هل نجحت منصات التعلم عن بعد في أزمة "كوفيد-19"؟
هل نجحت منصات التعلم عن بعد في أزمة "كوفيد-19"؟ أدى إغلاق المدارس في منتصف شهر مارس بسبب انتشار فيروس كوفيد-19 إلى إسراعها في التحول نحو تطبيق سياسات التعلم عن بعد. وقد يكون للتحول نحو التعلم عن بعد أو لمزيج بين التعلم عن بعد والتعليم التقليدي آثار طويلة الأجل. ولكن ما مدى فاعلية تلك المنصات المستحدثة؟ كان هذا السؤال الذي وجهناه إليكم في استطلاع الأسبوع الماضي.
وكانت ردودكم بشكل عام أن المنصات يجب أن تشهد تفاعلا أكثر من قبل المدرسين وأقل اعتمادا على أولياء الأمور. كما دعا المشاركون في الاستطلاع لأن تخفض المدارس من مصروفاتها أو تطيل من العام الدراسي لأن منصات التعلم عن بعد لا توفر بديلا حقيقيا للتعلم في الفصول. وقال 45% من المشاركين إن لديهم أبناء في مرحلة التعليم الابتدائي، و17% في مرحلة التعليم الإعدادي، و19% في التعليم الثانوي.
واختلفت الآراء حول فاعلية المنصات في التعلم، فقال 44% إنها فعالة فيما قال 56% أنهم ليسوا متأكدين من ذلك. وقال العديد من أولياء الأمور إن تلك المنصات وسيلة جيدة للتعليم ولكن بشرط أن يستخدمها مدرسون مؤثرون وملتزمون. وقال أحدهم إنه يرغب أن تدرس جميع المواد عن بعد وليس فقط المواد "الأساسية" مثل الرياضيات والإنجليزية والعلوم. ولكن تشكك آخرون في فعالية تلك المنصات. ويقول أحدهم إن الطلاب يتلقون 10% فقط مما يحصلون عليه من دروس في المدرسة.
ويعد التعلم عن بعد وسيلة جيدة لتلقي المحتوى ولكنه لا يشكل وسيلة مثلى لتقييم الطلاب أو تفاعلهم. وقال 41% من المستطلعة آراؤهم إن التعليم عن بعد هو الوسيلة الأفضل لتلقي وشرح الدروس، فيما قال 38% إنه الأفضل لتسليم الواجبات والمشروعات البحثية. وقال 42% إنه الوسيلة الأقل كفاءة لتقييم الطالب، وذكر حوالي الثلثين، أي 63%، أنه ليس الوسيلة الأمثل للتفاعل والتواصل والمشاركة.
والتفاعل هو إحدى الجوانب الرئيسية التي يدعو أولياء الأمور لتطويرها في التعلم عن بعد. واقترح أحد أولياء الأمور تخصيص حصة واحدة على الأقل كل أسبوعين ليتاح للطلاب توجيه أسئلة عامة لمدرسيهم. واقترح آخر تفعيل نظم المراقبة لضمان أن ينتبه المدرسون لجميع طلابهم وأن يفرض على جميع الطلاب المشاركة بفاعلية في المناقشات داخل الفصل. ويقول آخر إنه يجب أن تتاح فرص أكبر للطلاب للتفاعل مع زملائهم أيضا.
وعبرت قلة فقط من أولياء الأمور عن ثقتهم في فاعلية منصات التعلم عن بعد لأبنائهم، إذ رأى 34% فقط أنها فعالة، فيما اختلف معهم 25%، وقال 84% أن فاعليتها متوسطة.
وكما كان متوقعا فأولياء أمور الطلاب الأصغر سنا هم من يعانون من سلبيات التعلم عن بعد بشكل أكبر. ويقول أحد أولياء أمور إن التعلم عن بعد ليس فعالا كالتدريس التقليدي لأن الطلاب الأصغر سنا لا يلتزمون بأداء دروسهم عن بعد. ويقول آخر إن استحداث منصة محببة للأطفال ستشجعهم أكثر على تجربة التعلم عن بعد مقارنة بالموجودة حاليا.
وقال معظم المشاركين في الاستطلاع إن منصات التعلم عن بعد سهلة الاستخدام، إذ ذكر 25% أنها سهلة للغاية و47% أنها سهلة لحد ما. وقال 44% إنهم يستخدمون المنصة الخاصة بمدرستهم، فيما قال 31% إنهم يستخدمون منصة خارجية وقال 16% فقط إنهم يستخدمون المنصة الحكومية.
ولكن دعا الكثيرون لأن تكون المنصات أكثر تكاملا وأن تحل المشاكل التقنية وبينها مشاكل الاتصال وكيفية قطع الصوت عن الطلاب وإعادته. ودعا ولي أمر طالب إلى الاكتفاء بتقديم الواجبات إلكترونيا دون الحاجة لطباعتها أو مسحها وإعادة رفعها. ودعت ولية أمر إلى تخصيص حصص للطلاب وأولياء الأمور للتدريب على الأمور التقنية، مضيفة أن تلك المشكلات لا تأتي دائما من جانب المدرسة ولكن يجب توفير الدعم للتغلب عليها.
وما زال على المدرسين أن يقوموا بدور كبير في عملية التعلم عن بعد، إذ قال 72% إن المدرسين يلعبون دورا مؤثرا أو مؤثرا للغاية بها.
ولكن يرى العديد من أولياء الأمور أنه يجب على المدرسين لعب دور أكبر. ويقول أحد أولياء الأمور إن المنصة في حد ذاتها جيدة ولكنها تفتقد المشاركة المطلوبة من جانب المدرسين مثل الفصل التقليدي. ولا يشارك جميع المدرسين بنفس القدر على المنصة، حسبما يذكر أحد أولياء الأمور، لذلك فجودة منصة التعلم عن بعد تعتمد على مدى التزام المدرسين.
وبشكل عام فالمشاركون يرون أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق أولياء الأمور، إذ ذكر 81% أن دورهم يشكل عاملا مؤثرا في التعلم عن بعد.
ويشكل ذلك عبئا على العديد من أولياء الأمور، لأن الفصل الإلكتروني يعني أن يعمل الطالب بشكل مستقل على دروسه وواجباته دون الحاجة للكثير من الإرشاد، حسبما يرى أحد أولياء الأمور. وعلى المدارس أن تراعي الصحة العقلية للطالب لدى وضع الواجبات وكذلك تراعي ارتباط أولياء الأمور بوظائفهم أيضا، حسبما تقول إحدى الأمهات.
ويدعو العديد من أولياء الأمور للمزيد من التواصل والتفاعل من قبل المدرسين. ويرى 67% أن المدرسين يقومون بعمل جيد في شرح الدروس ووضع الواجبات من خلال التعلم عن بعد فيما يقول 8% أن المدرسين يتواصلون بشكل واضح و10% يقولون أنهم يقدمون ردودا مفيدة و6% يرون أنهم يوفرون دعما إضافيا.
وعلى المدرسين أن يبذلوا المزيد من الجهد في التحقق من درجة فهم الطلاب للدروس وإعطاء ردود واضحة، طبقا لأحد أولياء الأمور مشيرا إلى أن هناك اعتمادا كبيرا على أولياء الأمور في ذلك. ودعا أحد أولياء الأمور أن يكون هناك حوارا أفضل بين المدرسين وأولياء الأمور حول أداء الطلاب. ويطالب أحد أولياء الأمور بتوفير خاصية الشرح أو فيديو تعريفي لكل مجموعة من الواجبات وتوفير ورق للإجابة للاختبارات والتفاعل معهم بشكل شخصي.
ويواجه المدرسون من أولياء الأمور متاعب على الجبهتين معا. ويقول أحد المدرسين وهو أيضا ولي أمر لطالب "أريد أن يعود ابني للتواصل الاجتماعي مجددا. وكمعلم أريد أن أعود لفصلي ورؤية تلاميذي مجددا وأن أمارس التدريس بفعالية وأتواصل معهم".
ويريد نصف المشاركين في الاستطلاع أن يتم تطوير منصات التعلم عن بعد في حالة استخدامها مجددا العام المقبل. وقال 47% إنهم يرفضون أو يرفضون بشدة إعادة استخدام المنصات بشكلها الحالي.
ويطالب الكثيرون أيضا بإعفائهم من المصاريف أو تخفيضها. ونشرنا الأسبوع الماضي أن أولياء الأمور بعدد من المدارس الخاصة طالبوا بتحويل 15% على الأقل من مصروفات العام الدراسي 2020/2019 للعام المقبل وإعادة جانب من مصروفات الخدمات التي لم يستخدمها أبنائهم أثناء الإغلاق. وأوضح أحد أولياء الأمور أن الإغلاق أثر بشدة على جميع الموظفين لذلك فيجب تخفيض المصروفات. ويقول ولي أمر آخر إن التعليم عن بعد ليس بديلا عن التعليم التقليدي في الفصول، ولذلك يجب تعويض ذلك في العام الدراسي المقبل سواء من خلال إطالته أو خفض المصروفات الدراسية. ويضيف "يجب تحديث النظام بأكمله من رياض الأطفال فما فوق وحتى الصف الثاني عشر إذا كانت هناك رغبة في أن يعمل بشكل صحيح".