب اتفاق مع إيني.. مصر تعزز صادرات الغاز المسال إلى أوروبا
اتفاقية بين إيني وإيجاس لتوريد المزيد من الغاز المسال المصري إلى إيطاليا وأوروبا: وقعت شركة إيني الإيطالية اتفاقية إطارية مع الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) للتعاون في مجال الغاز الطبيعي وتصديره، بحسب بيان لمجلس الوزراء أمس الأربعاء. وتهدف الاتفاقية إلى تعظيم صادرات الغاز المسال المصرية إلى أوروبا وتعزيز إنتاج إيني للغاز في البلاد.
"تهدف الاتفاقية إلى تعزيز تصدير الغاز المصري إلى أوروبا، لا سيما إلى إيطاليا، في سياق التحول إلى الاقتصاد منخفض الكربون"، بحسب ما قالته إيني في بيان لها.
تفاصيل الاتفاقية: تهدف الاتفاقية لزيادة الإنتاج في مشروعي الغاز المشتركين بين إيني وإيجاس، إلى جانب تسريع عمليات الاستكشاف التي تقوم بها إيني في الامتيازات التي فازت بها مؤخرا في الصحراء الغربية ودلتا النيل والبحر المتوسط. وقالت إيني أيضا إن الاتفاقية تهدف لـ "تحديد الفرص لتعظيم إنتاج الغاز على المدى القريب". وإلى جانب إعادة تشغيل مصنع دمياط للإسالة العام الماضي – الذي تديره إيني وتمتلك فيه حصة تبلغ 50% – ستعزز الاتفاقية صادرات الغاز الطبيعي المسال للشركة إلى إيطاليا ودول أخرى في أوروبا إلى 3 مليارات متر مكعب خلال هذا العام.
كان ذلك متوقعا: تعهدت إيني في مارس الماضي بتوفير أكثر من 14 تريليون قدم مكعب إضافية من الغاز إلى الأسواق العالمية والتخفيف من أزمة الطاقة في أوروبا من خلال "الاستفادة من التحالفات القائمة مع الدول المنتجة"، بما في ذلك مصر.
لماذا الآن؟ تحاول أوروبا تقليل اعتمادها على واردات الطاقة الروسية وسط تداعيات الحرب في أوكرانيا، كما من المحتمل أن تحظر أوروبا قريبا استيراد النفط الروسي بالكامل. وتعد مصر خيارا قويا نظرا لموقعها المتميز عبر المتوسط، إلى جانب اكتشاف أكبر حقل غاز في المنطقة عام 2018. وعادة ما يقتنص المشترون الآسيويون الغاز المصري، ولكن يجري إرساله بشكل متزايد إلى أوروبا. تجاوزت صادرات الغاز المصري إلى أوروبا مليوني طن متري في عام 2021، مقابل 270 ألفا فقط في العام السابق. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي للصفقة الأوروبية الخضراء والمفوض الأوروبي للعمل المناخي فرانس تيمرمانز، خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، إن الاتحاد الأوروبي يهدف إلى زيادة وارداته من الغاز الطبيعي المسال من مصر على المدى القريب.
تسعى إيطاليا أيضا إلى الحصول على إمدادات الغاز من دول أخرى بالمنطقة: كان رئيس وزراء إيطاليا في زيارة للجزائر الثلاثاء الماضي لتوقيع اتفاقية تهدف لزيادة مشترياتها من النفط الجزائري، بحسب وكالة بلومبرج. كما تحاول إيني – التي تمتلك فيها الحكومة الإيطالية حصة الأغلبية – زيادة الإنتاج في ليبيا، وكذلك في العديد من دول أفريقيا وجنوب شرق آسيا التي تتواجد بها.
القول قد يكون أسهل من الفعل: لقد ثبت أن زيادة الإنتاج أمر صعب بالنسبة لبعض دول الجوار المنتجة للنفط ضمن تحالف أوبك بلس، وسط أزمة سلاسل التوريد ومشكلات نقص العمالة. وكان وزير البترول طارق الملا صرح العام الماضي أن مصانع إسالة الغاز الطبيعي في البلاد تعمل بأقصى طاقتها، في محاولة للاستفادة من ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي العالمية.
إلا أن إيني في وضع جيد الآن يمكنها من المساعدة: تتواجد الشركة في السوق المصرية منذ عقود، ومشاركتها في كل من إنتاج الغاز وإسالته، جنبا إلى جنب مع علاقاتها الأوروبية، تعني أنها يمكن أن تعمل على زيادة الإمدادات وتسهيل الصادرات.
كانت إيني نشطة بشكل خاص في مصر مؤخرا: فازت شركة إيني بعقود للتنقيب عن الغاز في المزايدة التي أجريت عام 2021 وتعهدت باستثمار ما لا يقل عن مليار دولار على التنقيب عن النفط وإنتاجه في خليج السويس ودلتا النيل. ومن المتوقع أيضا أن تعلن الشركة عن المزيد من الاتفاقيات مع مصر، مع عدد من المبادرات المشتركة بشأن تجميع الكربون وتخزينه واستخدامه، والتي تأتي قبيل انعقاد قمة المناخ COP27 المقررة في شرم الشيخ. وأعلنت شركة إيني أمس عن اكتشافات نفطية وغازية جديدة في امتيازات مليحة بالصحراء الغربية بما يقرب من 8,500 برميل/ يوم من المكافئ النفطي.
الخبر يحظى باهتمام الصحافة الأجنبية: قدمت كل من رويترز وبلومبرج تغطية للقصة.