محللنا لهذا الأسبوع: منصف مرسي الرئيس المشارك لقسم البحوث في سي آي كابيتال
محللنا لهذا الأسبوع: منصف مرسي الرئيس المشارك لقسم البحوث في سي آي كابيتال (لينكد إن).
اسمي منصف مرسي وأعمل في قطاع البحوث لجانب البيع على مدى الـ 16 عاما الماضية. بعد تخرجي في كلية التجارة بجامعة القاهرة، بدأت العمل لدى شركة فاروس، ثم أصبحت نائب رئيس قطاع البحوث هناك. والآن أنا الرئيس المشارك لقسم البحوث في سي آي كابيتال، حيث أغطي القطاع المصرفي والمالي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
الجزء الأفضل في عملي بالتأكيد هو أنه يجعلني مطلعا على كل ما يحدث محليا وإقليميا، وقادرا على صياغة نظرة مستقبلية حول موضوع أو حدث معين. ويستلزم ذلك أيضا أن تكون لدي القدرة على تأسيس وجهة نظر أو نظرة مستقبلية على أسس علمية. سواء كنت على صواب أو خطأ في النهاية، فإن العملية نفسها ممتعة بالنسبة لي. وفي رأيي، كوني محللا بشكل عام أمر مفيد لي ويساعدني أيضا على تحليل أي موقف يواجهني على المستوى الشخصي.
لا يوجد شيء يمكن أصفه بأنه أسوأ جانب من مهنتي، ولكن هناك تحديات. التحدي الأول هو مخاطرة عدم تحقق الآراء أو القرارات التي أتخذها بشأن أسهم أو استثمارات محددة، لأن أداء الأسهم عادة ما يتأثر بالمضاربات وأمور لا تستند على أساسيات التحليل المالي. والتحدي الثاني هو حجم متطلبات العمل في بنوك الاستثمار وخاصة في قطاع البحوث. هذا القطاع حيوي للغاية، وعليك أن تظل مطلعا على كل التطورات التي تحدث في مختلف المجالات.
العمل في ظل صعوبة السفر حاليا كان أمرا ممكنا، كل الناس تعاملت مع الأوضاع الجديدة. أصبح كل شيء افتراضيا على نطاق عالمي، ولم يعد مستغربا أننا لا نعقد اجتماعات وجها لوجه في الوقت الحالي. آمل ألا يستمر ذلك لفترة أطول، وأتوقع أن نعود إلى طبيعتنا المعتادة بحلول العام المقبل.
الجولات الترويجية لم تمت بالتأكيد. تغلبنا على صعوبات العام الماضي بإجراء مؤتمرات ناجحة عبر الإنترنت مثل مؤتمر سي آي كابيتال الاستثماري الخامس لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولكن إقامة مؤتمرات على الأرض واجتماع المستثمرين وجها لوجه هو أمر لا يمكن أن نستغنى عنه كليا. ومع ذلك، أعتقد بالفعل أن الجولات الترويجية ربما تقل في المستقبل مقارنة بما كانت عليه قبل "كوفيد-19".
نظريتي في الاستثمار هو أن تنظر دائما إلى الأسس المالية. طالما أن القطاع أو الشركة لديها قصة نجاح قائمة على أسس مالية قوية، مدعومة بقوة بالبيانات المالية والأرقام والنسب، فإنني أرى أنها ستكون بالأساس استثمارا جيدا.
أعتقد أن شعاري الجديد هو "النظام يجلب النجاح". من الضروري أن يكون لديك نظاما يحكم بالكامل عملية التحليل، وكتابة التقارير، والوصول إلى التقييمات. هذا النظام سيضمن لك أساسا صلبا لرؤيتك، وهو ما ينطبق على الحياة العملية والشخصية أيضا، وهذه رسالتي لزملائي الأصغر سنا، وللمهتمين بالعمل في هذا المجال.
أُفضِّل منهج التحليل المالي من الأعلى إلى الأسفل، أي النظر أولا إلى وضع الاقتصاد الكلي في بلد ما، ثم سمات كل قطاع، وأخيرا أداء الشركة تاريخيا، وبياناتها المالية، ومؤشراتها الرئيسية. كل خطوة في تلك العملية مهمة للوصول إلى نظرة مستقبلية قوية للسهم.
نريد أن نرى أفكارا جديدة في سوق الأسهم. على سبيل المثال المزيد من شركات المدفوعات الإلكترونية، والصحة، والتأمين، والتعليم ينبغي أن تدرج في البورصة المصرية، لأن لديها إمكانات عظيمة في الأشهر والسنوات المقبلة. وأريد أن أرى أيضا المزيد من طروحات الشركات الصغيرة والمتوسطة، والتي يمكن أن تغير ديناميكيات السوق بشكل عام. نحتاج المزيد من قصص النجاح مثل سبيد ميديكال على سبيل المثال، والتي انتقلت بنجاح من بورصة النيل إلى السوق الرئيسية العام الماضي. الاتجاه الحالي للحكومة يساعد في تيسير ذلك، مثل مبادرة البنك المركزي الأخيرة لتسهيل حصول الشركات الصغيرة والمتوسطة على التمويل المصرفي.
مصر لديها أساس صلب تستند عليه في 2021، لكننا لسنا منفصلين عما يحدث على مستوى العالم. بالتأكيد أرقام الاقتصاد الكلي للبلاد قوية، ولكن الجائحة وبرامج التطعيم ضد "كوفيد-19" تترك العديد من الأمور غير مؤكدة لجميع البلدان بما ذلك مصر. وأعتقد أن حسن إدارة توزيع اللقاح على جميع الدول، وليس قلة مختارة منها، من شأنه المساعدة في تقليل مخاطر الأزمات المحلية، وبالتالي سيدعم أداء السوق المصرية في 2021.
كنت شخصا مهتما أكثر بالأرقام في بداية مسيرتي المهنية، لكن مع تقدمي في العمر بدأت أقدر الكلمة بنفس القدر. كي تكون محللا جيدا يجب ألا تقصر نفسك فقط على فهم الأرقام، ولكن أيضا ترجمتها إلى شيء أقرب للناس. لذلك فالأمر يتعلق بتلقي الأرقام أولا، ثم إنشاء وتسويق قصة أو فكرة حولها. اليوم أحب أن أقول إنني شخص مهتم بالأرقام والكلمات بنفس القدر.
أفضل كتاب قرأته مؤخرا كان Confessions of an Economic Hitman لجون بيركنز. أما بالنسبة للمسلسلات والأفلام فأميل بطبيعتي للابتعاد عن الدراما. أعتقد أن الحياة فيها من الدراما ما يكفي، ولا أحتاج لمشاهدة المزيد منها. استمتعت مؤخرا بمشاهدة مسلسل Billions. وأستمع أيضا إلى الكثير من … دعنا نقول الموسيقى المبهجة، وأي شخص يعرفني يعرف أن ذلك عكس شخصيتي.
خارج أوقات العمل، أحاول قضاء وقتي مع أسرتي بقدر ما أستطيع. بدأت مؤخرا ممارسة التمارين الرياضية، وأحاول خلال الشهور القليلة الماضية أن يكون ذلك جزءا من روتيني اليومي. الحركة والنشاط بدلا من الجلوس المستمر على المكتب أثر حقا على مزاجي ومنحني الكثير من السعادة. وأخيرا أنا مشجع وعاشق للنادي الأهلي ولكرة القدم، وهي عادة لا أعتقد أنني سأتخلى عنها أبدا.