تحولات الأسواق النقدية
هل تودع البنوك المركزية في الأسواق الناشئة دورة التيسير النقدي؟ يشير تقرير لرويترز إلى أن صناع السياسة النقدية في 37 سوقا ناشئة أعلنوا صافي خمس زيادات في أسعار الفائدة في مارس. وخلال الشهر الماضي قررت البنوك المركزية في أوكرانيا وجورجيا والبرازيل وتركيا وروسيا رفع أسعار الفائدة، وبزيادات تفوق التوقعات في الكثير منها، بحسب التقرير.
نهاية فترة التيسير التاريخية: تعلن التحولات الأخيرة نهاية فترة التيسير النقدي التاريخية التي بدأت منذ فبراير 2019 مع ارتفاع معدلات التضخم. وبحسب رويترز، كان مجموع الزيادات والخفض في أسعار الفائدة في الـ 37 سوقا ناشئة سلبيا أو صفريا منذ فبراير 2019، لتصبح الـ 24 شهرا الأخيرة "أطول فترة تيسير نقدي" نشهدها منذ أزمة اليورو في 2010، ومنذ الأزمة المالية العالمية في 2008.
توقعات باستمرار السياسة الانكماشية: تقول وكالة ستاندرد آند بورز في تقرير حديث (بي دي إف) إن ارتفاع أسعار النفط وارتفاع الطلب وضعف العملة المحلية في بعض الحالات، كلها أمور تضع صانعي السياسات في البنوك المركزية بالأسواق الناشئة تحت ضغط التخلي عن سياسة التيسير النقدي. وهناك أيضا ارتفاع العائد على السندات الأمريكية الذي يمثل تحديا خاصا لبعض الأسواق، وبالتحديد تلك التي واجهت مؤخرا عددا من الأزمات على صعيد الحسابات الخارجية والعجز المالي، مثل تركيا وجنوب أفريقيا والبرازيل. ويضيف التقرير أنه من المتوقع أن تبدأ الأسواق الناشئة في أمريكا الجنوبية رفع أسعار الفائدة، مرجحا أن تستمر الأمور دون تغيير في الأسواق الآسيوية حتى نهاية 2021.
تذكير: تعقد لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري اجتماعها لمراجعة أسعار الفائدة المحلية يوم الخميس 29 أبريل. ومن غير المرجح أن يرفع البنك أسعار الفائدة مجددا بعد أن واصل المضي في دورة التيسير النقدي خلال الشهور العديدة الماضية، خاصة في ظل استمرار معدلات التضخم في مستويات أقل من مستهدفات البنك البالغة 7% (±2%). ورجح المحللون الذين تحدثنا إليهم أن البنك سيبقي على معدلات الفائدة دون تغيير على الأقل حتى النصف الثاني من العام الجاري.
تابعونا الأسبوع المقبل من أجل قراءة الاستطلاع الدوري الذي تجريه إنتربرايز حول أسعار الفائدة.