القدرة المحدودة ربما كانت طريقك لتحقيق النجاح
القدرة المحدودة أو المتوسطة طريق لتحسين ذاتك: ألقت جائحة "كوفيد-19" بأدوار ومسؤوليات على أكتافنا جميعا، تاركة الكثير منا يشعرون بقلة الحيلة وربما محدودية القدرة. لكن اللحظات التي نشعر فيها بأننا أقل قدرة على ممارسة الأشياء، ربما كانت هي الأهم على طريق النجاح رغم الشعور بالإحباط الذي يصاحب المحاولات الأولى، وفقا لما كتبه ديفيد بودانيس لصحيفة فايننشال تايمز. متعمقا أكثر في القوة الكامنة وراء القدرة المحدودة أو المتوسطة، يقول بودانيس إنه مع تبني التوجه الصحيح تجاه هذه المسألة، ربما تسلط هزائم معينة الضوء على فرص عديدة كانت لتمر دون أن يلاحظها أحد.
الحق في الفشل: ربما كان الوصول إلى الحضيض أمرا قاسيا في تحمله، لكنه قد يسفر عن شعور مفيد بشأن ضرورة اكتشاف الأشياء، بحسب ما يوضحه بودانيس. وتجسد جيه كيه رولينج، مؤلفة سلسلة هاري بوتر والتي كانت أما عازبة ونعتت نفسها بالفشل عندما بدأت الكتابة، نموذجا للطاقة الممزوجة بالشعور الذي تحتاجه لاستجماع شتات نفسك والبدء من جديد.
انكشاف الرؤية: هناك أمور تتضح عندما تصل إلى الحضيض، إذ تدرك أنه ليس هناك شيئا لتخسره بمجرد أن تقف على مسافة من طريق واضح نحو النجاح، ويمكنك حينها اتخاذ قرارات من منظور أوسع تشمل أفكارا مبتكرة لاتخاذ خطواتك المقبلة لإعادة اكتشاف نفسك. امتلاكك القدرة على الرجوع خطوة للوراء وإعادة وضع استراتيجية قد يمنحك فرصة لتغيير مسارك إلى شيء أفضل، حسبما يوضح بودانيس، مشيرا إلى مدرب كرة القدم المعروف البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي بدأ مسيرته الكروية كلاعب لم يحظ بالاهتمام الكافي قبل أن ينجح في التدريب بعد ذلك.
ربما كان عدم النجاح ميزة: ربما يحفزك إعادة النظر في الخطوات التي اتخذتها ومعرفة لماذا لم تؤت ثمارها المرجوة على سلك مسار أكثر إبداعا، وربما كان عدم تحقيق النجاح هنا ميزة، ذلك لأن الناس نادرا ما يأخذون خطوة للوراء أو يشككون في شيء إذا بدا لهم أن الأمور تسير لصالحهم. ربما يعميك النجاح عن فرص أخرى، وربما تحررك قدرتك المحدودة أو المتوسطة وتساعدك على فعل الأشياء على نحو مختلف.
لست مقتنعا بعد؟ لن يساعدك اتباع خطة الـ 10 خطوات التي يرشحها الكثير من الناس على الخروج من دائرة محدودية القدرة، أو أن تؤمن بأن مجرد اختيارك لـ "النجاح" سيحقق ما ترجوه، إذ أن معظم الناس لا يجازفون باتخاذ قرارات ينتج عنها أي تغيير. لكن ربما يكون الانغماس في قدرتنا المحدودة ومعرفة ماذا يمكن أن تعلمنا هو ما ننتظره فعلا.