التوترات تتفاقم بين إثيوبيا والسودان
التوترات تتصاعد بين السودان وإثيوبيا: اتهمت أديس أبابا الخرطوم أمس بمواصلة الاستفزازت و"شن حملة دعائية وتضليل إعلامي" ضدها، ورفضت بيان الخارجية السودانية الذي هددت خلاله هذا الأسبوع كذلك المساس بالسيادة الإثيوبية على إقليم بني شنقول، حيث يجري بناء السد.
الأمر كله بدأ الأسبوع الماضي: في بيان شديد اللهجة، حذرت الخارجية السودانية من احتمالية السيطرة على سد النهضة، وقالت إن التنصل من الاتفاقات الدولية من خلال الإصرار على تنفيذ المرحلة الثانية من ملء خزان السد يعني كذلك المساس بالسيادة الإثيوبية على إقليم بني شنقول، والذي يضم السد. وكان إقليم بني شنقول في السابق أرضا سودانية أجبرت الخرطوم على التنازل عنها لأديس أبابا بموجب اتفاقية استعمارية بين بريطانيا وإثيوبيا في مطلع القرن العشرين.
من الواضح أن أديس أبابا اعتبرت هذا تهديدا، وقالت إن تصريحات بشأن تبعية إقليم بني شنقول أمر مؤسف ونرفضه تماما، واتهمت الخرطوم بالعدوان العسكري في إشارة إلى الاشتباكات الحدودية الأخيرة بين البلدين.
لكن يبدو أن السودان يتطلع إلى التهدئة: ذكر المتحدث باسم الخارجية السودانية منصور بولاد لموقع الشرق أن بيان الخرطوم الأخير لم يكن محاولة لتهديد إثيوبيا، لكنه تحذير للحكومة الإثيوبية من الإصرار على مواصلة المرحلة الثانية من ملء خزان سد النهضة في غضون أشهر قليلة. وإحباط السودان من التعنت الإثيوبي خلال مفاوضات سد النهضة، مشددا على أنه يجب على إثيوبيا الالتزام بالاتفاقيات الدولية والتوصل إلى اتفاق قانوني وملزم بشأن سد النهضة.
وتتطلع الخرطوم إلى أن تمد الولايات المتحدة يد العون، فيما أعربت واشنطن عن استعدادها للعب "دور فعال" في حل أزمة سد النهضة، والوصول إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد يرضي جميع الأطراف، بحسب ما قاله وفد الكونجرس الأمريكي لوزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس أمس، ونقلته وكالة السودان للأنباء. وخلال اجتماع الوزير مع الوفد الأمريكي، أكد عباس حرص الخرطوم على استمرار المحادثات الثلاثية بشأن السد برعاية وجهود الاتحاد الأفريقي للوصول إلى اتفاق.
وواشنطن تؤكد استعدادها للتدخل إذا طلب منها: أكد المبعوث الأمريكي الخاص لمنطقة القرن الأفريقي جيفري فيلتمان خلال لقاء مع الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس، أن الإدارة الأمريكية جادة في حل تلك القضية الحساسة والتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة لقضية سد النهضة، وفق بيان صادر عن رئاسة الجمهورية. وقال الرئيس السيسي إن الولايات المتحدة يمكنها أن تلعب دورا حيويا في دعم جهود الوساطة التي يرعاها الاتحاد الأفريقي، مرجعا عدم التوصل إلى الاتفاق المنشود إلى الآن إلى "غياب الإرادة السياسية لدى الطرف الآخر". يأتي لقاء المبعوث الأمريكي مع الرئيس في القاهرة كبداية لجولة موسعة لفيلتمان تستمر 10 أيام، وتشمل أيضا كل من إريتريا وإثيوبيا والسودان، ومن المتوقع أن تكون قضية سد النهضة على رأس الموضوعات التي سيناقشها المبعوث الأمريكي خلال زياراته.
هل يزور رئيس الكونغو ورئيس الاتحاد الأفريقي فيليكس تشيسكيدي مصر قريبا؟ قالت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي في وقت سابق من هذا الأسبوع إن تشيسكيدي قد يزور القاهرة والخرطوم وأديس أبابا "قريبا"، من أجل التوصل إلى حل لأزمة سد النهضة.
ومن أخبار الدبلوماسية الأخرى – مصر تتطلع لتعزيز التعاون مع مالي في مشروعات البنية التحتية والصناعات الدوائية ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وفق تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقاءه مع وزير الخارجية المالي زيني مولاي أمس، بحسب بيان الاتحادية. وفي اجتماع منفصل بين وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره المالي، أكد شكري رغبة مصر في مواصلة مساندة مالي بشتى الطرق ودعم استقرارها، مشيرا في هذا الشأن إلى المشاركة المصرية الفاعلة في بعثة الأمم المتحدة بمالي، بحسب بيان وزارة الخارجية. وتطرق شكري أيضا إلى الدور الذي تضطلع به مصر في مكافحة الإرهاب والفكر المتشدد عبر الأزهر الشريف لنشر المفاهيم الصحيحة للإسلام في مالي.