فنجان قهوة مع علي الطيب الرئيس التنفيذي لشركة شيفت إي في
تلقت شركة شيفت إي في الناشئة في مجال التنقل الكهربائي إجمالي تمويلات يصل إلى 9 ملايين دولار، ما يضعها على الطريق لتغيير مشهد السيارات الكهربائية ليس فقط في مصر، ولكن عبر الأسواق الناشئة باستخدام تكنولوجيا مصرية للبطاريات. وانضم إلى جولة التمويل الأولية لشيفت ومقرها القاهرة المستثمرون الحاليون وهم يونيون سكوير فينتشرز وألجبرا فينتشرز وومضة، إضافة إلى أول استثمار من الصندوق العماني للتكنولوجيا، ما رفع إجمالي السيولة النقدية للشركة حتى الآن إلى 9 ملايين دولار، وفقا لما ذكره الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك علي الطيب (لينكد إن).
هذا الاستثمار هو الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لشركة يونيون سكوير، المستثمر الأول في رأس المال المغامر في الولايات المتحدة.
ماذا تفعل شيفت إي في؟ تخيل أن تكون قادرا على تحويل أسطول التسليم الخاص بك بالكامل إلى سيارات كهربائية في غضون أيام – دون أي تكلفة مقدمة، كل ذلك هنا في القاهرة. قامت الشركة، التي أسسها شباب حاصلون على درجة الدكتوراه لديهم خبرة في الصناعة العالمية، بتطوير عملية التعديل التحديثي بإضافة بطاريات كهربائية للسيارة فيما يشبه لعبة الليجو والتي يمكن أن تحول أي مركبة تقليدية إلى سيارة كهربائية. ومع ذلك، فإن شيفت غير مهتمة بتحويل أي سيارة قديمة. يتبع مصنعها في أكتوبر نهج خط التجميع لتحويل أساطيل الشاحنات الصغيرة (الميني فان) والدراجات ثلاثية العجلات، وستقوم قريبا بتجميع الشاحنات والميكروباصات، التي تعد العمود الفقري لأساطيل التسليم ونقل الركاب الجماعي في مصر إلى سيارات كهربائية. يستغرق التحويل أقل من بضع ساعات لكل مركبة، وهو رقم يقول الطيب إنه "ينخفض بسرعة".
كيف تكسب المال؟ "لدينا عرض قيمة بسيط لأساطيل اللوجستيات: وفر 30% من تكاليف التشغيل من دون رسوم مقدمة"، يقول الطيب. "لدينا نموذج أعمال بالاشتراك، وهو نهج تقديم البطاريات كخدمة". لديهم فريق مكون من أكثر من 50 شخصا اليوم.
نحن نحب عالم الشركات الناشئة، لكن هذه شركة مصرية نادرة تسعى لبناء شيء ما من العدم. على الرغم من كل محاولاته لكسر كل الحواجز، لا يزال إيلون ماسك الوحيد ضمن ما يسمى مافيا باي بال الذي شرع في تغيير العالم المادي الذي نعيش فيه.
فكر في شيفت إي في بطريقة مماثلة: إنها تقنية عميقة لها آثار هائلة في العالم الحقيقي. إنها ليست ترجمة لفكرة (على سبيل المثال سوق تجاري/ شركة مدفوعات / خدمة توصيل) ثبت أنها نجحت في الخارج، إنها تهدف إلى القيام بشيء لم يحدث من قبل في أي وقت مضى في أى مكان.
حاورنا الطيب قبل رمضان لمناقشة خطة الشركة للسيطرة على الأسواق الناشئة وقصة بدايتها ومستقبل المناخ، الذي نتوقع أن يصبح أكبر سوق في العالم في الثلاثين عاما المقبلة. إليكم مقتطفات محررة من حوارنا معه.
النقاط الرئيسية:
- تتطلع شركة شيفت أي في إلى قطع مسافة مليون كيلومتر على الطريق هذا العام مع تحويل أساطيل التوصيل لاستخدام تقنية تركيب البطاريات في مصنع الشركة في أكتوبر.
- قامت الشركة بتسليم الدفعة الأولى من المركبات في ديسمبر 2021، لكنها رفضت تسمية أسماء العملاء في الوقت الحالي.
- تسجل الشركة ربحا من خلال نموذج الاشتراك، ويساعدون في إنشاء منتج جديد للتمويل المناخي يحظى بقبول لدى مؤسسات التمويل التنموي والبنوك التجارية والمستثمرين في الأسهم على حد سواء.
- وستكون جولتها المقبلة لجمع التمويل موجه لنقل تكنولوجيا البطاريات التي أثبتت كفاءتها وعملية التصنيع إلى خارج مصر؛
- تلعب وزارتا المالية والصناعة دورا بناء في قيادة تأسيس صناعة السيارات الكهربائية المحلية.
إنتربرايز: لماذا اتجهتم لتحويل المركبات التي تعمل بالوقود الأحفوري بدلا من بناء المركبات الكهربائية الخاصة بكم؟
الطيب: تكلفة سيارة ركاب كهربائية جديدة ضخمة في الأسواق الناشئة. أعني، بعضها مجرد قطع جميلة من ألياف الكربون ولكن على أساس التكلفة، فهي غير منطقية حتى الآن. ستقضي الشركات الناشئة العالمية الكبرى مثل تسلا وريفيان عقدا من الزمن في جني الأموال من بيع سيارات الركوب باهظة الثمن في الولايات المتحدة وأوروبا والصين. إنها أسواق يتوفر فيها الدخل الشخصي وميزانيات الدعم الحكومية على نطاق يمكن أن يجعل المركبات الكهربائية جذابة.
فكر في الأمر. سعر سيارة ريفيان (تبدأ أسعار التجزئة في الولايات المتحدة بما يعادل 1.3 مليون جنيه للسيارة)، يجعلها سلعة فاخرة للمستهلكين لذا لن تجدهم ينقلون الطرود أو البقالة في أنحاء الجيزة في أي وقت قريب.
سيقضي اللاعبون العالميون الكبار العقد المقبل في حصاد حصصهم في السوق خارج الأسواق الناشئة قبل أن يبدأوا في التساؤل عما إذا كانت التكاليف قد انخفضت بما يكفي للبناء بأسعار معقولة للمستهلكين في الأسواق الناشئة.
لكن تكلفة التعديل التحديثي؟ اتضح أنها جزء بسيط من تكلفة السيارة الكهربائية الجديدة، وهي تكلفة يمكن تمويلها. عملائنا يمتلكون أساطيل سيارات. إنهم يدفعون شيئا بسيطا لتحويلها، ويحصلون على خصم 30% على الفور. إنهم يحبون ذلك.
لماذا بدأتم بالمركبات التجارية عندما يكون هناك عدد أكبر بكثير من سيارات الركوب في السوق؟
إذا كنت مالك سيارة، فأنت تعلم إلى أين ستذهب معظم الأيام وأين ستشحن، ولكنك تحتاج في 10% من الوقت إلى المرونة للذهاب إلى أي مكان والشحن في أي مكان. تقل تلك التفاصيل فيما يتعلق بالمركبات التجارية: فأنت تعرف بالضبط من أين ستبدأ وأين ستنتهي وما هو النطاق اليومي، ما يعني أنه ليس هناك حاجة للاعتماد على البنية التحتية العامة للشحن الكهربائي.
وتعد القدرة على إنهاء العمل تطبيقا عمليا مهما للتنقل الكهربائي.
إنتربرايز: هل السوق كبيرة بما فيه الكفاية؟
الطيب: هناك ما لا يقل عن 25 مليون مركبة تجارية على الطرق في الأسواق الناشئة و1.5 مليون في مصر وحدها. المعنى الضمني هو أن لدينا خيارين: انتظر عقدا أو عقدين نطلق خلاله غاز ثاني أكسيد الكربون بجنون وننفق أكثر من اللازم على التكاليف التشغيلية ونستمر في تدمير جودة الهواء في مدننا أو ابحث عن خيار مختلف.
إنتربرايز: ما هي الإشارة التي قررتم عندها أن الوقت كان مناسبا لكم؟
عندما بدأنا التفكير في هذا في عام 2019، كانت البطاريات منخفضة التكلفة بدرجة كبيرة. إنه نفس الشيء الذي حدث في أشباه الموصلات ثم في الألواح الشمسية. وكنا نعلم أن كلا من رأس المال العالمي والحكومات تتطلع باهتمام كبير إلى التحول من المركبات التقليدية إلى المركبات الكهربائية.
لقد ذهبنا حول العالم بحثا عن الدروس المستفادة من الأشخاص الذين حاولوا بناء أعمال تتعلق بتحويل المركبات ووجدنا أنهم فشلوا لسببين: البطاريات كانت باهظة الثمن مع غياب الدعم، وأخذوا التكنولوجيا الحالية وحاولوا إدخالها في المركبات لتعويض الأمر، وإجراء تضحية رهيبة في التصميم في هذه العملية.
لذلك علمنا أنه يتعين علينا القيام بشيء مختلف. كان علينا أن نصنع بطاريات مصممة من الصفر لتناسب الهيكل الحالي. هذا ما يتيح لنا التحرك على نطاق صناعي واسع وبسرعة.
إنتربرايز: طارق أسعد من ألجبرا شبّه تقنيتك بالليجو
الطيب: هذه طريقة رائعة لوصفها. تبدأ عمليتنا بمنصة هيكل محددة. لا نريد القيام بأعمال مخصّصة، فأنت بحاجة إلى العمل بسعر اقتصادي للسيارات عند تحويل عدد كبير. إنها ليست بطارية واحدة كبيرة، ولكنها وحدات أصغر مثل قطع الليجو التي نجمعها بأحجام مختلفة وعوامل شكل وجهد، بطريقة فريدة في كل مرة.
إنتربرايز: كيف تكسبون المال؟
الطيب: الإجابة المختصرة هي أنه نموذج اشتراك: نقوم بتحويل مركبتك. أنت توفر المال، ونحن نأخذ جزء من الوفر.
والمثير حقا أنه خلال هذه العملية، نقوم بإنشاء فئة أصول جديدة. يحتاج الانتقال من البنزين إلى المركبات الكهربائية على مستوى الأسطول إلى نوع جديد من تمويل الطاقة المتجددة يختلف اختلافا واضحا عن المرافق التي مولت التحول من الفحم إلى مصادر الطاقة المتجددة. نحن بصدد ترتيب المعاملات الآن مع مؤسسات تمويل التنمية الكبرى وصناديق المناخ والبنوك التجارية وشركات التأجير. نحن نجتذب أيضا مستثمري الأسهم الذين يمكنهم تقديم الديون.
إنتربرايز: ما هو التحدي الأكبر في بناء مشروع صناعي في مصر؟
الطيب: بالتأكيد ليست السياسات الحكومية. نحن نتماشى مع أهداف الحكومة بشأن الاستثمار الأجنبي المباشر والتنقل والكهرباء، وقد ساعد ذلك كثيرا. لقد حصلنا على الكثير من الدعم من المؤسسات الحكومية. لقد تم اعتمادنا على أننا آمنون وجاهزون للطرق من قبل الهيئات التنظيمية الرئيسية والكثير من الفضل في ذلك يعود لوزارتي الصناعة والمالية. إنهم حقا يفكرون في المستقبل، وتقدميون في كيفية المساعدة في بناء صناعة محلية للسيارات الكهربائية.
كان أحد أكبر التحديات التي واجهتنا هو التعامل مع أزمة الحاويات في الصين. كانت لدينا مشكلات كبيرة في توصيل أغراضنا إلى مصر. كان الأمر أشبه بمشهد من فيلم كوميدي: أشخاص سابقون في إنتل وجنرال موتورز ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا يحاولون نقل أشياء من ميناء إلى آخر في جميع أنحاء العالم، في محاولة يائسة لإيجاد طريقة لإيصالها إلى مصر.
التحدي الآخر المثير للاهتمام هو أنه لا يوجد الكثير من رأس المال في العالم الذي يتطلع إلى الاستثمار في التكنولوجيا في مصر. يذهب مستثمرو التكنولوجيا الجدد إلى ميونيخ وبوسطن وسان فرانسيسكو.
لحسن الحظ، التقينا بألبرت فينجر من يونيون سكوير وفريق ألجبرا وومضة والصندوق العماني للتكنولوجيا. ما نقوم به مختلف حقا، لكنهم فهموا ما كنا نفعله ووضعوا أموالهم على الرغم من أنه من غير المعتاد تمويل التكنولوجيا العميقة في مصر. كان المستثمرون الآخرون متحمسين للغاية، لكنهم استمروا في تكرار سؤال "لماذا مصر؟" أردنا أن نظهر أنه يمكنك القيام بذلك في مصر.
إنتربرايز: ما التالي بالنسبة لك على صعيد جمع التمويل؟
لقد تجاوزنا سؤال "لماذا مصر"، على ما أعتقد. في جولتنا التالية، سنعمل على زيادة رأس المال اللازم للتوسع الإقليمي، ولدينا مجموعة كبيرة من المستثمرين على نطاق واسع الذين يصطفون لكتابة شيكات أكبر بكثير.
إنتربرايز: حسنا، دعونا نعود إلى الوراء قليلا. ما هي قصة نشأة الشركة؟
الطيب: أنا والشريك المؤسس ومدير التكنولوجيا في الشركة، عمرو حلمي (لينكد إن) أصدقاء منذ نحو 20 عاما. لدينا صديق مشترك، وهي طريقة رائعة للتعرف على شخص جيد بما يكفي لبدء شركة معه. ودرس كلانا في جامعة القاهرة قبل الحصول على درجة الدكتوراه في الخارج، لذلك لدينا الكثير من الخبرات المشتركة.
في عام 2019، بدأنا في طرح سؤال أنهكنا كثيرا: لماذا لا توجد سيارات كهربائية في كل مكان في مصر؟ وعبر الأسواق الناشئة؟ كنت قادما من فورم إنيرجي، وهي شركة أمريكية ناشئة للبطاريات أسسها نائب رئيس تسلا السابق. جمعت فورم رأس مال قدره 350 مليون دولار، وكان عمرو يتمتع بمهنة واعدة حقا في هيئة التدريس في جامعة زويل. إنه حاصل على درجة الدكتوراه في تصميم أشباه الموصلات من جامعة جرينوبل وكان يعمل في شركة إنتل. أما شريف ناصف (لينكد إن)، نائب الرئيس للهندسة لدينا، فكان نائب رئيس التصنيع في جنرال موتورز ثم عمل مع شنايدر إليكتريك.
حتى يومنا هذا، كان أحد أكبر نجاحاتنا كشركة هو إقناع شريف بالانضمام إلينا العام الماضي بعد عقد من الزمن في جنرال موتورز، حيث قاد الهندسة والتصنيع للعديد من السيارات المنتشرة في مصر، قبل أن يدير توسع مصانع شنايدر في مدينة بدر.
نشأت شيفت حدثت على غرار قصص الشركات التي نشأت في الجراجات في سيليكون فالي: لقد بدأنا حرفيا في ركن من أركان مستودع أحد الأصدقاء.
إنتربرايز: وأنت؟ أين كنت قبل شيفت؟
الطيب: حصلت على درجة الدكتوراه في الهندسة الكيميائية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وقدت تطوير الأعمال في فورم.