فنجان قهوة مع وليد شتا الرئيس الإقليمي لشنايدر إليكتريك في مصر وشمال أفريقيا والمشرق العربي
فنجان قهوة مع وليد شتا الرئيس الإقليمي لشركة شنايدر إليكتريك في مصر وشمال أفريقيا والمشرق العربي: يبدو عام 2019 مثيرا للاهتمام لشنايدر إليكتريك هنا في مصر. إذ يواصل قطاع البنية التحتية في البلاد النمو، وخاصة بمجالات نقل الكهرباء وتحلية المياه ومياه الصرف الصحي. وشهد العام الماضي أيضا اتخاذ البلاد خطوات واسعة في تطوير شبكة السكك الحديدية والنقل البري. وشنايدر لها دور في كل ذلك. لكن بعيدا عن نطاق الخدمات، فإن الشركة تنظر لنفسها كمزود للحلول التكنولوجية، ومتخصصة في كفاءة الطاقة وتراهن على مستقبل هذا التوجه. تخطط الشركة أيضا للتركيز على نمو الصادرات من مصر خاصة بعد أن توصلت إلى تسوية مع الحكومة بشأن مستحقاتها المتأخرة لدى صندوق تنمية الصادرات. تلك هي الرؤية التي أوضحها لنا الرئيس الإقليمي للشركة في مصر وشمال أفريقيا والمشرق العربي، وليد شتا، خلال لقائنا معه ضمن سلسلة لقاءات "فنجان قهوة مع إنتربرايز".
من هو وليد شتا؟ يعمل شتا مع شنايدر إليكتريك منذ 25 عاما تنقل فيها بمناصب عديدة بدول أفريقيا والإمارات وفرنسا وغيرها من الدول. وكان شتا الرئيس الإقليمي لمنطقة غرب أفريقيا والتي تضم نيجيريا، وغانا، وسيراليون، وليبيريا، بعد أن قضى مدة في منصب نائب رئيس الشركة لقارة أفريقيا.
هل تستعد شنايدر إليكتريك لاقتحام مجال الاستثمار في رأس المال المخاطر؟ كانت واحدة من المعلومات المفاجئة التي أعلن عنها شتا خلال جلستنا معه هو أن الشركة تعتزم تدشين صندوق لرأس المال المخاطر والذي يستهدف الشركات الناشئة التي تركز على الاقتصاد الرقمي وكفاءة الطاقة. وأضاف أن بعض الشركات الناشئة التي تستهدفها الشركة سيكون مقرها في مصر. وكما أشرنا في نشرة أمس، فإن الشركة تسعى للاستحواذ على شركات محلية بقطاع التكنولوجيا والبرمجيات، وفقا لتصريحات كاسبر هيرزبرج رئيس منطقة أفريقيا والشرق الأوسط بشركة شنايدر العالمية.
نقاط أساسية تضمنها اللقاء مع شتا:
- مصر هي أساس نمو شنايدر إليكتريك في المنطقة، وهي كذلك في صميم استراتيجيتها للتحول العالمي.
- الخطط الاستثمارية للشركة هذا العام تتمحور حول توسيع نطاق موظفيها من المهندسين المتعلمين رقميا.
- تتوقع شركة شنايدر إليكتريك نمو مبيعاتها بقطاع الضيافة، وأن تستمر السياحة في الانتعاش.
- البيروقراطية والروتين يمثلان أكبر تحد تشغيلي في مصر تواجهه شنايدر.
- استمرار تركيز الحكومة على توليد الطاقة الكهربائية من محطة الضبعة على الرغم من أن وجود فائض هو أساس ضمان أن الإمدادات تلبي متطلبات معدلات المواليد لدينا.
- اتخاذ الحكومة خطوة إلى الوراء في تطوير البنية التحتية والسماح للقطاع الخاص بلعب دور أكبر هو الاتجاه الأكثر إثارة الذي يحدث في قطاع البنية التحتية اليوم.
إنتربرايز: هل يمكن أن تخبرنا ما الذي تركز عليه الشركة في مصر وهل تتناسب الدولة مع استراتيجية شنايدر العالمية؟
وليد شتا: عالميا، شنايدر إليكتريك وجهت تركيزها خلال الـ 12 سنة الماضية نحو كفاءة الطاقة، والتحول بعيدا عن كونها شركة تركز على معدات توزيع الكهرباء والأتمتة. نحن نعرف أنفسنا الآن كمزود للخدمات التكنولوجية التي تجعل الطاقة أكثر أمانا وأعلى كفاءة، وأكثر إنتاجية، ونظافة بجميع أسواقنا. وعلى مستوى العالم تمكنا من تحقيق 74 صفقة استحواذ، من بينها صفقتي استحواذ على شركات رائدة في مجال إدارة الطاقة. وبينما لم نتمكن من الاستحواذ بعد على أي من شركات كفاءة الطاقة في مصر، لكننا نراها سوقا رئيسية لهذا المجال، خاصة بالنظر إلى عدد السكان الذي تجاوز 100 مليون نسمة وزيادة معدلات الاستهلاك والحاجة إلى رفع كفاءة استخدام الطاقة.
ومصر أيضا مهمة بالنسبة لخطوتنا التالية في التحول العالمي للشركة نحو الرقمنة وكل ما هو رقمي. نحن نسعى لأن نكون مزودين للتكنولوجيا الرقمية. ومن الناحية التكنولوجية فهذا الآن يعد أمرا سهلا في مصر، حيث أن المجتمع المصري أصبح رقميا وعلى درجة كبيرة من الاتصال بالإنترنت. ومن هذا المنطلق فإن إحدى النقاط التي نركز عليها الآن في مصر هي تدريب فنيي الكهرباء على التأقلم مع هذا الوضع المتغير. فنحن ندربهم على كيفية تركيب المعدات الكهربائية في المنازل وكذلك في لوحات توزيع الكهرباء. نحن نعتقد أن هناك تحولا يحدث الآن في مصر بهذا القطاع.
إنتربرايز: وكيف يؤثر ذلك بشكل مباشر على استثماراتكم على أرض الواقع؟
شتا: لقد توسعت استثماراتنا في العنصر البشري هذا العام، فقد قمنا بتعيين 280 شخصا ضمن قوتنا العاملة هنا والتي تقدر بنحو 1600 شخص. ونصف المعينين الجدد هم من المهندسين ذوي المهارة التكنولوجية والموظفين الذين يعملون في القسمين الأساسيين في الشركة. والقسم الأول هو المشروعات الكهربائية التقليدية، أما القسم الثاني فهو مشروعات "التسليم على المفتاح" وهو الذي يتطلب عددا كبيرا من مديري مشروعات ومديري عقود ومهندسين وآخرين من ذوي الخبرات التكنولوجية.
ويساعدنا الاستثمار بالعنصر البشري في خططنا للتوسع الإقليمي، حيث ننوي زيادة عدد مهندسينا لإنجاز مشروعاتنا حول أفريقيا. ومن المرجح أن تقوم هذه المشروعات بتشغيل العديد من المصريين. كما أننا نقوم بتصدير منتجات مصنعنا في مدينة بدر البالغة استثماراته 210 ملايين يورو، وهو مصنع متخصص في إنتاج أدوات التوزيع ذات الجهد المنخفض والمتوسط. كما استثمرنا مؤخرا حوالي 10 ملايين يورو لزيادة إنتاج هذا المصنع.
إنتربرايز: بالأرقام، كم تبلغ قيمة استثمارات الشركة خلال العام الحالي؟
شتا: في 2018 قمنا باستثمار حوالي 35 مليون يورو. وسينخفض الرقم قليلا هذا العام.
إنتربرايز: ذكرت مؤخرا أن مصر قصة نجاح إقليمية لشنايدر إليكتريك. كيف تقارن مصر من ناحية النمو بالدول الأخرى في المنطقة؟ ما هو ترتيبها؟
شتا: في 2019 كانت مصر هي الرائدة في النمو الإقليمي من ناحية القيمة والنسبة في الشرق الأوسط وأفريقيا، بما في ذلك المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي وجنوب أفريقيا ونيجيريا وتركيا. وكان ذلك هو الوضع أيضا في 2017 و2018 وهذا مستمر خلال العام الجاري، إذ تواصل الشركة تحقيق نسبة نمو من رقم في خانة العشرات. وتحقق النمو في كل القطاعات، بما فيها مشروعات المياه والصرف الصحي والمرافق، والبنية التحتية للمواصلات. ولا زلنا نوفر المعدات الكهربائية التي تشغل الخط الأول لمترو الأنفاق منذ التسعينات. ويستمر النمو أيضا في القطاعات الأخرى غير البنية التحتية، حيث نقوم بتوفير مفاتيح التوزيع الكهربائي بحقل ظهر للغاز الطبيعي. كما نقوم بتوفير المعدات الكهربائية للمشروعات الثقافية التراثية مثل مكتبة الإسكندرية.
إنتربرايز: ما هي المشروعات العملاقة التي تشاركون بها حاليا؟
شتا: تركيزنا الأساسي هو على العمل مع وزارة الكهرباء على مراكز التحكم في الإرسال بالشبكات الكهربائية. ويعتبر الرئيس عبد الفتاح السيسي تطوير إمكانيات التوزيع في الشبكات الكهربائية ومراكز التحكم في الإرسال داخلها أولوية وطنية، وتم تكليفنا بميكنة الشبكات وجعلها "أكثر ذكاء". نحن نعمل أيضا على توفير البنية التحتية الكهربائية للمدن الجديدة قيد الإنشاء، ومن بينها العاصمة الإدارية الجديدة. كما نقوم بتوفير المشورة لجعل العاصمة الجديدة مدينة ذكية وكيفية تحقيق ذلك بشكل مستديم وموفر للطاقة.