استطلاع إنتربرايز يتوقع خفض "المركزي" أسعار الفائدة للمرة الثالثة على التوالي الأسبوع المقبل
استطلاع إنتربرايز يتوقع خفض "المركزي" أسعار الفائدة للمرة الثالثة على التوالي الأسبوع المقبل: أظهر استطلاع للرأي أجرته إنتربرايز وشمل ستة محللين اقتصاديين أن خمسة منهم يتوقعون أن يقرر البنك المركزي، في اجتماع لجنة السياسة النقدية الخميس المقبل، خفض أسعار الفائدة بنسبة 50-100 نقطة أساس. وأرجع الاقتصاديون توقعاتهم تلك إلى التراجع المفاجئ في معدل التضخم خلال شهر سبتمبر، وهو الاتجاه الذي يتوقعون استمراره حتى ديسمبر المقبل بسبب التأثير الإيجابي لسنة الأساس. وقالت إسراء أحمد، المحللة لدى شعاع لتداول الأوراق المالية: "نعتقد أن التباطؤ المستمر في التضخم سيدعم الاتجاه الحالي المؤيد للتيسير النقدي. ولهذا نتوقع خفض أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس في اجتماع لجنة السياسة النقدية المقبل". وتتوقع كل من شركات برايم القابضة، وفاروس، وبلتون، وإتش سي خفض أسعار الفائدة بمقدار 50-100 نقطة أساس، في حين يتوقع بنك الاستثمار رينيسانس كابيتال تثبيت أسعار الفائدة.
كان البنك المركزي خفض أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس في سبتمبر الماضي، ليصل سعر الفائدة على الإيداع والإقراض لليلة واحدة إلى 13.25% و14.25% على الترتيب، كما خفض البنك أسعار الفائدة على العملية الرئيسية وسعر الائتمان والخصم إلى مستوى 13.75%. وبهذا يكون البنك المركزي قد خفض أسعار الفائدة بمقدار 350 نقطة أساس منذ بداية العام الحالي، منها 250 نقطة أساس منذ أغسطس الماضي.
وتوقعات بمزيد من التراجع في التضخم خلال شهر أكتوبر: اتفق كافة المحللين الذين شملهم استطلاع الرأي أن يواصل معدل التضخم تراجعه خلال شهر أكتوبر، وإن كان بوتيرة أبطأ من الربع السابق الذي شهد تراجع معدل التضخم في المدن إلى 4.8% في شهر سبتمبر، مقابل 8.7% في شهر يوليو. وتوقعت منى بدير، كبيرة الاقتصاديين لدى برايم القابضة، أن يتراجع معدل التضخم في المدن خلال شهر أكتوبر إلى نحو 2.6-3%، وتوقعت رضوى السويفي رئيسة قسم البحوث لدى فاروس القابضة أن ينخفض معدل التضخم إلى 3.5%، وتوقعت إسراء أحمد أن يتراجع التضخم إلى 3%. أما مونيت دوس، خبيرة الاقتصاد الكلي لدى إتش سي، فتوقعت أن يبلغ متوسط التضخم 4.6% خلال الربع الأخير، وأن يبقى دون المستوى المستهدف للبنك المركزي والبالغ 9% (±3%). ومن المقرر أن تعلن أرقام التضخم لشهر أكتوبر يوم الأحد 10 نوفمبر.
تراجع التضخم سيدعم خفض الفائدة للمرة الثالثة على التوالي الأسبوع المقبل. قالت منى بدير: "لا تزال القراءة الضعيفة للتضخم تدعم المزيد من الخفض في أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل للجنة السياسة النقدية، مع خفض متوقع بمقدار 100 نقطة أساس في ضوء التراجع المتوقع في معدل التضخم لشهر أكتوبر مقترنا بخفض ثالث لأسعار الفائدة الأمريكية في الاجتماع الأخير للفيدرالي". وقالت مونيت دوس إن بيانات التضخم الأخيرة ستمنح البنك المركزي مساحة لإجراء خفض آخر بمقدار 50 نقطة أساس هذا الشهر.
والتيسير النقدي من جانب الفيدرالي الأمريكي يدعم قرار خفض أسعار الفائدة: قالت رضوى السويفي إن قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس أخرى سيعطي حافزا إضافيا للبنك المركزي لكي يواصل سياسته التيسيرية.
ولكن ليست كل التوقعات تشير إلى خفض في أسعار الفائدة، إذ يتوقع أحمد حافظ رئيس قطاع بحوث منطقة الشرق الأوسط ببنك الاستثمار رينيسانس كابيتال أن يبقي البنك المركزي على أسعار الفائدة كما هي الأسبوع المقبل، ولكنه لم يوضح الأسباب وراء تلك التوقعات. وقال حافظ: "لا نتوقع أي تغيير في أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل، في حين أن هناك إمكانية لحدوث خفض، والذي سيكون مفاجأة إيجابية".
لا تزال تجارة الفائدة في مصر جذابة مقارنة بالأسواق الناشئة الأخرى، إذ تقدم مصر أحد أكثر العوائد جاذبية، مع استمرار تنافسية أسعار الفائدة الحقيقية وتفوقها على نظيراتها في الأسواق الناشئة – لا سيما بعد أن خفضت تركيا أسعار الفائدة بمقدار 250 نقطة أساس الشهر الماضي.
أما فيما يتعلق بالأشهر المقبلة، تتوقع منى بدير أن تبلغ أسعار الفائدة على الودائع لليلة واحدة 12.25% بنهاية العام الحالي. وفي حين تتوقع بدير أن يرتفع معدل التضخم بسبب تراجع تأثير القاعدة، فهي ترى أنه سيبقى في حدود مستهدف البنك المركزي البالغ +9% / -3% حتى نهاية عام 2020. وتتوقع عالية ممدوح، كبيرة الاقتصاديين لدى بنك الاستثمار بلتون أن يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة مرة أخرى بمقدار 300 نقطة أساس خلال عام 2020.