2021: عام تعافي قطاع السياحة
في 2021 – رفعت الدول القيود المفروضة للحد من انتشار "كوفيد-19"، ومع تلك الخطوة بدأت السياحة لدينا في التعافي: نتيجة لبرامج التطعيم الشاملة في الداخل والخارج، بدأ قطاع السياحة التعافي تدريجيا خلال العام الماضي، مدفوعا برفع قيود السفر. وقررت عدة دول تعد من أهم الأسواق المصدرة للسياح إلى مصر رفع قيود السفر التي تسببت بها الجائحة، بما في ذلك المملكة المتحدة التي رفعت اسم مصر من القائمة الحمراء الشهر الماضي. وبعد شهر واحد من ذلك، ارتفعت الحجوزات إلى مصر وتركيا من المملكة المتحدة بنسبة 400%. وفي يوليو الماضي، رفعت روسيا أخيرا الحظر الذي فرضته لمدة ست سنوات على الرحلات الجوية المباشرة بين روسيا ومنتجعات البحر الأحمر. وبدأت مصر الشهر الماضي في استقبال السياح الروس مرة أخرى بعد أن استأنفت موسكو رحلات الطيران العارض بين روسيا والغردقة وشرم الشيخ.
واصلت الحكومة تقديم يد العون للقطاع، إذ قام البنك المركزي بتمديد مبادرة دعم قطاع السياحة التي تتيح لمشغلي المنشآت السياحية الحصول على قروض بفائدة بنسبة 5% لتغطية الأجور ونفقات الصيانة وتكاليف التشغيل – حتى 31 ديسمبر. وفي مؤشر على أن القطاع بدأ يتعافى بالفعل، قرر البنك المركزي في مايو الماضي رفع قيمة القروض المخصصة لدعم الشركات السياحية لتصل إلى 90% من تكاليف إحلال وتجديد المشروعات، بدلا من 75%، في إطار المبادرة البالغة قيمتها 50 مليار جنيه.
حصلت الشركات المشغلة للفنادق بعد ذلك على دفعة كبيرة في أكتوبر، حينما سمحت لها الحكومة بالعمل بكامل طاقتها للمرة الأولى منذ 18 شهرا. وكانت الفنادق تعمل بنحو 70% من طاقتها الاستيعابية منذ يوليو الماضي، عندما خففت الحكومة القيود ورفعت الحد الأقصى المسموح به البالغ 50% والذي استمر العمل به منذ يونيو 2020. وأعلنت وزارة السياحة في وقت سابق إطلاق حملة ترويجية عالمية مدتها ثلاث سنوات، فيما قالت الحكومة إنها تتطلع إلى التعاقد مع إحدى الشركات لتقديم وتشغيل الخدمات في عدد من المواقع الأثرية والسياحية الرئيسية.
ساهم هذا في ارتفاع عدد السياح الوافدين إلى مصر: لا تتوفر لدينا حاليا بيانات حديثة بشأن أعداد السياح الوافدين، لكن أظهرت بيانات سابقة أن نحو 3.5 مليون سائح زاروا البلاد خلال النصف الأول من عام 2021، وهو نفس العدد تقريبا المسجل خلال عام 2020 بأكمله. وبلغ متوسط عدد الوافدين 400 ألف سائح شهريا خلال الخمسة أشهر الأولى من 2021، أي ما يقرب من 40% من مستويات ما قبل الجائحة. واستحوذت أوروبا الشرقية وحدها على نحو 60% من إجمالي عدد السياح الوافدين في ذلك الوقت. وكان هذا قبل أن ترفع روسيا حظر الطيران.
وتحسن في العائدات أيضا: في حين أن عائدات السياحة انخفضت بنحو النصف خلال العام المالي 2021/2020 (المنتهي في يونيو الماضي) لتسجل 4.9 مليار دولار، وفقا لتقرير ميزان المدفوعات الأخير الصادر عن البنك المركزي، أظهرت البيانات الفصلية أن عائدات السياحة تقترب من مستويات ما قبل الجائحة. وبلغت العائدات 1.7 مليار دولار خلال الربع الثاني من عام 2021، مقابل 305 ملايين دولار في الربع الثاني من عام 2020، و986.5 مليون دولار في الربع الأخير من 2020. وصرح وزير السياحة خالد العناني في مايو الماضي أنه من المتوقع أن تصل عائدات السياحة هذا العام إلى ما بين 6 إلى 9 مليارات دولار، مقابل 4.4 مليار دولار العام الماضي.
إلى أن ظهر أوميكرون: مع ظهور السلالة المتحورة أوميكرون، أعادت الفترة الممتدة من أواخر نوفمبر وأوائل ديسمبر لنا أجواء الإغلاقات ووضع مصر في قوائم حظر السفر من قبل عدد من الدول، بما في ذلك كندا والإكوادور. لكن كندا ما لبثت أن رفعت الحظر بعدها بأيام.
إلا أنه يبدو أن القطاع لم يتأثر (حتى الآن): يمكن القول أن السفر إلى الوجهات السياحية الرائجة لم يتأثر إلى حد كبير بقيود السفر التي فرضت مؤخرا. ومن المتوقع أن تصل نسبة الإشغال في فنادق شرم الشيخ والغردقة إلى ما بين 70 و75% في المتوسط بنهاية عام 2021، في حين قد تبلغ نسبة الإشغال في فنادق سيناء ما بين 55 و60% في المتوسط بنهاية العام أيضا، وفق ما نقلته جريدة البورصة عن مصادر حكومية.
يأتي هذا في الوقت الذي بدأت فيه الحكومة إعطاء الجرعات المعززة من لقاح "كوفيد-19". وبدأ التسجيل للحصول على الجرعات المعززة للأفراد الأكثر عرضة للخطر في وقت سابق من هذا الشهر. وأرسلت وزارة الصحة أكثر من 400 ألف رسالة للأشخاص المؤهلين لتلقي الجرعة المعززة حتى الأسبوع الماضي. وتستهدف إعطاء الجرعة المعززة لـ 23 مليون شخص بنهاية النصف الأول من 2022.