أسوأ القرارات التجارية على الإطلاق

قرارات العمل الأكثر سوءا في التاريخ: هؤلاء هم الأشخاص الذين لم يخلقوا لعالم الأعمال، والعذر الوحيد لتفويتهم تلك الفرص التي لا تعوض هو أن مخهم توقف عن التفكير حينها. وثبت مع الوقت أن القرارات التي اتخذها هؤلاء وبدت حينها فكرة جيدة كانت الأسوأ، إما لغياب التقييم الجيد أو العناد أو حتى من أجل لا شيء على الإطلاق.
إدوين دريك: المخترع الذي لم يسمع به معظم الناس من قبل، لكنه كان يجب أن يقف على قمة صناعة النفط العالمية. لقد كان دريك العقل المدبر وراء واحدة من أهم التقنيات الرائدة في التاريخ، وحفر أول بئر نفط في عام 1859 لتخرج إلى النور صناعة النفط الأمريكية التي تقدر اليوم بتريليونات الدولارات. ومكن هيكل الحفار الذي اخترعه دريك الشركات من الحفر في باطن الأرض للمرة الأولى بدلا من تجميع النفط من التسريبات السطحية. ولسوء الحظ، لم يحقق دريك أبدا الثروة التي استحقها، ولم يسجل براءة اختراع الحفار وعاش عقدا من الزمن في فقر شديد قبل أن يحصل على معاش من الدولة.
وأطاح غياب التقييم المناسب للسوق بالعديد من الشركات عبر التاريخ، بما في ذلك شركة كوداك، والتي حصلت على براءة اختراع أول كاميرا رقمية في عام 1975. لقد أعمت مبيعات كوداك من الأفلام الفوتوغرافية إدارة الشركة ورفضوا مرتين وليس مرة واحدة إنتاج المنتج الجديد بشكل ضخم. وقال مخترع الكاميرا الرقمية ستيفن ساسون حينها "كان لديهم قناعة بأنه لن يرغب أحد أبدا في مشاهدة صورهم على جهاز تليفزيون". وحينما دخلت كوداك العصر الرقمي، كان الأوان قد فات لتعلن الشركة إفلاسها عام 2012.
البعض الآخر لا يمكنه رؤية الأفكار الجيدة وإن كانت واضحة وضوح الشمس: لو لم تكن ويسترن يونيون مغرمة بالتلغراف، لكان بإمكانها احتكار أحد أهم الابتكارات التكنولوجية التي غيرت شكل القرن العشرين: التليفون. بدلا من ذلك، رفضت ويسترن يونيون عرض ألكسندر جراهام بيل شراء براءة اختراعه مقابل 100 ألف دولار فقط عام 1876، بل ووصفوا اختراعه بـ "الأحمق". ومن وجهة نظرهم، فإن فكرة جراهام بيل بتركيب هاتف في كل مدينة "مبنية على خيال جامح، وغير مدركة للحقائق التقنية والاقتصادية للأوضاع، وهو موقف يتجاهل المحدودية الواضحة لجهازه، والذي بالكاد لا يعدو كونه لعبة".
شركة إنترنت ترفض الاستحواذ على جوجل مقابل أقل من مليون دولار: في مطلع الألفية، كانت شركة Excite واحدة من أكبر الكيانات في عالم الويب، وأتيحت لأصحابها الفرصة أن تصبح أكبر وأكبر حينما التقوا مع مؤسسي شركة جوجل لاري بيدج وسيرجي برين عام 1999، ومن المدهش أنهم رفضوا فرصة شراء الشركة الناشئة المتخصصة في البحث على الإنترنت مقابل 750 ألف دولار فقط. وقفزت قيمة جوجل منذ ذلك الحين لتتخطى تريليون دولار، وفي غضون سنوات قليلة عقب هذا اللقاء تدهورت Excite بوتيرة سريعة لتصبح لا شيء تقريبا في عالم الإنترنت.
وتعرضت نتفليكس لموقف مشابه حينما رفضت شركة بلوكباستر عملاق تأجير أفلام الفيديو شراء نتفليكس مقابل 50 مليون دولار فقط. وقال المستشار العام لشركة بلوكباستر إد ستيد حينها إن نتفليكس لديها نموذج أعمال غير مستدام ولن تستطيع تحقيق أرباح أبدا. ولم يكن ستيد يعرف أن هذا الوصف سينطبق تماما على بلوكباستر التي أعلنت إفلاسها في عام 2010.
وامتد هذا الاتجاه إلى خارج عالم التكنولوجيا، فقد رفضت واحدة من كبريات شركات الإنتاج توقيع عقد مع فرقة بيتلز الموسيقية البريطانية الشهيرة للتسجيل، كما رفضت 15 دارا نشر رواية هاري بوتر وحجر الفيلسوف.
لكن الإيمان بالتغيير يؤدي أحيانا أيضا إلى بعض الانتكاسات. واحدة من القصص البارزة في هذا السياق تعود إلى عام 1985 حينما قررت شركة كوكاكولا تغيير الوصفة السرية الخاصة التي اعتمدت عليها لمدة قرن من الزمان وقدمت مشروبا جديدا تحت اسم New Coke. وقد فشل المنتج فشلا ذريعا وأعطي فرصة كبيرة للنمو أمام شركة بيبسي المنافسة قبل أن تستجيب كوكاكولا في النهاية إلى محبي مشروب الصودا المخلصين الذين أبدوا اعتراضهم على الوصفة الجديدة وطالبوا بعودة التركيبة القديمة.