مصر والسودان ترفضان مقترحا إثيوبيا لتبادل البيانات قبل الملء الثاني لسد النهضة
رفضت مصر والسودان مقترحا قدمته إثيوبيا لتبادل البيانات بشأن الملء الثاني لسد النهضة المقرر هذا الصيف. ودعت وزارة الخارجية الإثيوبية البلدين إلى ترشيح مشغلين لتبادل البيانات بين الدول الثلاث بشأن الملء الثاني لخزان السد، في خطوة قالت إنها من المحتمل أن تساعد في تعزيز الثقة وتحسين التواصل بين الدول الثلاث، لكن القاهرة والخرطوم رفضتا سريعا هذا المقترح، وأكدتا مجددا تمسكهما بالتوصل لاتفاق ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل السد. وقالت وزارة الري المصرية في بيان لها إن "هذا المقترح الإثيوبي لا يعدو كونه محاولة مكشوفة لاستخلاص إقرار مصري على المرحلة الثانية من الملء … حتى لو لم تصل الدول الثلاث لاتفاق حول ملء وتشغيل السد". ومن جانبها، قالت وزارة الري السودانية في بيان لها أمس أيضا، إن تبادل البيانات إجراء "ضروري"، لكن "العرض الإثيوبي لتبادل المعلومات بالطريقة التي أشارت إليها الرسالة ينطوي على انتقائية مريبة في التعامل مع ما تم الاتفاق عليه".
مصر تكثف تعاونها العسكري مع جيرانها الأفارقة وسط تصاعد أزمة سد النهضة: وقعت مصر وأوغندا اتفاقا استخباريا عسكريا في ظل التوتر المتصاعد بشأن أزمة سد النهضة، بحسب بيان من قوات الدفاع الشعبية الأوغندية نقلته وكالة رويترز. وعارضت أوغندا، حيث يبدأ نهر النيل، في الماضي، محاولات مصر التأثير على مشاريع الطاقة الكهرومائية في دول المنبع. والآن، بموجب الاتفاق الجديد، سيتبادل البلدان المعلومات الاستخباراتية والعسكرية بانتظام.
ووقعت القاهرة أيضا بروتوكول تعاون عسكري مشترك مع بوروندي، وفق ما أعلنه المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة في بيان أمس السبت. وينص الاتفاق الموقع على التعاون في مجالات التدريب والتأهيل والتدريبات المشتركة بما يتيح تبادل الخبرات بين الجانبين، بحسب البيان. ويأتي هذا ضمن مساعي مصر لتعزيز علاقات التعاون مع دول القرن الأفريقي، وحوض النيل، في محاولة لتدعيم موقفها في قضية سد النهضة.
لماذا هذا الاتفاق مهم؟ الاتفاق الذي جاء عقب فشل الجولة الأخيرة من مفاوضات السد التي عقدت الأسبوع الماضي، في كينشاسا، بين مصر، والسودان، وإثيوبيا، دون الوصول إلى اتفاق بشأن تشغيل وإدارة سد النهضة، هو جزء من مساعي مصر الضخمة خلال الأشهر الماضية لتعزيز علاقاتها مع الدول الأفريقية، والحصول على دعم إقليمي، ودولي، لموقفها بشأن سد النهضة. وإلى جانب الجهود الدبلوماسية، أظهرت مصر قدراتها العسكرية مؤخرا، بما في ذلك التدريبات العسكري المشتركة الأخيرة مع الخرطوم.
تصدرت قضية سد النهضة والأزمة الليبية جدول أعمال المحادثات التي أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره التونسي قيس سعيد في القاهرة أمس السبت، وفق بيان رئاسة الجمهورية. وتعهد الرئيس التونسي في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس السيسي بدعم بلاده لموقف مصر في أزمة سد النهضة، كما عبر عن رفض بلاده المساس بالأمن المائي لمصر. وقال سعيد "نبحث عن حلول عادلة.. ولكن الأمن القومي لمصر هو أمننا.. وموقف مصر في أي محفل دولي سيكون موقفنا" (شاهد 17:32 دقيقة). وتعد الزيارة التي تختتم اليوم، الأولى لسعيد إلى القاهرة منذ توليه مهام منصبه في عام 2019.
الولايات المتحدة تدعو مصر وإثيوبيا والسودان لإنهاء أزمة سد النهضة. وبحث مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان مستجدات المفاوضات الخاصة بالسد، إضافة إلى الصراع في إقليم تيجراي، في اتصال هاتفي مع نائب رئيس الوزراء الإثيوبي ديميكي ميكونين، وفق ما ذكره البيت الأبيض في بيان صحفي. وعينت الولايات المتحدة مؤخرا مبعوثا خاصا لمنطقة القرن الأفريقي، والذي تتضمن مهام عمله الإشراف على تسوية قضية سد النهضة، من بين أمور أخرى.