كيف تتحدث مع طفلك عن التباعد الاجتماعي؟
التباعد الاجتماعي صار موضوعا شائكا: دعونا نقولها بصراحة، فكثير منا تخلوا بالفعل عن الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي تماما. كيف إذا يمكنك أن تجعل طفلك يتفادي التقارب الاجتماعي بينما الجميع يتصرفون كما لو كانت ؟ بل كيف تقنعه بعدم مشاركة أشيائه مع الآخرين، بينما تربيه منذ صغره على أن التشارك فكرة طيبة؟ بالطبع سيكون من الصعب على الأطفال، خصوصا الصغار، فهم ما يتوجب عليهم فعله وأهمية الالتزام به.
أساسيات التباعد الاجتماعي: بقدر أهمية الحفاظ على مسافات مع الآخرين، فإن القواعد المنظمة لذلك كانت مختلفة تماما قبل عام واحد فقط، لذا فلا بد أن نكون قابلين للتكيف مع الوضع. رغم تغير القواعد وتغير تنفيذ الناس لها، تظل المبادئ الأساسية للتباعد الاجتماعي كما هي. على الطلاب والمعلمين والموظفين ارتداء الكمامات طوال الوقت، وعلى أي من تظهر عليه أعراض الفيروس البقاء في المنزل وإجراء الاختبارات اللازمة. السلطات الصحية الأمريكية تؤيد العودة للمدارس الآن، لكنها توصي الطلاب بالحرص على وجود مسافة تتعدى المتر بينهم. ومن المفترض أن تلتزم المدارس بتطبيق هذه الإرشادات، وأن يلتزم المعلمون بالتأكد من التزام طلابهم بأي قواعد جديدة.
التكرار يعلم الشطار: لا يصح أن نلقي بالمسؤولية كاملة على عاتق المدارس، بل يجب على أولياء الأمور كذلك التأكد من أن أطفالهم على دراية بما سيحتاجون إلى فعله عند عودتهم إلى الفصول. هل فكرت في أن تساعد طفلك على ممارسة التباعد الاجتماعي باستخدام ألعابه؟ الأطفال يركزون للغاية مع ألعابهم، وربما يمكنك خلال ذلك الوقت أن تقدم لهم بعض النصائح السهلة في جمل يمكنهم تذكرها عندما يكونون بالقرب من أشخاص آخرين. بإمكانك أيضا توضيح مسافة التباعد الاجتماعي على أرض الواقع باستخدام شريط القياس، جرب مثلا أن تمسك طرف الشريط وتعطي الطرف الآخر لطفلك، أو جرب تحويل الأمر إلى لعبة عن طريق محاولة تخمين المسافة الصحيحة.
اللعب وسيلة فعالة لغرس التباعد الاجتماعي في أذهان الأطفال: ممارسة الألعاب ضرورة لنمو الطفل، وبالتالي يمكن أن يكون أداة فعالة لتعليمه التباعد الاجتماعي، سواء كان ذلك من خلال الغناء أغنية فيلم Lego Movie، أو عن طريق لعبة مصممة لتعليم الأطفال أهمية التباعد الاجتماعي مثل Can You Save the World.
حكايات مناسبة للصغار: القصص تجذب انتباه الأطفال، لكن تأكد من استخدام لغة بسيطة ومقنعة لنقل مفهوم التباعد الاجتماعي. يمكنك أن تشاركهم سماع بودكاست My Hero is You، وهو كتاب مجاني للأطفال صممته الأمم المتحدة ووكالات أخرى، ويحكي قصة فتاة اسمها سارة تركب مخلوقا مجنحا يدعى "أريو"، ويهدف لتثقيف الأطفال حول التباعد الاجتماعي. أو يمكنك أن تثير خيالهم عن طريق قصص تؤلفها أنت حول التباعد الاجتماعي، وتحكيها لهم قبل النوم.
أما الكبار فلهم وسائل مختلفة: إذا كان طفلك أكبر سنا، فلا يجب أن تعامله مثل الأطفال، بل العكس، التزم نهجا أكثر علمية مثل المستخدم مع البالغين. بالنسبة لمن يحبون التعلم عبر الفيديو، يقدم هذا المقطع شرحا ممتعا حول التباعد الاجتماعي للأطفال الذين يستمتعون بالأنشطة العلمية والهندسية والفنية، وبطريقة سهلة الفهم أيضا.
تصحيح المفاهيم: نعم، صار مصطلح "التباعد الاجتماعي" مستخدما بالعامية، لكن من المهم أن يفهم الأطفال الفارق بين التباعد "الاجتماعي" و"الجسدي"، حسبما يشير موقع يو إس أيه توداي. لا ينبغي أن يُفهم المصطلح باعتباره يحث على وضع حواجز اجتماعية مع الناس، لذلك فإن دور الوالدين هو تشجيع الأطفال على الانخراط في أنشطة اجتماعية ربما أكثر من السابق، مع الحفاظ على التباعد الجسدي بالطبع.