شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص تفقد زخمها.. والنساء تعاني من إجهاد العمل أكثر من الرجال
شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص تفقد الزخم الذي حققته في الربع الأول من العام، إذ يسحب المستثمرون أموالهم بمعدلات مرتفعة، حسبما ذكرت فايننشال تايمز. فعادة ما توضع شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص المدرجة، على صندوق ائتماني يجمع تمويل المستثمرين قبل إجراء الاستحواذ المزمع، ويبدو أن هؤلاء المستثمرين ينسحبون الآن. فقد ارتفعت نسبة من استردوا أموالهم من المستثمرين إلى نحو 52.4% في الربع الثالث من عام 2021، صعودا من 10% فقط في الربع الأول من عام 2021 و21.9% في الربع الثاني، وفقا لبيانات ديالوجيك. وفي وقت سابق من العام، أدرج ما يوازي نحو 100 مليار دولار من شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص، وهو معدل لن نراه مرة أخرى، وفقا لمصرفي في وول ستريت.
ويبدو أن الشركات التي اختارت الاندماج مع شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص لا تحصل على ما اعتقدت أنها ستحصل عليه. شركة إيفيكتور ثيرابيوتكس، على سبيل المثال، والتي جمعت 175 مليون دولار من عائدات اندماجها مع شركة استحواذ ذات غرض خاص، انتهى بها الأمر إلى 5.2 مليون دولار فقط بعد أن قرر 97% من المساهمين استرداد أموالهم.
يأتي هذا التراجع بالتزامن مع رغبة عدد من الأسواق الناشئة (بما في ذلك مصر) في تنظيم عمل شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص. واقترح محمد فريد رئيس البورصة المصرية قبل أسبوعين إجراء تعديلات على قواعد الإدراج التي ستسمح لتلك الشركات بالتواجد في السوق المصرية. وكانت شركة شعاع كابيتال، التي تتخذ من دبي مقرا لها، تخطط لإنشاء ثلاث شركات استحواذ ذات غرض خاص بقيمة 200 مليون دولار، حسبما أشارت بلومبرج خلال الصيف المنتهي. وفي الوقت نفسه، قامت بورصة سنغافورة بتعديل إطار التنظيمي في وقت سابق من هذا الشهر للسماح بالإدراج من خلال شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص.
معاناة النساء العاملات من الإرهاق تتجاوز نظرائهن الرجال، وفقا لدراسة سنوية بعنوان "المرأة في مكان العمل" أجرتها لينين و ماكينزي. قال نحو 42% إنهن شعرن بالإرهاق في كثير من الأحيان أو دائما، مقارنة بـ 35% من الرجال. يقل شعور السيدات بالإرهاق مع ترقيهن الوظيفي، حيث كان شعور الموظفين المبتدئين بالإرهاق أكثر حدة من المديرين التنفيذيين.
ثلث النساء فكرن في التخلي عن حياتهن المهنية أو تغييرها العام الماضي، بينما قال 27% من الرجال الشيء نفسه. وكان الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للأمهات، إذ شهدت الولايات المتحدة الأمريكية انخفاضا بنسبة 4.6% في عدد الأمهات العاملات ممن لديهم أبناء دون سن 18 عاما.
تلك المعاناة مهدت طريق المزيد من النساء لإيجاد مسارات وظيفية بديلة: هناك جانب إيجابي واضح، مع اندفاع النساء لإطلاق أعمال تجارية أثناء الجائحة، إذ قررن توجيه إبداعهن في أشياء هن أكثر شغفا بها. نحو 50% من الشركات الجديدة التي جرى افتتاحها في الولايات المتحدة خلال عام 2020 كانت تديرها النساء، مقارنة بـ 27% في السنوات الأخيرة، وفقا لدراسة أجرتها منصة جوستو المتخصصة في خدمات الشركات. ومن بين هؤلاء، 47% كانت مملوكة للأقليات.
ومع ذلك، وجدت الدراسة رغبة قوية في العمل من المنزل: بعد الجائحة، قالت ثلثا النساء إنهن يرغبن في العمل عن بعد ثلاثة أيام على الأقل في الأسبوع.
الرغبة كبيرة في مصر أيضا: أظهر استطلاع لإنتربرايز وبوبا للتأمين – مصر والذي بحث في كيفية تقديم النساء أفضل ما لديهن في مكان العمل أن 77% من المستجيبين يرغبون في أن تمتد سياسات العمل من المنزل إلى ما بعد الجائحة. استمر العمل عن بعد في كونه أحد الفوائد الرئيسية التي يمكن تقديمها في مكان العمل، حيث أشار 67% إلى أن وجود خيار العمل عن بُعد عند الحاجة سيساعد في الاحتفاظ بالموظفين.
حتى أبل لا تستطيع دفع العاملين للعودة إلى المكتب طواعية: هناك معركة تختمر داخل أبل، حيث تطلب عملاق التكنولوجيا من موظفيها العودة إلى المكتب لمدة 3 أيام في الأسبوع، حسبما ذكرت فوكس ريكود. موظفو شركة أبل المهادنون بطبيعتهم، رفضوا المقترح وقدموا التماسات وفي بعض الحالات استقالات. تشكل مقاومة أصحاب الياقات البيضاء تحديا للاعتقاد السائد في وادي السيليكون بأن المساحات المكتبية التي يجري التعامل فيها وجها لوجه تلهم المزيد من الابتكار والإبداع. ويشارك أكثر من 7 آلاف موظف في شركة أبل في "دعوة العمل عن بعد"، وهي مجموعة على تطبيق سلاك أسسها موظفو الشركة، حيث يبثون إحباطهم من العمل الإداري من المكتب، كيف تقدم الشركات الأخرى ترتيبات أكثر مرونة.
أبل لن تخسر الكثير، لكن الشركات الأخرى ستخسر: من المرجح أن تؤدي رواتب الشركة التي يصعب مقاومتها ومزاياها ومكانتها إلى احتفاظها بمعظم قوتها العاملة، أو على الأقل استبدال المغادرين بسهولة. ومع ذلك، فإن الشركات الأخرى التي تتبع خطى أبل فيما يتعلق بسياسة العمل عن بُعد لن تكون محظوظة. وبدلا من ذلك، يجب على الشركات أن تغتنم فرصة اقتناص بعض مواهب أبل المؤهلة تأهيلا عاليا، عبر تقديم حوافز مغرية، بما في ذلك العمل من المنزل، وفقا للرئيس التنفيذي لمنصة التوظيف التكنولوجي دايس، آرت زيلي.