كيف تأثرت اختبارات العام الدراسي 2020/2019 بانتشار فيروس "كوفيد-19"
كيف تأثرت اختبارات العام الدراسي 2020/2019 بانتشار فيروس "كوفيد-19": تقوم المدارس والجامعات المصرية الحكومية والخاصة بإعادة ترتيب اختباراتها الدراسية المقبلة بعد قرارات عدة حكومات حول العالم بتضييق الخناق على التجمعات العامة لإبطاء انتشار فيروس "كوفيد-19". ومع تقديم عدة مدارس لإجازات الربيع وتطبيق نظم التعلم عن بعد ظهرت اختلافات عدة في سياسات تطبيق الاختبارات. وسخَّرت العديد من المدارس والجامعات إمكانياتها للإبقاء على جدول الامتحانات قدر المستطاع فيما قامت المدارس التي تقدم الاختبارات الدولية بإلغاء أو تأجيل الامتحانات.
وأعلنت الأسبوع الماضي وزارتا التعليم والتعليم العالي عن سياسات ذكية تقوم بتطبيقها المدارس والجامعات، وتتضمن الاعتماد على واجبات ومشروعات واختبارات عن طريق الإنترنت. وفي عدد اليوم من بلاكبورد نكتشف كيف تقوم الجامعات والمدارس في القطاعين الحكومي والخاص بتوفيق اختباراتها وجداولها لما تبقى من العام الدراسي 2020/2019.
وتقوم بعض المدارس الخاصة بتبني طرق مختلفة للتقييم بدلا من الامتحانات. ويقول رئيس مجلس إدارة شركة القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية، محمد القلا، إن طلاب المراحل الدراسية المختلفة في المدارس التابعة لشركته لن يحضروا امتحانات نهاية الشهر في فصولهم ولكنهم سيخضعون لاختبارات تقييم واسعة عبر منصات التعلم عن بعد يوميا.
وأصدرت وزارة التربية والتعليم التعليمات الآتية للمدارس الحكومية:
- من المتوقع أن تجرى امتحانات الثانوية العامة والصف الثالث الإعدادي في مواعيدها، حسبما أعلن وزير التربية والتعليم طارق شوقي في كلمة يوم الخميس الماضي. وأضاف شوقي أن الامتحانات ستجرى "في لجان تحظى بعمليات تعقيم خاصة جدا".
- طلاب الصف الأول والثاني برياض الأطفال والأول والثاني الابتدائي يتم تقييمهم من المعلمين طبقا لأدائهم اليومي، وعلى أولياء الأمور التحقق من إتمام الأبناء لمنهجهم المقرر.
- طلاب الصف الثالث الابتدائي للصف الثاني الإعدادي (سنوات النقل) لن يخوضوا امتحانات نهاية العام وسيكلفون بمشروع أو واجب لكل مادة يسلم عبر منصة التعلم الإلكتروني.
- طلاب الصف الأول والثاني الثانوي سيمتحنون عبر أجهزة التابلت الدراسية وسترسل درجاتهم في وقت لاحق إلكترونيا أيضا. وكان من المقرر أن تجرى تجربة لأداء الاختبار أمس ولكنها تأجلت إلى 5 أبريل.
- طلاب التعليم المنزلي وذوو الاحتياجات الخاصة لن يخوضوا امتحانات نهاية العام وسيكلفون بمشروع نهائي.
- الطلاب المصريون في الخارج لن يخوضوا أيضا امتحانات نهاية العام وسيكلفون بمشروع نهائي يسلم عبر منصة التعليم عن بعد، لتخفيض احتمالية إصابتهم بفيروس "كوفيد-19".
- طلاب التعليم الفني سيؤدون امتحاناتهم في الموعد المقرر وفي لجان الامتحان.
وأكد شوقي أنه لن يتم تغيير المناهج في المدارس الحكومية، داعيا أولياء الأمور لمراجعة المناهج والموارد المتاحة من قبل الوزارة على منصات التعلم الإلكتروني.
وألغيت العديد من الاختبارات الدولية، وبينها اختبار البكالوريا الدولية لشهر مايو. ومن المتوقع أن تعلن منظمة البكالوريا الدولية اليوم رسميا عن إلغاء الاختبارات المقررة ما بين 30 أبريل و22 مايو. وقالت المنظمة في خطاب موجه للمدارس والمراقبين على الامتحانات، حسبما نقلت صحيفة ساوث تشاينا مورننج بوست، إن الطلاب "سيمنحون الدبلومات أو الشهادات التي يسعون لها طبقا لأعمالهم التي قدموها والخبرات في التقييم ومراقبة الجودة والصرامة التي يبنى عليها البرنامج". وأكدت مصادر لإنتربرايز أن الخطاب وجه أمس للمدارس التابعة.
وجرى إلغاء امتحانات الدبلومة الأمريكية (سات) لشهر مايو، بحسب موقع منظمة كولدج بورد الأمريكية.
كما قام المجلس الثقافي البريطاني بتأجيل اختبارات اللغة الإنجليزية (آيلتس) من مارس إلى أبريل. وقالت مديرة الاتصالات بالمركز، دينا لطفي، إنه يتابع الموقف عن كثب لاتخاذ القرار النهائي في أبريل بشأن مضي الامتحانات قدما من عدمه. وأضافت "موعد إجراء المركز الثقافي البريطاني اختباراته سيقرر وفقا لتوجيهات الحكومة المصرية، ونحن على تواصل مع الجهات المانحة في المملكة المتحدة ولكننا في المرحلة الحالية ليس لدينا صورة واضحة بشأن موعد إجراء الامتحانات".
ومن المقرر إجراء اختبارات الثانوية البريطانية الدولية (آي جي سي إس إي) في موعدها المقرر على الرغم من إلغاء المملكة المتحدة لامتحاناتها الثانوية للعام الحالي. وقالت الهيئات المانحة لشهادة الثانوية البريطانية الدولية واختبارات المستوى الرفيع الدولية إن الامتحانات "ستعقد في مواعيدها خارج المملكة المتحدة في الدول التي لاتزال المدارس فيها مفتوحة ويمكن إجراء الامتحانات فيها بأمان". وقالت هيئة أوكسفورد إيه كيو إيه المانحة أيضا أنها ستمضي في امتحانات الثانوية البريطانية الدولية والمستوى الرفيع طبقا للمواعيد المقررة.
ومن المتوقع أيضا أن تأخذ وزارة التعليم قرارها بشأن الامتحانات الدولية خلال الأسابيع المقبلة، وقالت العديد من المنظمات سابقة الذكر إنها تنسق مع وزارة التعليم لهذا الشأن. وقال الوزير طارق شوقي في تصريحات تلفزيونية يوم الجمعة إن الوزارة ستعلن قرارها بشأن الامتحانات الدولية خلال الأسبوعين المقبلين.
وقرر المجلس الأعلى للجامعات تأجيل امتحانات منتصف الفصل الدراسي في الجامعات الحكومية والخاصة وغير الهادفة للربح وإجراء امتحانات نهاية العام بعد 30 مايو، حسبما أعلن المجلس يوم السبت. وقالت رسالة إلكترونية من المجلس إن وزن درجات امتحانات نهاية العام سيزيد، مع التأكيد على ضرورة تأجيل أي اختبارات مقررة قبل تاريخ 30 مايو لما بعده. وترك المجلس تحديد مواعيد اختبارات التعليم ما بعد الجامعي لكل جامعة على حدة.
وقبل إعلان قرارات المجلس الأعلى للجامعات تحدث مسؤولون بعدد منها لإنتربرايز بشأن خططهم لإعادة توفيق جداول الامتحانات والواجبات طبقا لأزمة انتشار "كوفيد-19". وقامت الجامعة البريطانية في مصر بتحويل امتحانات نهاية العام إلى إلكترونية، وأوضح مدير المكتب الدولي للجامعة، محمد عيد، أنها ملتزمة بإجراء الامتحانات في مواعيدها لارتباطها بجداول الامتحانات الدولية. وتدرس الجامعة الأمريكية في القاهرة تأجيل الامتحانات التي تتطلب وجود مراقبين خلال الأسبوعين المقبلين، حسبما أعلنت عبر ندوة إلكترونية عن خطتها للتعامل مع "كوفيد-19"، ولكنها أضافت أن الاختبارات الشفهية وتسليم المقالات ستجري في مواعيدها. ويقول الرئيس الأكاديمي المشارك للإدارة الاستراتيجية لشؤون الالتحاق في الجامعة، أحمد طلبة، إن الإدارة تشجع علي تبني أنواع مختلفة من التقييم بدلا من الامتحانات. ويؤكد القلا أن طلاب الجامعات التابعة لشركة القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية لن يخوضوا امتحانات منتصف الفصل الدراسي، ولكنه يشير إلى أن المشكلة الكبرى التي يتوقعها هي كيفية التصرف حيال الامتحانات العملية والفنية مثل التي يخوضها طلبة الطب والتمريض. ولم يوضح بيان المجلس الأعلى للجامعات كيفية إجراء تلك الامتحانات.
وعلى الرغم من الاضطرابات التي تسبب بها فيروس كوفيد-19 لجداول الامتحانات فمن المشجع مراقبة الحلول المبتكرة التي يجري تبنيها حاليا للإبقاء على مسيرة التعليم مستمرة من قبل القطاع الخاص والحكومة. وطبقا لما قاله ملاك المدارس فإن تبني نظم التعلم الإلكتروني والتحول للعمل من المنزل كان أمرا سهلا نسبيا. كما نرى تعاطفا جديدا تجاه المعلمين من أولياء الأمور غير المعتادين على التعليم المنزلي، كما رأينا تكاتفا من جميع الملاك لإجراء الاختبارات والامتحانات النهائية.
إذًا، باتت المؤسسات التعليمية وبينها الجامعات تدعو للمرونة وتوفر تحديثات مستمرة عن الوضع، في ظروف غير مسبوقة لهذه المؤسسات التي تقوم بجهد كبير للتعامل بشكل مناسب بناء على التفهم والمعلومات الدقيقة. ودعت منظمة البكالوريا الدولية المدارس لتوفير الدرجات المتوقعة والمواد الدراسية قدر المستطاع إلكترونيا. وقامت المملكة المتحدة والجامعات الأوروبية بمد العديد من مواعيد التسليم النهائية للطلاب، بينما وعدت العديد من المؤسسات ومجالس الإدارة والوزارات والهيئات الدولية بإصدار تحديثات مستمرة عن تطورات الوضع.