ما الجديد في قطاع الخدمات الصحية عن بعد في مصر؟
ما الجديد في قطاع الخدمات الصحية عن بعد في مصر؟ شهدت الخدمات الصحية عن بعد – الخدمات الصحية المقدمة من خلال الاتصالات – نموا كبيرا خلال العام الماضي، سواء على الصعيد العالمي أو المحلي.
قدمت منصة الرعاية الصحية الرقمية "فيزيتا" خدماتها لأكثر من مليون مريض حتى فبراير 2021، وذلك من خلال خدمة الصيدلية الإلكترونية التي أطلقتها في أغسطس 2020. ومن خلال تلك الخدمة يمكن للمرضى حجز وإجراء استشارات عن بعد، وأيضا تلقي روشتات العلاج وطلب الحصول على الأدوية. وقالت فيزيتا، والتي تحولت إلى الربحية في 2020، إنها تخطط لاستثمار نحو 25 مليون دولار خلال عام 2021 في إطلاق خدمات جديدة وفي تطوير بنية تحتية تكنولوجية، بحسب تصريحات مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذي أمير برسوم.
جمعت الشركات الناشئة الجديدة في مجال الرعاية الصحية عن بُعد استثمارات كبيرة: جمعت منصة الرعاية الصحية عبر الإنترنت "كلينيدو" تمويل تأسيسي دولاري مكون من 6 أرقام بعد عام من تأسيسها. وجمعت دوكسبرت هيلث، التي تقدم استشارات بالفيديو وتقارير افتراضية والسفر للعلاج للمرضى المصريين مع أطباء في بريطانيا والولايات المتحدة وأوروبا، تمويلا تأسيسيا دولاريا مكون من 6 أرقام بعد أقل من عام من تأسيسها.
الاستشارات عن بُعد ستستمر في دفع نمو الخدمات الصحية عن بُعد في مصر في الوقت الحالي، حسبما قال هشام مهنا، مؤسس شركة دوكسبرت لإنتربرايز. وتميل مصر إلى الحصول على رعاية صحية منزلية أكثر بكثير من بلد مثل بريطانيا، لذا فإن الاستشارات عن بُعد تلبي احتياجات السوق الأساسية، كما يقول.
بشكل عام، سرعت الجائحة من تبني خدمات الرعاية الصحية عن بُعد، وفقا لما قاله مهنا. وأشار أيضا إلى أن الاستشارات وجها لوجه ستظل مهمة لبعض المرضى، وفي ظروف معينة. وأضاف أنه إذا كانت المدة المتوقعة لانتشار الاستشارات الصحية عن بُعد على نطاق واسع في مصر قبل الجائحة كانت خمس سنوات تقريبا، فإنها الآن قد قلت إلى عامين تقريبا – لأن الناس جربوا فوائد الاستشارات عبر الإنترنت.
شهدت دوكسبرت نموا شهريا يقدر بنسبة 20-30% في عدد المستخدمين منذ إطلاقها في ديسمبر 2020، وفقا لما قاله مهنا. وأضاف أن الشركة تتلقى حاليا نحو 100-150 استفسارا يوميا، ما بين الاستشارات والأسئلة حول الخدمة.
الطلب المصري على الخدمات الصحية عن بُعد ارتفع خلال هذا العام، حسبما قال فينسينزو فينتريتشيلي، الرئيس التنفيذي لشركة فيليبس في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا. وذلك إضافة إلى الطلب المتزايد على أجهزة التشخيص الإكلينيكي مثل أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي، وكان هناك طلب أعلى في السوق المصرية على الحلول الرقمية لاستكمال استخدام المعدات، كما أخبرنا فينتريتشيلي. "أصبحت الخدمات الصحية عن بُعد منشرة إلى حد كبير"
تتجاوز إمكانات الرعاية الصحية عن بُعد الاستشارات الافتراضية، وفقا لما قاله فينتريتشيلي، والذي أضاف أن حلول التكنولوجيا الصحية المتطورة لديها القدرة على تحويل رعاية المرضى على نطاق واسع في جميع أنحاء مصر.
كل الأطراف المعنية التي تتواصل مع فيليبس مهتمة بالرعاية الصحية عن بعد، حسبما قاله فينتريتشيلي . وأضاف أن ذلك يشمل العيادات الخاصة والمختبرات ومعامل الأشعة والمستشفيات الحكومية والتابعة للوزارات المختلفة.
هناك استثمارات محتملة للقطاع الخاص: هناك اهتمام قوي بدعم المبادرات الصحية الرئيسية التي تنشأ من مصر، وخاصة تلك التي يمكن توسيعها في جميع أنحاء أفريقيا. ويأتي هذا الاهتمام من جانب الصناديق، بما في ذلك تلك التي تديرها البنوك والمنظمات غير الحكومية وشركات الاستثمار المباشر وشركات رأس المال المغامر، بحسب فينتريتشيلي. وأشار إلى أن الحكومة تعطي الأولوية للاستثمار في الرعاية الصحية، وهي تعلم أنها بحاجة إلى القطاع الخاص.
تولي المؤسسات المصرية الخاصة والحكومية اهتماما خاصا بمراكز القيادة المركزية في فيليبس التي تربط الأنظمة الصحية ببعضها البعض وتتحكم فيها، وفق ما أوضحه فينتريتشيلي. وتتيح مراكز قيادة في أقسام الأشعة بالإدارة المركزية لمراكز الأشعة المتعددة في مواقع مختلفة. ويربط برنامج وحدات العناية المركزة الإلكترونية "eICU" الذي تقدمه فيليبس وحدات العناية المركزة الإلكترونية بمركز قيادة مركزية، إذ يمكن مشاركة المعلومات الخاصة بالرعاية الحرجة مع الأطقم المؤهلة للتعامل معها.
باستخدام الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، يمكن أن تقدم البرامج توصيات ذكية لرعاية المرضى. يجمع برنامج وحدات العناية المركز الإلكترونية كميات هائلة من البيانات ويتعلم أيضا من خلال برامج الذكاء الاصطناعي ويولد خوارزميات تنبؤية لاكتشاف أي المرضى بحاجة إلى تدخلات فورية. وفي نهاية المطاف، سيكون البرنامج قادرا على التعرف على المؤشرات الرئيسية وتنبيه الأطقم قبل تدهور حالة المريض، وفقا لما قاله فينتريتشيلي.
يعمل الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة جنبا إلى جنب مع طاقم طبي مؤهل: تقدم البيانات مؤشرات ومعلومات ثم يستطيع الطاقم الطبي اتخاذ القرار إذا ما كان الذكاء الاصطناعي اقترح مسار العمل الصحيح أم لا، بحسب فينتريتشيلي.
ينبغي أن يكون كل شيء مدعوما بتخزين ونشر بيانات أكثر فاعلية: أوضح فينتريتشيلي أنه، لضمان عمل الذكاء الاصطناعي، هناك حاجة إلى قاعدة غنية بالبيانات، فكلما زاد حجم البيانات لديك، كانت القدرة على ربطها أفضل. فيو مصر، مثل معظم دول المنطقة، هناك قيود قانونية على الوصول للبيانات ويجري تخزين معظم بيانات المرضى في المستشفيات والعيادات، موضحا أنها محقة في ذلك لأنها تريد حماية البيانات الصحية للمرضى. لكن فيليبس تعمل على كيفية تطوير المزيد من الحلول المعتمدة على الحوسبة السحابية، وتجري محادثات مع الجهات التنظيمية لبحث الفرص والمخاطر في مشاركة بعض البيانات مجهولة المصدر بطريقة خاضعة للرقابة، حسبما أضاف فينتريتشيلي.
تعمل شركة فيليبس بالفعل مع جهات حكومية وخاصة لتطوير المشروعات التجريبية وإدارتها وتوسيع نطاق عملها باستخدام هذا النوع من خدمات الرعاية الصحية عن بعد في مصر، وفق ما قاله فينتريتشيلي، موضحا :"عندما يكون لديك مشروع تجريبي ناجح في بيئة محدودة – مع ربط أربعة أو خمسة مستشفيات- يمكن توسيع نطاقه بصورة سريعة على مستوى البلاد". من بين المجالات التي باتت جاهزة للتطوير الأشعة ووحدات العناية المركزة الإلكترونية وتشخيص وعلاج الأمراض عن بعد وتشخيص وعلاج أمراض القلب عن بعد، بحسب فينتريتشيلي. "هذه هي الأمراض الأساسية التي نحاول معالجتها، وأعتقد أننا سنشهد تطورا قويا في هذه المجالات خلال الأعوام المقبلة"، حسبما قال فينتريتشيلي، موضحا أنه من المتوقع يجري تشغيل المشروع التجريبي خلال عامي 2022 و2023.
قد تتوسع الشركة خارج العاصمة: القاهرة وجهة محورية لإطلاق مثل هذه البرامج، لكن الاهتمام بها قائم في جميع أنحاء البلاد، بحسب فينتريتشيلي. وأضاف، " نتعمد تشغيل بعض مشروعاتنا التجريبية في مناطق نائية لأنه إن نجحنا في المناطق الأقل تقدما، سيكون سهلا التوسع في جميع أنحاء البلاد بعد ذلك".
وربما تتوسع الشركة في مناطق أخرى في أفريقيا أيضا: قال فينتريتشيلي إنهم رصدوا اهتماما كبيرا لدى شركات القطاع الخاص والجهات الحكومية للتوسع في تشغيل هذه الحلول في أفريقيا ككل.
قد يعني التوسع في أفريقيا تكرار النماذج في بلاد أخرى أو جعل العمليات مركزية هنا: تريد بعض الشركات الخاصة تطوير نموذجا ناجحا في مصر وتكراره في بلدان أفريقيا أخرى، حسبما قال فينتريتشيلي، مضيفا أن شركات أخرى لها تواجد حاليا في كينيا وغانا ربما ترغب في الحصول على مركز قيادة في مصر لمراقبة عياداتها الطبية هنا.
وفي النهاية، من المتوقع أن يسجل قطاع الرعاية الصحية عن بعد نموا متواصلا في مصر – بل وأن تتسارع وتيرة ذلك النمو، بحسب توقعات مزودي الخدمة. ويتوقع مهنا أن تشهد خدمات شركة دوكسبريت المزيد من النمو، مع الزيادة في أعداد الأشخاص الراغبين في الحصول الرعاية الصحية عالية الجودة من خبراء عالميين، والرعاية الصحية عن بعد ستكون الطريقة الوحيدة المتاحة للقيام بذلك. ويرى فينتريتشيلي أن السوق المصرية تعد بالفعل مركزا رئيسيا لشركة فيليبس في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، وأنها تواصل النمو القوي وهو ما يجعلها ذات أهمية متزايدة.
أبرز أخبار البنية التحتية في أسبوع:
- الحكومة تستهدف التوسع في إنترنت الأشياء: وقعت الشركة المصرية للاتصالات اتفاقية مع شركة نوكيا العالمية، بهدف بناء أول بنية تحتية فى مصر حصريا، لتقديم خدمات إنترنت الأشياء عبر شبكة (WING) العالمية التابعة لنوكيا.
- مشروع قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص يحرز تقدما في البرلمان: وافق مجلس النواب من حيث المبدأ على تعديلات قانون تنظيم الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
- مشروع القطار فائق السرعة يمضي "على المسار السريع": أول خط سكة حديد فائق السرعة في مصر سيربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط قد يستغرق ما يصل إلى 10 سنوات لاستكماله، لكن المشروع "يسير على المسار السريع"، وفقا لما قاله ليون سولييه، الرئيس التنفيذي لشركة سيمنز موبيليتي الشرق الأوسط وأفريقيا.
- دبلوماسية البنية التحتية: وقعت شركة المقاولون العرب اتفاقية مع الحكومة اللبنانية لتنفيذ مشروع تطوير واستكمال البنية التحتية لميناء طرابلس البحري. ويتضمن المشروع، الذي تصل تكلفته الإجمالية المتوقعة إلى 87 مليون دولار، تطوير البنية التحتية للميناء من خلال بناء مبان جديدة للجمارك ومكاتب إدارية ومحطات للمطافئ.