نادي باريس يوافق على تخفيف أعباء ديون الأسواق الناشئة لمواجهة "كوفيد-19"
نادي باريس يوافق على تخفيف أعباء ديون الأسواق الناشئة لمواجهة "كوفيد-19": وافقت الدول الأعضاء في نادي باريس على تعليق سداد مدفوعات ديون بقيمة 20 مليار دولار مستحقة على الدول النامية للدول الغنية، وفق ما أعلنه وزير المالية الفرنسي برونو لومير، في مؤتمر صحفي عقب مؤتمر بالفيديو لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية بمجموعة الدول السبع الثلاثاء الماضي. وكان من المقرر عقد اجتماع أوسع لمجموعة العشرين أمس لإتمام تلك الخطوة، إذ يضم نادي باريس دولا أخرى من مجموعة العشرين إلى جانب الدول السبع المعتادة. وقالت مصادر مطلعة لرويترز هذا الأسبوع إن أحد العوائق المحتملة هي الصين التي يبدو أنها ما زالت مترددة والتي برزت مؤخرا كأكبر دائن لأفريقيا.
ومطالب بمشاركة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في تخفيف أعباء الديون: قال لومير أيضا إنه ما زال هناك ديون أخرى بقيمة 12 مليار دولار مستحقة على الدول النامية للبنك الدولي ومؤسسات أخرى، وأضاف أنه ينبغي على الجهات الدائنة متعددة الأطراف أن تنضم لقرار تخفيف أعباء الديون. وكان البنك الدولي وصندوق النقد الدولي هما أول من اقترح تلك الخطوة، إلا أنهما لم يلتزما حتى الآن بإسقاط الديون، باستثناء ما أعلن عنه صندوق النقد الدولي هذا الأسبوع من إسقاط ديون مستحقة على 25 دولة نامية بقيمة إجمالية 214 مليون دولار من خلال صندوقه الاستئماني لاحتواء الكوارث وتخفيف أعباء الديون.
يأتي هذا كله في الوقت الذي أظهرت فيه البيانات الصادرة عن صندوق النقد الدولي مستويات قياسية من خروج استثمارات المحافظ من الأسواق الناشئة، إذ شهدت تدفقات المحافظ الأجنبية إلى الأسواق الناشئة انعكاسا هو الأكثر حدة على الإطلاق، بخروج استثمارات بلغت قيمتها 100 مليار دولار (أي حوالي 0.4% من الناتج المحلي الإجمالي) منذ 21 يناير الماضي، وفقا لما قاله صندوق النقد الدولي في تقرير له. وأشار الصندوق في وقت سابق من هذا الأسبوع، في تقريره حول آفاق الاقتصاد العالمي إننا العالم يواجه أسوأ أزمة اقتصادية منذ الكساد الكبير الذي حل على الأسواق العالمية في عام 1929.
العملات المحلية للأسواق الناشئة المنتجة للسلع الأساسية تراجعت أيضا، بما في ذلك عملات البرازيل وكولومبيا والمكسيك وروسيا وجنوب أفريقيا، وانخفضت بشدة أسعار الأسهم في الأسواق الناشئة بنحو 20% منذ منتصف يناير الماضي، وفقا لما قاله الصندوق. وأضاف أن هذا الأمر كان له تأثير كبير على قدرة الأسواق الناشئة والمبتدئة فيما يتعلق بخدمة الديون لأنها تعتمد عادة على التدفقات الأجنبية والحفاظ على قوة عملاتها المحلية، مما يزيد من أهمية قرار التخفيف من أعباء الديون.
وخبراء الأزمات يحثون الأطراف المتعددة على دعم التعاون: قال رئيس جامعة هارفارد السابق لورنس سمرز ورئيس الوزراء البريطاني السابق جوردون براون والذي عاصر فترة الأزمة المالية العالمية، في افتتاحية صحيفة واشنطن بوست إنه ينبغي على صندوق النقد الدولي أن يكون على أهبة الاستعداد لاستخدام كامل قدرته على الإقراض، والبالغة تريليون دولار، لتقديم الأموال اللازمة لمواجهة تداعيات وباء "كوفيد-19" في العالم النامي، كما ينبغي على البنك الدولي أن يقدم المزيد بشكل أكثر مما قدم خلال عام 2008 عندما ضاعف الإقراض ثلاث مرات. وأضاف سمرز وبراون أنه يتعين على المؤسسات أن تدعم العمل المنسق الذي تشتد الحاجة إليه، وقالا إن التاريخ أثبت أن الإخفاق في التعاون الدولي هو الذي تسبب في الكساد العظيم. ومن جانبه، قال لومير في مؤتمر صحفي إنه يبدو أن الولايات المتحدة، والتي تسيطر في الواقع على صندوق النقد الدولي، معترضة على التوسع في قدرة الصندوق على الإقراض.