كيف تتحدث مع طفلك عن الصحة العقلية
يمكن أن تؤثر الضغوط التي سببتها الجائحة علينا جميعا – ويمكن أن يشمل هذا الأطفال أيضا، فمن الممكن أن يشعر طفلك بالعزلة بعد الابتعاد عن زملائه في الفصل لفترة طويلة، إضافة إلى الشعور القلق بشأن العودة إلى بيئة المدرسة مع بداية العام الدراسي الجديد.
ينبغي أن يدرك طفلك أنه لا بأس من عدم الشعور بأن الأمور على ما يرام طوال الوقت: تحدث إلى طفلك عن الصحة العقلية. يرى علماء النفس أنه هناك حاجة الآن أكثر من أي وقت مضى أن يتلقى الأطفال المعلومات والدعم المناسبين لأعمارهم. كما أنه من الأهمية بمكان أن يتحقق الآباء من المشاعر السلبية التي لدى طفله وأن يصبح الشخص الذي يمكن أن يلجأ إليه طفلك عندما يشعر بالإحباط قليلا. وعندما يفتقر الأطفال إلى المعلومات الكافية، فإنهم يميلون إلى خلق حقائقهم الخاصة واللجوء إلى الموارد الأخرى التي قد تضر أكثر مما تنفع.
إلا أنه قد تكون هناك نقطة تتجاوز فيها المشكلات السلوكية المستويات الطبيعية، حتى في ظل الظروف غير الطبيعية تماما المتمثلة في التباعد الاجتماعي. ويجب أن يكون هذا بمثابة جرس إنذار للآباء من أجل أن يتخذوا إجراء. ويقول الخبراء إنه إذا أظهر طفلك سلوكا غير طبيعيا بالنسبة لسنه أو شخصيته، فعليك ألا تتجاهله. إن عدم الإقرار بالمرض العقلي لدى طفلك هو الخطوة الأولى في الاتجاه الخاطئ. ومن ناحية أخرى، لا تضع الأمور في غير نصابها: ففي كثير من الأحيان يمكن أن تكون التغييرات في السلوك والمزاج ردة فعل لمشكلة ظرفية ويمكن تحسينها من خلال معالجة السبب الجذري لها. والأهم من ذلك هو ألا تجعل طفلك يشعر كما لو أن هناك شيئا ما خطأ بالنسبة له.
إذا كنت تعتقد أن شيئا ما ليس على ما يرام، فعليك أن تستشير المتخصصين: على الرغم من أنه عليك تجري الأبحاث الخاصة بك، يجب عليك أيضا استشارة معالج أطفال أو طبيب أطفال بدلا من تشخيص طفلك بناء على تخمينات. وعليك في هذه الحالة أيضا أن تسأل الخبراء عن كيفية التعامل مع مثل هذا الموضوع مع طفلك؛ وكيف يمكنك أن تهيئ البيئة التي يشعر فيها طفلك بالأمان وأنه يمكنه التنفيس عما بداخله معه منحه النصيحة الصحيحة في ذات الوقت.
منطقة خالية من الأحكام: كن متعاطفا؛ يجب على الكبار دائما طمأنة أطفالهم بشأن صحتهم العقلية. ويجب أن يكون لدى الأطفال القدرة على قضاء وقت ممتع مع والديه، إذ يجب تشجيعه على التحدث عن ضغوطه دون الشعور بالحكم عليه. عليك أيضا أن تفرض فكرة أنه لا بأس من الشعور بالإرتباك. لذا قاوم الرغبة في "إصلاح" الأشياء. يقول أحد خبراء الصحة العقلية لشبكة إن بي سي: "تشير الدراسات إلى أنه حتى العلاقة الآمنة والمستقرة والراعية يمكن أن تكون عاملا وقائيا رئيسيا في مواجهة الأحداث الصادمة".
كيف تتحدث مع طفلك عن التوتر والقلق إذا كان لديك أنت هذا القلق؟ بدلا من أن تترك هذا الأمر يهز ثقتك بنفسك، اجعله مصدر القوة لك. وبحسب ما قاله خبراء الصدمات لدى الأطفال، فإن الشباب هم مراقبون طبيعيون ويلاحظون على الفور ما إذا كان آباؤهم متوترين. لهذا فإن الطريقة المثلى لمعالجة هذا الأمر هي أن تكون منفتحا مع طفلك بشأنه وأن تشجعه على الدخول في حوار متبادل، بحيث يشعر كلاكما بالأمان تجاه الآخر وأنه يمكنه الكشف عما يقلقه. وفي الواقع، يمكن للأطفال أن يصبحوا أكثر مرونة في مواجهة الشدائد عندما يشعرون بأنهم أكثر ارتباطا اجتماعيا، وفقا لما قاله الخبراء. ولكن تذكر أن الأطفال الذين يعاني آباؤهم من مرض عقلي هم أكثر عرضة للإصابة باضطرابات عاطفية، لذا تأكد من وضع حدود لنفسك، ولا تثقل كاهل طفلك بمشاكلك.
ذكّر طفلك بالإيجابيات: عليك أن تذكر طفلك باستمرار عند عودته إلى المدرسة أنه سيتمكن أخيرا من رؤية أصدقائه ومعلميه مرة أخرى. أشر أيضا إلى نقاط القوة لديه وأخبره أنه من الطبيعي الشعور بالقلق بشأن العودة إلى المدرسة، خاصة بسبب فيروس "كوفيد-19". عليك أيضا أن تظل إيجابيا وأن تمدح طفلك لقيامه بأدنى شيء، وقل له دائما إن المستقبل سيكون أكثر إشراقا.