علي الشلقاني الشريك الرئيسي بمكتب الشلقاني للمحاماة: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدأون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع علي الشلقاني الشريك الرئيسي بمكتب الشلقاني، أحد أقدم وأكبر مكاتب المحاماة في مصر.
أنا علي الشلقاني، شريك رئيسي بشركة الشلقاني للمحاماة، ورئيس شركة “كايرو إينجلز” للاستثمار بالمشاريع الناشئة، ورئيس شبكة الشرق الأوسط للاستثمار الملاك. أنا متزوج من فانيسا ليهمان شريكة حياتي وصدقيني المفضلة والتي ستحصل قريبا على شهادة الدكتوراه.
أنا محامي شركات متخصص في الشؤون المالية وعمليات الاندماج والشراء والمشاريع التي تركز على قطاع الطاقة والبنية التحتية. أنا أيضا مستثمر ملاك نشط للغاية، أستثمر في المدربين والمرشدين في المراحل المبكرة للشركات الناشئة. وأنا عضو في مجلس إدارة العديد من الشركات.
الصباح مهم لتحديد إطار ذهني لبقية اليوم. عادة ما أستيقظ في حوالي 6:30 صباحا، أغسل أسناني، ثم أنطلق لممارسة رياضة الجري أو أقوم بممارسة التجديف في النيل لمدة ساعة تقريبا. عادة ما كنت أفكر أنه من المستحيل ممارسة الرياضة في الصباح، لكن حاليا أجد أن الأمر منعشا، ويؤثر بالفعل على مزاجي ومستويات الطاقة لدى طوال اليوم. عندما أنتهي من ممارسة الرياضة، أعود واستحم ثم أرتدي ملابسي وأتناول الإفطار والقهوة مع زوجتي ثم أمشي للعمل. بسبب طبيعة عملي عادة لا أتمكن من العودة لتناول العشاء، لذا وجبتنا الأساسية معا وقضاء وقت جيديكون على وجبة الإفطار، وهو أمر رائع.
ما لم يكن لدي مواعيد في الصباح الباكر، فأول ما أقوم به هو التحقق من الرسائل الإلكترونية وتحديث قائمة أعمالي. أنا واحد من الأشخاص المزعجين الذي لن تجد لديهم رسائل بالبريد الإلكتروني، إذ أقوم بالرد على كل شيء بدقة. وبمجرد الإنتهاء من البريد أبدأ في قراءة إنتربرايز.
أحاول إنجاز الأعمال التي تتطلب الكثير من التفكير والتركيز القوي مبكرا، ثم أجدول المكالمات والاجتماعات لوقت لاحق. أتناول وجبة الغداء يوميا في الـ 2:00 ظهرا، ومالم أكن مع أحد العملاء فعادة ما أتناول وجبتي مع فريق العمل بكافيتريا الشركة. أعتقد أن أخذ راحة ذهنية وغداء صحي أمر مهم بالنسبة لي كي أستكمل باقي يومي، لذا لا أستوعب كي يتمكن بعض الأشخاص من التخلف عن تلك الوجبة أو تناول بعض الأطعمة الخفيفة فقط.
من المستحيل أن أنتقي فيلما أو مسلسلا تليفزيونيا مفضل لدي. لكن شاهدت مؤخرا فيلم “الزوجة” من بطولة جلين كلوز، وهو رسالة تذكيرية موجعة حول معاناة النساء بسبب الكثير من الرجال الذين ترهبهم السيدات الأقوياء.
أقرأ الكثير من الأخبار والأعمال التي تخص العمل، وفي وقت استمتاعي، أحاول أن أقرأ الأدب. أيضا وعدت زوجتي بأن أتعلم الألمانية، وكنت صادقا في وعدي، فقد قرأت خلال الأشهر الأخيرة الروايات البوليسية فقط بالألمانية.
“شلقاني” هو واحد من أقدم مكاتب المحاماة في مصر والشرق الأوسط، أنشأه جدي الكبير منذ أكثر من مائة عام. وكانت انطلاقتنا الحقيقية في سبعينات القرن الماضي، خلال فترة الانفتاح الاقتصادي إبان حكم الرئيس الراحل أنور السادات عندما بدأت مصر في الترحيب بالاستثمارات ومشاركة القطاع الخاص. وتمكنت شركتنا من اقتناص تلك الفرصة وتوسعت سريعا لتقديم أفضل الخدمات القانونية للمستثمرين المحليين والأجانب الذين يقومون بإنشاء وإدارة أعمال في مصر. كان الأمر صعبا، و اضطررنا لبناء قاعدة من الأشخاص الموهوبين من الصفر، لكننا آمنا بما نفعل والتزمنا به ولم ننظر للخلف منذ ذلك الوقت.
تركز استراتيجيتنا على على تقديم الحلول القانونية الفعالة للمعاملات والنزاعات المعقدة لعملائنا من الشركات، والذين أغلبهم إما شركات متعددة الجنسيات أو شركات إقليمية أو محلية. سنقدم الأعمال القانونية السلعية فقط في حال كانت شيئا يحتاجه العميل لإتمام ما نحن جيدون فيه، وهو العمل الذي يتطلب مهارة ومعرفة معمقة.
ومثال على ذلك تسوية النزاع الضريبي لشركة جلوبال تيليكوم القابضة. تطلب الأمر ثلاث سنوات، إذ كان لدينا متخصصون في الاندماج والاستحواذ وأسواق رأس المال والنزاعات والضرائب والإعسار المالي جميعهم يعملون بالتوازي. نصف الفريق كان يعمل خلال الإجازات الأسبوعية عند مرحلة ما في تلك القضية وحدها، لكن في النهاية أنجزنا العمل. نحن فخورون للغاية بمثل هذا العمل، لأننا نستطيع التباهي بمثل هذا الإنجاز، لأنها الطريقة الأفضل لتسليط الضوء على ما تقوم به الشركة.
هناك الكثير مما لايفهمه الناس حول قطاع محاماة الشركات. الصورة التي تقدم على التلفزيون في مسلسلات مثل “Suits “ جذابة للغاية، لكنها ليست الحقيقة، فالدراما أقل بكثير، بينما هناك الكثير من العمل الجاد. كما أنه من المفاجئ أن الناس غالبا ما يفكرون أن جميع المحامين يقبلون أي مشكلة قانونية تقدم إليهم. أتلقى مكالمات طوال الوقت من أصدقاء ومعارف يمرون بمشاكل طلاق ويطلبون الاستشارة. هو شرف كبير أن تكون مصدر ثقة، لذا لا آخذها بمنحى سيء، لكن الأمر يصبح متعبا بعد فترة. فمع ذلك، أنت لا تطلب النصيحة من جراح كلما شعرت بألام في الظهر، أليس كذلك؟
التكنولوجيا القانونية ستصبح لاعبا مغيرا في تلك الصناعة. أقرأ كثيرا وأحضر العديد من المؤتمرات حول الشكل الذي ستكون عليه شركات المحاماة مستقبلا. السوق القانونية بدأت تتعطل بالفعل بسبب التكنولوجيا، وسيصبح أكثر تعقيدا في العقد المقبل. يحب المحامون الاعتقاد بأن الصناعة محصنة من التطوير، لكنها لا يمكن أن تبتعد عن الحقيقة. خلال 20 عاما ستكون عملياتنا غير قابلة التعرف عليها.
أؤمن بشدة بالتوازن بين العمل والحياة الشخصية، وأحاول قضاء أكبر وقت ممكن مع العائلة الأصدقاء. وأحاول أنا وزوجتي قضاء وقت جيد قدر المستطاع لفعل أشياء ممتعة معا، مثل تجربة طعام جديد، حضور عروض، ومسرح، والسفر قدر الإمكان. نحن لدينا إيمان راسخ بأهمية العائلة، ونفضل قضاء الوقت مع آبائنا واخوتنا. كما ينطبق ذلك على أصدقائنا أيضا، ونبذل قصارى جهدنا للاستثمار في تلك العلاقات لأنها الأهم.
أنا أيضا أحب الرياضة، وأمارس بعض الرياضات من ثلاث لأربع مرات أسبوعيا. وأنا أيضا مشجع كبير لفريق أرسنال، والذي كان قاسيا للغاية على مدار الـ 15 عاما الماضية، لكنه فريقي ولن أتخلى عنه أبدا، بغض النظر عن البؤس الذي يسببه لي في معظم العطلات الأسبوعية.
لدي العديد من المرشدين الملهمين في حياتي الشخصية والعملية. الكثيرون من المستثمرين المشاركين والمؤسسين الذين أعمل معهم في الاستثمار الملاك يبقونني منضبطا،كما أنهم مصدرا للإلهام والتعلم. لكن إن كنت في حاجة للإشارة لدرس واحد مهم في حياتي، سأبدا بما تعلمت من والدي. فقد علمني أمي وأبي إن كنت أريد النجاح، فيجب علي أن أكسب ذلك بالطرق الصعبة من خلال التطبيق والعمل الجاد. لا يمكنك إلقاء اللوم على الآخرين إن لم تسر الأشياء حسب طريقتك. النهم والرغبة للتطور التي غرست في ساعداني بشكل جيد في حياتي وعملي.
لأي شخص يبحث عن الإلهام في إدارة الوقت، أنصح بمشاهدة محاضرات راندي بوتش، والتي تدور فلسفة البقاء منظما. أنا شخصيا منظم للغاية أحيانا لدرجة إفراط، لأن العفوية أيضا أمر مهم في الحياة (لكني لا أوافق). التنسيق والتنظيم تأتي إلي بصورة طبيعية، لكني أيضا أحب التكنولوجيا لدرجة كبيرة وأستخدم الكثير من التطبيقات على هاتفي وجهاز الحاسب المكتبي والحاسوب المحمول لأضمن الاطلاع الدائم على الأشياء.