التطبيقات الفائقة في مصر – الجزء الثالث: مناخ الاستثمار
التطبيقات الفائقة في مصر – الجزء الثالث: مناخ الاستثمار. ناقشنا في وقت سابق كيف تعد مصر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أرضا خصبة للتطبيقات الفائقة، بفضل ارتفاع عدد السكان وانتشار الهواتف المحمولة. وفي الأسبوع الماضي، استعرضنا التحديات الرئيسية التي تواجهها التطبيقات الفائقة، والتي يأتي في مقدمتها اكتساب عملاء جدد، وتكلفة هذه العملية. اليوم، ننظر في كيفية التغلب على هذه التحديات وتجنب حرق الأموال غير الضروري. نتحدث أيضا إلى مستثمري التطبيقات الفائقة حول أسباب الاستثمار في هذا القطاع على الرغم من التحديات.
لاكتساب عملاء جدد، تتمثل إحدى الطرق الشائعة في تقديم أكواد ترويجية وخصومات على الخدمات على التطبيق الفائق. بهذه الطريقة، يكون لدى العميل حافز لاستخدام التطبيق، لكن الشركة تحتاج إما إلى خفض هامشها أو تعويض فرق في التكلفة. أصبحت هذه التقنيات شائعة جدا، لدرجة أن المستخدمين ينتقلون من تطبيق إلى آخر، اعتمادا على مكان الخصم، كما أخبرتنا الرئيسة التنفيذية ومؤسسة شركة التوصيل يلا في السكة ياسمين عبد الكريم. لذا، فإن الفائز الحقيقي هنا هو المستخدم، ولكن هذا يقلل أيضا من ولاء العملاء، أو "الاستقرار".
لهذا السبب تركز التطبيقات الفائقة على تقديم خدمات جديدة تزيد من "بقاء العملاء"، ما قد يساعد في خفض تكاليف اكتساب العملاء. يقدم إم إن تي حالا ميزات جديدة يوميا، مثل دفع الفواتير وشراء الألعاب والتحويلات من نظير إلى نظير لزيادة اكتساب العملاء، كما أخبرنا المؤسس والرئيس التنفيذي لإم أن تي حالا منير نخلة. لذا، فالأمر لا يتعلق فقط باكتساب عملاء جدد، ولكن إلى حد كبير التأكد من بقاء العملاء أيضا. وتسمح الميزات الجديدة للتطبيقات الفائقة بزيادة الراحة، وهو ما يبحث عنه العميل في النهاية، وبالتالي جذب ميزات جديدة مع توسيع قاعدة إيرادات التطبيق.
يتعلق الأمر بإيجاد تلك الميزة التنافسية في مواجهة منافسيك. التفوق على المنافسين الآخرين من حيث تجربة المستخدم وإضافة ميزات جديدة وعروض قيمة هو أيضا ما يحاول تطبيق يلا الفائق فعله، وفقا لمؤسس باي سكاي وليد صادق.
ألا يعيدنا ذلك إلى نقطة الصفر؟ المهم في الأمر هو التأكد من أن البنية التحتية الحالية قادرة على التعامل مع الخدمات القديمة والجديدة. من أجل عدم الوقوع في فخ الاحتراق النقدي الناجم عن العمليات، تضيف التطبيقات الفائقة الخدمات التي يمكن تحقيقها عبر قنوات التسليم الموجودة لديهم بالفعل. المفتاح هو الاستفادة من العمليات التشغيلية الموجودة بالفعل لجميع الخدمات الجديدة والقديمة، كما يخبرنا كريم حسين، الشريك الإداري في ألجبرا فينتشرز، وأحد المستثمرين الأوائل في إم إن تي حالا. يمكن للسائقين أن يفوا بخدمات نقل الركاب، ومدفوعات نقاط البيع، والتسليم في نفس الوقت، على سبيل المثال. ويقول نخلة: "إذا كانت اقتصاديات الوحدة لكل خدمة إضافية إيجابية، فسيتم تقليل الاحتراق النقدي". ويضيف قائلا: "البيع العابر [كما أشرنا الأسبوع الماضي] يجعلك تقسم تكلفة اكتساب العميل والنفقات التشغيلية من خلال المزيد من تدفقات الإيرادات". ومن ثم، فكلما زاد عدد الخدمات التي لديك، قل الحرق إذا كان لكل خدمة وحدة اقتصادية إيجابية.
إذا، هل يتطلع المستثمرون إلى التطبيقات الفائقة؟ "تعد التطبيقات الفائقة فرصة للتوسع، كتطور للاستثمار الذي تقوم به، لأنها تساعدك على الاستفادة من قواعد أكبر للعملاء"، حسبما أخبرنا العضو المنتدب في أوبنر أحمد الشريف. لا تبدأ تطبيقات الفائقة على هذا النحو عادة. بدأ معظمهم بتقديم خدمة معينة. على سبيل المثال، بدأ إم إن تي حالا بتقديم خدمات طلب مركبات التوك توك، وبدأ تطبيق يلا الفائق كلاعب في مجال التكنولوجيا المالية. هذه هي الطريقة التي قاموا بها ببناء العمق، كما أوضح تامر عازر الشريك في شركة رأس المال المغامر الإماراتية شروق بارتنرز، لافتا إلى أنهم أضافوا بعد ذلك المزيد من الخدمات في قطاعات مختلفة وما يتعين عليهم فعله الآن هو أن يزيدوا من كفاءتهم في البيع عبر بائعين مختلفين حتى يتمكنوا من بناء قاعدة عملاء. وأضاف عازر أن الخطوة الأخيرة هي تحفيز العملاء على البقاء واستخدام المزيد من هذه الخدمات.
لا تحتاج التطبيقات الفائقة إلى أن تكون لاعبا كبيرا في السوق إذا كان بإمكانها خدمة شرائح معينة. يمكن أن تصبح التطبيقات التي تجمع خدمات معينة بوتقة تنصهر فيها مجالات معينة، مثل تكنولوجيا التعليم أو الرعاية الصحية. يقول الشريف إنه إذا كنت تحصل على قيمة مثالية لتلك الشريحة المعينة، فيمكنك فتح وإنشاء نظام بيئي للعروض والخدمات. ويضيف أن هذا قد يؤدي إلى تقليل تكلفة اكتساب العملاء وزيادة هوامش الربح.
لكن كي تتمكن من القيام بذلك، تحتاج التطبيقات الفائقة إلى البدء بعرض قيمة أساسية قوية ومستهدفة في مجالاتها لتكون "قابلة للاستثمار"، وفقا للشريف. يوافق عازر على ذلك، قائلا إنه من أجل الازدهار، تحتاج التطبيقات الفائقة إلى ثلاثة أشياء: أولا، عامل جذب واضح له قيمة مقترحة قوية لجذب العملاء. ثانيا، التفوق في البيع العابر، وثالثا، الحصول على قدر هائل من رأس المال لتحقيق ذلك.
أخيرا، تحتاج التطبيقات الفائقة إلى استخدام بياناتها بوضوح لتلبية احتياجات عملائها. "لا ينبغي أن الهدف أن يصبح التطبيق فائقا، ولكن يجب على الشركات بدلا من ذلك استخدام البيانات لمعرفة الخدمات الإضافية التي يمكن أن تقدمها لعملائها وكيفية أن تكون أكثر شمولا"، على حد قول أمل عنان الشريكة الإدارية في لوتس كابيتال. يتطلب هذا الاستثمار في البيانات واستخدامها لفهم عملائك بشكل أفضل لتطوير منتج أكثر قوة. قالت عنان لنا: "تريد منح عملائك أينما كانوا ما يحتاجون إليه".
ما الذي يمكن أن يجعل حياتهم أسهل؟ نظام أعرف عميلك الإلكتروني. يقول صادق إن "مغير السوق" الحقيقي هو برنامج اعرف عميلك الرقمي. يتيح برنامج أعرف عميلك الإلكتروني، وهي عملية التعرف على العميل رقميا، للمنصات التحقق من هوية العميل وعنوانه إلكترونيا، بدلا من الاضطرار للذهاب لفرع البنك وإهدار كمية كبيرة من الأعمال الورقية. هناك بالفعل بعض الخطوات في هذا الاتجاه، حيث يسمح البنك المركزي المصري للمصريين بفتح حسابات بنكية ببطاقة الرقم القومي فقط، في حين أن الشركات الصغيرة وأصحاب الأعمال الحرة والحرفيين الآن قادرون أيضا على فتح حساب من خلال الإعلان عن مهنتهم، بدلا من طلب إثبات الوظيفة من خلال شركة أو متطلبات أخرى لتوثيق دخلهم.
في الوقت الحالي، تنمو التطبيقات الفائقة بهدوء: بالإضافة إلى الجاذبية التي لاحظناها الأسبوع الماضي من قبل التطبيقات الفائقة الكبرى العاملة في السوق المحلية، يبدو أن لاعبين جدد يدخلون المشهد بهدوء. على سبيل المثال، يوفر تطبيق بريد فاست للعملاء فرصة لطلب البقالة والمخبوزات الطازجة وفنجان القهوة اليومي. مؤخرا، يسمح تحديث التطبيق للمستخدمين أيضا بدفع عدد من الفواتير، بما في ذلك فواتير المياه والكهرباء والهاتف.
لكن لا تزال تطورات المشهد غير واضحة قليلا. "على صعيد رؤوس المال، ما زلنا لا نعرف ما إذا كان النموذج الآسيوي سينجح في مصر"، على حد قول عازر. تتطلب تطبيقات الفائقة قدرا هائلا من رأس المال لتوسيع نطاقها ولا يزال النظام البيئي المحلي مستجدا، وفقا لعازر، مضيفا "نحتاج إلى بناء قاعدة واسعة من رأس المال التي يمكنها تمويل هذه الأعمال". وقال عازر: "لكن إذا استطعنا إدخال رأس مال دولي، وتحديدا آسيويا، في المعادلة، فسنبدأ في رؤية بعض الأنشطة المثيرة للاهتمام قريبا".
أبرز أخبار الشركات الناشئة في أسبوع:
- جمع تطبيق ثاندر لتداول الأسهم 20 مليون دولار في جولة تمويل أولية، قادها كل من تايجر كابيتال، وبيكو كابيتال، وبروساس فينتشرز.
- أتمت شركة سكنة الناشئة لخدمات تنظيم الجنازات جولة تمويلية أولية بقيمة مليون دولار، بمشاركة مستثمرين إقليميين ودوليين.
- وقعت شركة كاشات، أول مزود لخدمات النانو فاينانس في المنطقة، اتفاقية شراكة مدتها خمس سنوات مع شركة ماستركارد للمساعدة في إصدار بطاقات مسبقة الدفع يمكن استخدامها لسحب الأموال وسداد القروض
- أطلقت "Opay Egypt" تطبيقها للدفع الإلكتروني، والذي يسمح للمستخدمين بسداد فواتيرهم عن بعد.
- تسعى وزارة التموين إلى وضع إطار تنظيمي لنشاط التجارة الإلكترونية في البلاد، في محاولة لحماية حقوق المستهلكين، وفق ما قاله رئيس جهاز تنمية التجارة الداخلية إبراهيم عشماوي.