عمالقة النفط في حيرة توزيعات الأرباح والإنفاق الرأسمالي
شركات النفط الكبرى ليست مهتمة بزيادة استثماراتها، حتى في ظل أزمة الطاقة العالمية: تشير بيانات نتائج أعمال شركات النفط العالمية الكبرى مثل إكسون موبيل، ورويال داتش شل، وشيفرون إلى أن أرباحها ستتوجه إلى التوزيعات النقدية للمساهمين، بدلا من ضخ استثمارات جديدة لتعزيز الإمدادات، حسبما كتبت بلومبرج. ويبدو أن شركات النفط تخشى تكرار سيناريو عام 2010، عندما أدى نقص الوقود الأحفوري إلى ازدهار ضخم في الإنفاق الرأسمالي أدى في النهاية إلى فقدان السيطرة على التكاليف وعلى فائض الإنتاج، ولذلك يعملون حاليا على تخفيض الإنفاق الرأسمالي إلى نحو 20-30% من مستويات ما قبل جائحة "كوفيد-19".
التحرك نحو مصادر الطاقة المتجددة وتعهد اتفاقية باريس بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري يفرض مزيدا من الضغط على الشركات، التي صارت "عالقة بين طرفين متناقضين: مجموعة إي إس جي من جهة، والمساهمون المتعطشون للتدفق النقدي من جهة أخرى"، حسبما نقلت بلومبرج عن أحد المحللين. وأعلنت شركة إكسون تخصيص 15% من ميزانيتها للاستثمارات منخفضة الكربون، بينما رصدت شل أقل من نصف ميزانيتها للنفط، وتوجه الجزء الأكبر نحو الغاز والطاقة المتجددة.
أزمة سلسلة التوريد تؤدي إلى نقص الموظفين وزيادة تكلفة الرواتب مع تقلص سوق العمل في الولايات المتحدة، بينما تعاني الشركات في جميع المجالات لتلبية الطلب المتزايد من المستهلكين في ظل "تضخم العمالة" الذي يضرب المؤسسات الأمريكية، حسبما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز. وشهدت ماكدونالدز وستاربكس وأمازون ارتفاعا في تكاليف الأجور، إذ أبلغت الشركات الثلاث عن صعوبات في "توظيف العمال والاحتفاظ بهم". وأعلنت كل من أمازون وستاربكس الأسبوع الماضي عن تحقيق أرباح أقل من المتوقع للربع الثالث من العام الحالي، على خلفية مشاكل سوق العمل ونقص سلسلة التوريد. وطبقا لمكتب إحصاءات العمل الأمريكي، ارتفعت الأجور والمزايا بنسبة 1.3% في الربع الثالث من العام، وهي أسرع زيادة منذ 2001، وذلك في ظل تقديم الشركات رواتب أعلى للموظفين الجدد وتعديل رواتب الموظفين الحاليين مع إعادة فتح السوق.
… وهو ما يقود الشركات إلى خفض ميزانية الإعلانات لديها، وسط مخاوف من عدم تمكنها من تلبية الطلب المتزايد في الربع الأخير من العام، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال. وتأتي تخفيضات الميزانية قبل موسم الإجازات، وهو الربع الأكثر تحقيقا للأرباح من الإعلانات في العادة. وتشعر المؤسسات الإعلامية الضخمة مثل فيسبوك وسناب بتأثير نقص سلسلة التوريد، إذ أعلنت عن توقف الإعلانات من العملاء بما في ذلك سلاسل الوجبات السريعة ومصنعي السيارات وشركات الاتصالات.