الرجوع للعدد الكامل
الخميس, 8 يوليو 2021

تقنية كريسبر تبشر بعلاجات مرتقبة لكل الأمراض.. حتى الإيدز والسرطان

نجحت شركة إنتيليا ثيرابيوتيكس الأمريكية الناشئة في علاج الأعضاء الداخلية للمرضى باستخدام تقنية كريسبر لتعديل الجينات لأول مرة في التاريخ، وفقا لصحيفة فايننشال تايمز. وكانت التقنية لا تصلح في السابق إلا لإجراء تعديلات على الخلايا خارج الجسم أو في العيون، لكن التطور الجديد سيفتح الباب أمام علاج بعض الأمراض التي لم يكن من الممكن علاجها من قبل. وشاركت العالمتان الفائزتان بجائزة نوبل جنيفر داودنا ونيسان بيرمنجهام، في تأسيس شركة إنتيليا ثيرابيوتيك، التي تعاونت مع شركة التكنولوجيا الحيوية ريجينيرون لعلاج الداء النشواني الترانستريتيني، وهو مرض يحدث عندما يتراكم بروتين غير طبيعي في الأعضاء، مما يسبب مشاكل لقلب المريض وجهازه العصبي ويقصر متوسط عمره.

ما هي تقنية كريسبر؟ المقصود بها التكرارات العنقودية المتناظرة القصيرة منتظمة التباعد، وقد عرفها البشر لأول مرة من البكتيريا، التي تستخدمها لحماية نفسها من الفيروسات. تحتوي البكتيريا على تسلسلات الحمض النووي المعروفة باسم CRISPRS، والتي تستطيع التطابق تماما مع التسلسل الفيروسي، وبهذا تتمكن من الالتصاق بالفيروس وقطعه، مما يؤدي إلى تعطيل آثاره السلبية.

في عام 2012، قدمت داودنا مع زميلتها الفرنسية إيمانويل شاربنتييه بحثا يدور حول محاولة التلاعب بنفس العملية لتغيير الجينات تماما، عن طريق قطع الحمض النووي الضار واستبداله بنسخة صحية باستخدام تقنية كريسبر.

لو كانت العملية تبدو مألوفة بالنسبة لك، فهذا لأنها مألوفة بالفعل، إذ ساعدت كريسبر في إنتاج اللقاحات بتقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA)، وذلك عن طريق قطع الجينات واستبدالها بالامتداد الهندسي للحمض النووي الريبوزي، الذي يسمح للخلايا بإفراز البروتينات المرتفعة اللازمة لمحاربة فيروس "كوفيد-19". ويمكنك قراءة المزيد في هذا العدد السابق من "إنتربرايز تشرح" باللغة الإنجليزية.

يمكنكم أيضا مشاهدة العملية برمتها في مقطع الفيديو هذا (شاهد 4:12 دقيقة) بواسطة مختبر جاكسون التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

إمكانات واعدة وكثيرة: نجحت تقنية كريسبر في علاج فقر الدم المنجلي، خلال التجارب التي أجرتها شركة الأدوية الحيوية كريسبر ثيرابيوتيكس، بينما تعمل شركة إيديتاس ميديسن على تجارب لعلاج بعض أشكال العمى الوراثي. وتعد الشركتان بالإضافة إلى إنتيليا الشركات الوحيدة التي حصلت على براءات اختراع متعلقة بكريسبر حتى الآن. لكن التقنية لها آفاق واسعة أخرى، فالقدرة على قص أي تسلسل من الحمض النووي ولصقه يمكن أن تساعد في علاج أمراض مثل السرطان وضمور العضلات وحتى الإيدز، بحسب شركة لابيوتك.

بالنسبة إلى إنتيليا ثيرابيوتيك، تعد أفريقيا مكانا مناسبا لتقديم الطرق العلاجية الخاصة بهم. وتتعاون الشركة مع مؤسسة بيل وميليندا جيتس لعلاج المصابين بمرض فقر الدم المنجلي في القارة الأفريقية، وتأمل في تعديل نخاع العظام لعلاج الأمراض القائمة على الدم دون زرع خلايا.

هل تمهد كريسبر الطريق لتحقيق بعض الخيال العلمي؟ رغم أنها فكرة مثيرة للجدل، فإنه يمكن نظريا استخدام التقنية لتخليق أطفال بصفات معينة قابلة للتوريث إلى الأجيال التالية، حسبما ذكرت مجلة التايم. ففي عام 2018، استخدم الطبيب الصيني الشاب هي جيانكوي تقنية كريسبر لتعديل الأحماض النووية لطفلتين توأمتين بحيث تصيران منيعتان ضد فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، وهكذا عرف العالم أول أطفال معدلين جينيا في التاريخ. وبعد عام واحد، خضعت الفتاتان للدراسة مرة أخرى، والتي وجدت أن أدمغتهما تغيرت بطريقة تحسن الإدراك والذاكرة، وفقا لتقرير موقع إم أي تي تكنولوجي ريفيو. وبغض النظر عن النتيجة، حُكم على جيانكوي بالسجن ثلاث سنوات بتهمة "الممارسات الطبية غير القانونية". لكن ربما يختلف الزمان وتتغير طرق التفكير، ربما يأتي وقت قريب لا نجد فيه معارضة للبشر المعدلين وراثيا، فالوباء الذي ضرب العالم ربما يمهد الطريق أمام الناس لتقبل التعديلات الجينية وتحسين قدرة البشر على مقاومة الفيروسات. من يدري؟

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).