أسعار القمح تواصل الارتفاع
أسعار القمح ترتفع مجددا: شهدت أسعار استيراد القمح ارتفاعا جديدا بنسبة 1.5% خلال بضعة أيام، بعد أن اشترت مصر قمحا روسيا في ثاني مناقصة دولية تجريها في أقل من أسبوع. واشترت الهيئة العامة للسلع التموينية 180 ألف طن من القمح من روسيا، على أن يجري الشحن في الفترة بين 11- 20 ديسمبر بمتوسط سعر 332.3 دولار للطن، وفقا لرويترز، وذلك بعد أيام قليلة من شراء هيئة السلع التموينية 360 ألف طن من القمح من روسيا ورومانيا وأوكرانيا، للشحن خلال 1- 10 ديسمبر بمتوسط سعر 328.05 دولار للطن.
تنفق مصر بأكبر معدل لها لشراء القمح منذ نصف عقد على الأقل، وإذا استمر المسار الصعودي الحالي لأسعار القمح، فإن ذلك قد يمثل تحديا لمصر – التي تعد أكبر مستورد للقمح في العالم. ويأتي هذا في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة إلى خفض دعم رغيف الخبز لحاملي البطاقات التموينية ضمن جهودها لتخفيف الضغوط على الموازنة العامة للدولة. وعلى الرغم من أن الحكومة تجري محادثات لإبرام عقود تحوط ضد المزيد من ارتفاع الأسعار، فإن السعر الذي دفعته في مناقصة أمس يزيد بما يقرب من 80 دولار للطن عن الـ 255 دولار المتوقعة في موازنة عام 2022/2021 (بي دي إف).
من المرجح أن يؤدي كل هذا إلى المزيد من الارتفاع في التضخم خلال الأشهر المقبلة: كانت المواد الغذائية السبب الرئيسي وراء الارتفاع الأخير في معدل التضخم السنوي العام، والذي وصل في سبتمبر إلى أعلى مستوى له في 20 شهرا عند 6.6%.
وصلت أسعار القمح الأمريكي إلى أعلى مستوياتها منذ تسع سنوات تقريبا، حيث وصل سعر القمح في شيكاجو إلى 8 دولار للبوشل بسبب الطلب العالمي وزيادة أسعار الأسمدة، وفقا لبلومبرج ورويترز.
ما الذي يحفز ارتفاع الأسعار؟ تعود الزيادة في الأسعار العالمية لمستويات لم نشهدها منذ سنوات لعدد من العوامل، منها انخفاض إنتاج المحاصيل في عدد من أكبر الدول المنتجة للقمح في العالم، وأيضا ارتفاع تكاليف الشحن، والقفزة في أسعار الأسمدة، والتعريفات التجارية.