الرجوع للعدد الكامل
الإثنين, 15 يوليو 2019

التحول الكامل في فلسفة إنشاء المجتمعات العمرانية في مصر

التحول الكامل في فلسفة إنشاء المجتمعات العمرانية الجديدة في مصر: في كتابهما "بناء مدينة في أفريقيا" تطرح الكاتبتان ريتشل كيتون وميشيل بروفوست رؤيتهما لبناء المدن الجديدة في مصر. ويرى الكتاب الذي نشرت صحيفة الجارديان جزءا منه الأسبوع الماضي أن برامج إنشاء المجتمعات العمرانية الجديدة في مصر شهدت تحولا جذريا عن الرؤية الأولى لها خلال خمسينات وستينات القرن الماضي، عندما كان الهدف هو إنشاء مدن تابعة تمتص النمو السكاني المتسارع. وعندما بدأت هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بيع مساحات أوسع من الأراضي لشركات التطوير العقاري الفاخرة في التسعينات، تحولت أماكن مثل الشيخ زايد إلى "مقاطعات لأثرياء القاهرة الهاربين من فوضى العاصمة"، بعدما كان من المخطط بالأساس أن تكون مدنا لمختلف شرائح الدخل. ومع وجود 22 مدينة جديدة بنيت بالكامل أو جزئيا، ويسكنها نحو 7 ملايين نسمة الآن، مع خطة لدى هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لإنشاء 19 مدينة جديدة أخرى، تتساءل الكاتبتان إلى أي مدى نجحت برامج إنشاء المجتمعات العمرانية في مصر، وكيف يمكن أن تنجح مستقبلا.

المدن التابعة لم تنجح في حل الضغوط السكانية: يشير الكتاب إلى أن مدينة العاشر من رمضان يسكنها حاليا نحو 650 ألف نسمة، أغلبهم من العاملين بالمناطق الصناعية وعائلاتهم، في حين تستهدف هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة زيادة هذا العدد إلى 2.1 مليون نسمة بحلول عام 2023. وفي الوقت نفسه، فإن الحوافز الاقتصادية المقدمة للمواطنين خلال السبعينات والثمانينات للانتقال للعيش هناك تضاءلت حاليا، وبقت البنية التحتية ضعيفة، في حين تواصل إنشاء المساكن لذوي الدخول المنخفضة. وفي الوقت نفسه، فإن مدينة الشيخ زايد يسكنها نحو 330 ألف مواطن، وهو أقل من نصف الرقم المستهدف، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن أسعار الوحدات السكنية أعلى من مقدرة عموم المواطنين باستثناء الشريحة الأكثر ثراء. ويعيش نحو 71% من سكان الشيخ زايد في إسكان فاخر، مقابل 15% فقط يعيشون في الإسكان المخصص لأصحاب الدخول المنخفضة.

ويبقى السؤال حول كيفية تلبية الاحتياجات السكانية المتزايدة: تدفق الاستثمارات على العاصمة الإدارية الجديدة البالغة مساحتها نحو 700 كيلومتر مربع، والتي تهدف إلى استيعاب 6.5 مليون مواطن، يظهر أن طفرة التشييد والبناء لن تنخفض وتيرتها في أي وقت قريب. يتواصل ارتفاع أسعار الأراضي، إذ رجحت مصادر حكومية لجريدة البورصة في مطلع هذا العام رفع أسعار أراضي ووحدات مشروعات هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بنحو 15-20% خلال 2019، وفي الوقت نفسه يتحدث المطورون العقاريون عن ندرة الأراضي المطروحة. وأقرت "المجتمعات العمرانية" الشهر الماضي آلية جديدة لتخصيص الأراضي للتيسير على المستثمرين ودعم الاستثمار بالمدن الجديدة. ولكن تحقيق التوازن بين جذب الاستثمارات الجديدة للقطاع العقاري وتلبية الطلب المتنامي والمتنوع على الإسكان يبقى هو الإشكالية الحقيقية. ويبدي خبير التخطيط العمراني ديفيد سيمز دهشته من أن "القليل من أراضي الدولة توجه لصالح الكتلة الأكبر من السكان، وكيف أن تطوير تلك الأراضي لا يؤدي في النهاية سوى إلى إثراء قلة من المستثمرين". ويعتقد سيمز أن استمرار الحكومة في نفس النهج يرجع جزئيا إلى أن برامج إنشاء المجتمعات العمرانية الجديدة "أكبر من أن تفشل".

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).