blackboard

الإثنين, 30 مارس 2020

كوفيد-19 نقطة تحول في التعليم عن بعد

كوفيد-19 نقطة البداية في تغيير النظرة إلى التعلم عن بعد: أحدث التحرك السريع للمدارس والجامعات في مصر لاستخدام تقنيات التعلم عن بعد، عقب إغلاقها لمنع انتشار فيروس كوفيد-19، تحولا سيكون طويل الأجل في اتجاه أساليب تعليمية جديدة. وقالت مصادر لإنتربرايز إن تطورات الموقف لم تسرع فقط وتيرة تطبيق بعض المدارس لخطتها السابقة في استخدام الوسائل التكنولوجية إلى جانب الوسائط التقليدية للتدريس، ولكنها أيضا وفرت أيضا معلومات قيمة عن أساليب التواصل الرئيسية وكيفية تعلم الطلاب.

ولكن التعلم عن بعد انطوى على عدة مشكلات ستحد من الاعتماد الكلي عليه في الأجل البعيد. ومن بين تلك المشكلات تشتت انتباه الطلاب صغار السن وغياب الإرشادات العامة لمراقبة النشاط إلكترونيا بالإضافة لمشاكل البنية التحتية للإنترنت. ومن غير المرجح أن يستبدل التعلم عن بعد التدريس في الفصول ولكنهما على الأرجح سيجري تطويرهما جنبا إلى جنب مع التوسع في استخدام وسائل التعلم الإلكتروني للطلاب داخل الفصول.

وسيستمر مزج تقنيات التعلم الإلكتروني مع الفصول الدراسية التقليدية، فطلاب المدارس اليوم أصبحوا يتفاعلون بشكل إيجابي جدا مع دروسهم التي يتلقونها عن بعد، بحسب ممثلين لعدة مدارس تحدثت معهم إنتربرايز. ويقول نائب ناظر مدرسة جيمس مصر، ستيوارت براين إن الطلاب يحبون كل ما يتعلق بالتكنولوجيا ويتعلمون استخدامها بسرعة شديدة. ويضيف أن التعلم يمكن ضبطه للسماح للطلاب بالتفاعل بحق مع المواد التي تقدم لهم، ومع استمرار وجود الفصول التقليدية سيحدث التحول للنظام المزيج مع التعلم الإلكتروني بشكل طبيعي. وبالفعل كانت مدارس جيمس مصر تخطط للتحول لبيئة تعليمية تفاعلية تستخدم تقنيات الواقع الافتراضي من قبل انتشار فيروس كوفيد-19. ويتوقع براين أن يتبع قطاع التعليم كله ذلك التوجه وأن يستمر المدرسون في استخدام الأدوات الإلكترونية لنشر المواد التي يستطيع الطلاب الاطلاع عليها في المنازل وأن يتمكن الطلاب من إنجاز أبحاثهم خارج الفصول من خلال مشاهدة الفيديوهات والبحث في عرض باوربوينت أو باستخدام تقنية الواقع الافتراضي ثم مناقشة ما استخلصوه داخل الفصل. ويضيف أن ذلك سيثري المناقشات داخل الفصول.

وسيحول ذلك دور المدرس من مقدم للمواد إلى مدرب. فيقول مدير المدرسة الأمريكية الدولية، كابونو سيوتي، إن استخدام تقنيات التعلم عن بعد رفع بعض أعباء تدريس المواد من كاهل المدرسين. ويوضح براين أن دور المدرس أصبح التحقق من فهم الطالب لمبادئ الدروس وتسهيل إقامة الحوار الذي يساعد على تعلم الطلاب من بعضهم البعض بدلا من التلقي السلبي للدروس.

وأصبح بالإمكان أن يتولى الطلاب التعلم بأنفسهم، فالتعلم الإلكتروني الذي فرض على الطلاب يبرز للجميع أن بإمكان الطلاب أن يلعبوا دورا نشطا في اكتشاف المحتوى وتولي مسؤولية نموهم العلمي. ويقول سيوتي إنه بشكل عام فالمعلمين جيدين جدا في مساعدة الطلاب على تطوير مهارات أكاديمية محددة ولذلك فإن تمكينهم من التركيز على ذلك أفضل من إمضائهم لأوقاتهم في تقديم المحتوى وفقط.

تساعد برامج التعلم التكيفي في تقييم مستوى الطلاب بشكل أفضل: ويتحقق أفضل مستوى للتعلم عندما يدرك المعلمون مرحلة التطور التي وصل إليها كل طالب على حده، وكيف يمكنهم دعمه وفقا لذلك. لذلك فإن برامج التعلم التكيفي المستخدمة لمساعدة الطلاب على تطوير مهارات محددة (مثل القراءة أو الحساب) تمكن المعلمين من زيادة كفاءتهم في الجوانب التي يوجهون انتباههم إليها. ولهذا فسيتواصل تبني استخدام برامج التعلم التكيفي لأن الطلاب سيحصلون بشكل أساسي على جرعة مزدوجة من الدعم المخصص لهم من أجهزة الكمبيوتر وأيضا من المعلمين، وفقا لما قاله سيوتي.

وبفضل التعلم عبر الإنترنت، يجري نشر البيانات في العملية التعليمية: قال محمد القلا، الرئيس التنفيذي لشركة القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية إن لدى الشركة آلية خاصة بها لتتبع البيانات، والتي توفر كميات كبيرة من المعلومات حول عدد الطلاب المسجلين في نظام التعلم عبر الإنترنت، وكذلك الطلاب والمعلمين والمدارس النشطين وغير النشطين، فضلا عن مستويات التفاعل التي تتم. وأضاف أنه عادة ما تظل النسبة المئوية للطلاب الذين يشاهدون المحتوى النشط ثابتة، عند حوالي 20% في أي وقت معين، في حين تتراوح النسبة المئوية للطلاب الذين يشاهدون أو يستخدمون المحتوى التفاعلي ما بين 20 إلى 70% في أي وقت معين. وأشار إلى أن العديد من الطلاب يعودون بشكل منتظم إلى المحتوى التفاعلي المعروض، وهو ما يدل على أن الطلاب يخبرون أقرانهم عن ذلك المحتوى ويشجعونهم على الانضمام إليهم.

كان من المتعين على المعلمين أن يصبحوا أكثر دراية بالتكنولوجيا من أجل التكيف مع بيئة التعلم الجديدة هذه – وفي بعض الحالات في غضون فترة زمنية قصيرة جدا. ويقول أحمد وهبي، الرئيس التنفيذي لشركة جيمس مصر إنه ومنذ اتخاذ القرار بتعليق الدراسة بالمدارس والجامعات، قامت الشركة بتدريب نحو 500 معلم على كيفية استخدام بيئة التعلم الافتراضية. وأضاف أن هذه العملية تطلبت منهم التعلم بسرعة أثناء قيامهم بأعمالهم، ونقل المواد التعليمية لتكون عبر الإنترنت، إلى جانب تعلم كيفية عقد الفصول الدراسية عبر الإنترنت وإنشاء مقاطع فيديو مسجلة مسبقا، وكيفية تشغيل دروس مباشرة باستخدام برنامج Microsoft Teams. ويقول براين، إن الأمر كان صعبا، لأن العديد من المعلمين شعروا في البداية بعدم الارتياح من الظهور في مقاطع الفيديو ولم يكونوا واثقين من استخدام برامج غير مألوفة لهم. إلا أن المعلمين تكيفوا بسرعة مع الوضع الراهن الجديد، وكان من الأشياء التي حفزتهم هو إدراك أن المواد التي يقدمونها لها تأثير واضح على كيفية استيعاب الطلاب للأفكار الجديدة، وفقا لما قاله عمرو شريف، مدير الاتصالات في جيمس مصر.

المعلمون بدأوا يشعرون بأن هذا الأمر يحسن من مستوياتهم، فهم يقضون حاليا المزيد من الوقت بشكل أكثر من أي وقت مضى في التحدث، والتخطيط لمحتوى الدروس، وتزويد الطلاب بالمراجع والروابط التي يحتاجونها، وفقا لما قاله كريم روجرز، المدير التنفيذي لمدارس الألسن. ويقول سيوتي، إنه واستنادا إلى تعليقات تلقاها مباشرة من أحد المعلمين في المدرسة الأمريكية الدولية، دفع الاضطرار إلى استخدام التكنولوجيا من أجل التعاون إلى التفكير في طرق أخرى لكي يصبح المعلم أكثر فعالية وتعاونية. وأضاف أن أدوات مثل Google Documents وHangout يتم استخدامها بطريقة أكثر ديناميكية الآن لتصبح الوسيلة الوحيدة للتواصل لأعضاء هيئة التدريس الذين لا يستطيعون الاجتماع وجها لوجه.

فهل سيحل التعلم عبر الإنترنت بالكامل محل التعلم في الفصل الدراسي يوما ما؟ يرفض القلا هذه الأطروحة، ويقول "إذا علمتنا هذه التجربة شيئا واحدا، فهو أن الآباء في العالم الحديث لا يمكنهم تحمل إبقاء أطفالهم في المنزل، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال الأصغر سنا، فهناك تقدير متزايد لما يقدمه المعلمون للطلاب في الفصل الدراسي".

من الممكن أن تتسبب حاجة الطلاب الأصغر سنا إلى قدر كبير من الاهتمام في صعوبات أمام تطبيق منظومة التعلم عبر الإنترنت على المدى الطويل. ويرى كل من تحدثت إليهم إنتربرايز أن التعلم عبر الإنترنت ليس وسيلة مثالية للأطفال الصغار على وجه الخصوص. وتواجه كافة المدارس تحديات فيما يتعلق بكيفية جعل الأطفال الصغار يتعلمون بفاعلية دون أن يظلوا أمام الشاشة طوال اليوم أو دون أن يتحمل الآباء قدرا غير متناسب من المسؤولية. ويرى سيوتي أنه من المهم أيضا أن نضع في اعتبارنا أن هناك حدودا لمدى انتباه كل شخص، وأن مساحة الإنترنت مليئة بما يشتت انتباهنا مهما كان عمر ذلك الشخص.

وهناك أيضا مشكلة البنية التحتية للإنترنت: يقول روجرز إن ثمة ضغطا هائلا على استخدام شبكات الإنترنت، وهو ما أدى أحيانا إلى بعض التحديات منذ بدء تقديم البرامج التعليمية عبر الإنترنت، إذ واجه بعض الطلاب صعوبات في تسجيل الدخول إلى الأنظمة عبر الإنترنت، كما كانت هناك انقطاعات في البث المباشر للدروس. ويقول سيوتي إن مصر تواجه أحيانا انقطاعات في الإنترنت وفي الكهرباء، ومع تزايد الضغط على النظام، يتم استهلاك البيانات بسرعة. وبينما يدرك الجميع أن هذه مشكلة عالمية، يقول البعض، بمن فيهم أحمد الخطيب، رئيس مجموعة مدارس الخطيب الخاصة، إن البنية التحتية للإنترنت في مصر لا تساعد في إتاحة التعليم عبر الإنترنت خلال ساعات الذروة. ويقول عبادة سرحان، رئيس جامعة المستقبل، إنه يتعين على المدارس والجامعات أن تتكيف مع هذا الوضع، إذ اضطرت جامعة المستقبل إلى تركيب خط ألياف ضوئية خاص بها. ومع ذلك، يرى كل من سيوتي والقلا ووهبي وآخرون أن مسألة البنية التحتية للإنترنت ليست أمرا مستعصيا.

من الأهمية بمكان وضع إجراءات حماية واضحة، وهو الأمر الذي يمكن أن يستغرق بعض الوقت لتنفيذها. ويرى براين إن مثل هذه الإجراءات يمكن أن تتضمن فرض الزي المناسب للمعلمين والطلاب والتدقيق بعناية في أي محتوى يطرح عبر الإنترنت. كما يرى القلا أنه ينبغي على المعلمين أن ينتبهوا أيضا إلى حالات التنمر والمضايقات التي يمكن أن تعرقل العملية التعليمية عبر الإنترنت. لذا ينبغي تطوير المزيد من أساليب التحكم والاستعداد للتدخل لمواجهة أي نشاط يخل بتلك العملية، مثل التعليقات السلبية التي تكتب ردا على الأسئلة المطروحة عبر الإنترنت.

ومع اتجاه المدارس لتحويل تركيزها نحو المدى المتوسط، تصبح التساؤلات حول كيفية التكيف مع التعلم عبر الإنترنت أكثر إلحاحا. ويقول سيوتي إن المدرسة الأمريكية الدولية تعمل بالفعل على تكييف بعض جوانب خطتها قصيرة المدى، بما في ذلك تقليل مقدار الوقت الذي يقضيه المعلمون في العمل عبر الإنترنت بشكل متزامن مع الطلاب الأكبر سنا، وهو أمر غير مستدام في الوقت الحالي، وأيضا تكليف الطلاب بالمزيد من المشاريع طويلة المدى. وأضاف: "لقد بدأنا بخطة قصيرة المدى، والتي بدأنا تنفيذها عقب الإعلان عن تعليق الدراسة. ونحن الآن بصدد النظر فيما تعلمناه من هذه التجربة والذي يمكننا مواصلة القيام به، وأيضا الجوانب التي ينبغي تغييرها. الوضع الآن في حالة سيولة، لذا فإن مراجعة وتكييف أساليبنا يمكن أن تكون عملية طويلة الأمد بشكل أكبر مما توقعناه في البداية". وبرغم ما قيل، قد لا يتمكن التعليم عبر الإنترنت من البقاء في عالم ما بعد كوفيد-19، ويبدو أن دمج عناصر التعلم عبر الإنترنت في الفصل الدراسي سيصبح أكثر قبولا من قبل المدارس والجامعات لفترة أطول لما بعد الأزمة الحالية.

الإثنين, 30 مارس 2020

أهم أخبار قطاع التعليم خلال الأسبوع من 23 إلى 29 مارس 2020

في ما يلي أهم أخبار قطاع التعليم خلال أسبوع:

  • الحكومة تقرر مد فترة غلق المدارس والجامعات من 29 مارس ولمدة 15 يوما إضافية، لتعود الدراسة يوم 13 أبريل.
  • وزير التربية والتعليم طارق شوقي يقرر الاكتفاء بما تمت دراسته حتى 15 مارس الجاري.
  • برنامج البكالوريا الدولية (IB) يعلن رسميا إلغاء اختباراته لهذا العام، على أن يحصل طلبة البكالوريا على الدبلوم أو الشهادة الخاصة بهم وفقا على ما أنجزوه خلال الفترة السابقة.
  • شركة القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية الرائدة في تقديم الخدمات التعليمية المتكاملة تقرر تحويل جميع مدارسها وجامعة بدر للعمل عبر الإنترنت، وذلك ضمن بروتوكول الشركة للتعلم عن بعد الذي يقضي بعمل جميع الموظفين غير الأساسيين من المنزل للحد من انتشار وباء "كوفيد-19".
  • مدرسة ريجنت البريطانية في المنصورة هي المشروع الوحيد من بين مشاريع شركة القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية، الذي قد يشهد بعض التأخير بعد أن قررت الشركة تقليل وتيرة العمل في الإنشاءات الخاصة به جراء تفشي فيروس "كوفيد-19".

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).