blackboard
الإثنين, 28 مارس 2022

قطاع التمريض في مصر: أين يقف وكيف يمكن تحسينه؟

مع النقص في الجودة والأعداد، كيف يتعامل مقدمو الرعاية الصحية في القطاع الخاص في مصر مع مشاكل طاقم التمريض؟ يجبر الافتقار إلى التدريب الرسمي المناسب في إدارة المرضى والمهارات الشخصية، إضافة إلى النقص في عدد الخريجين، مقدمي الرعاية الصحية على توفير تدريب مستمر أثناء العمل للممرضات لتلبية متطلبات الرعاية الصحية. مع تلقي شركات تعليم إدارة الخدمات الصحية عن بعد، والتكنولوجيا الصحية، والرعاية الصحية استثمارات خاصة متزايدة، ومع إطلاق الحكومة منظومة تأمين صحي شامل بقيمة 600 مليار جنيه لخدمة إجمالي السكان المتوقع أن يصلوا إلى 160 مليون نسمة بحلول عام 2030، يشعر القطاع بشكل متزايد بنقص الممرضين المؤهلين، الذين يمثلون أكبر مهنة في مجال توفير الرعاية الصحية.

يشكل التمريض نسبة كبيرة من العاملين في مجال الرعاية الصحية وهم مسؤولون عن تقديم الجزء الأكبر من خدمات الرعاية الصحية في المستشفيات. ويمثلون 23-25% من إجمالي العاملين بالمستشفى، وفقا لما قالته مروة الأباصيري رئيسة قسم الموارد البشرية في مجموعة مستشفيات كليوباترا لإنتربرايز. وتقدر دعاء موسى رئيسة قسم الموارد البشرية في شركة ألاميدا نسبة التمريض بنحو 40-60%. "مهنة التمريض هي العمود الفقري لأي مؤسسة رعاية صحية. يمكنك إدارة مستشفى دون أي وظيفة أخرى، ولكن الممرضين وحدهم يمكنهم إدارة مستشفى". على سبيل المقارنة، في الولايات المتحدة، يشكل التمريض ما يقدر بنحو 30% من طاقم المستشفى، ويمثل أكبر وظيفة في أي مستشفى.

في الواقع، يعتبر التمريض مهم لدرجة أن فكرة استبدال الروبوتات لتمريض البشر يُنظر إليها على أنها ببساطة مستحيلة. "الأتمتة يمكن أن تجعل المهام الإدارية للتمريض أسهل، لكنها لن تحل محل التمريض أبدا"، حسبما يقول الدكتور إيهاب عطية، الرئيس التنفيذي لشركة طبيبي 24/7. وبالمثل، تخبرنا أماني نظيف، رئيسة قسم التمريض في مجموعة ألاميدا أن "التمريض علم وفن"، وأن الروبوت قد يكون قادرا على إدارة الدواء ولكنه لا يستطيع أن يوفر للمريض الرعاية التي يمكن أن تقدمها ممرضة بشرية.

ومع ذلك، على الرغم من الدور الحاسم الذي يلعبونه، فإن التمريض المؤهل في مصر غير موجود بالعدد الكافي، وهي مشكلة تبدأ بحالة التعليم والتدريب المقدم للتمريض. هناك طريقتان لذلك: المسار الأول هو إكمال دبلوم تمريض ثانوي فني مدته خمس سنوات من معهد تابع لوزارة التربية والتعليم، والذي يجمع بين التدريس في الفصول الدراسية والممارسة العملية في المستشفيات. والثاني هو بكالوريوس علوم تمريض لمدة أربع سنوات. يجب على الجميع الخريجين التقدم للحصول على ترخيص للممارسة والانضمام إلى النقابة العامة لمهنة التمريض المصرى.

تصنيف معظم الجامعات المحلية التي تقدم تعليم التمريض يتراوح بين 1001-1201 على مستوى العالم، وتأتي جامعة القاهرة فقط في فئة الترتيب 571-580. الجامعات المصرية الخمس، جامعة الأزهر، وجامعة الإسكندرية، وجامعة أسيوط، والجامعة البريطانية في مصر، وجامعة قناة السويس، جاءت في التصنيف 1201-1001 والباقي في التصنيف 1200+ أو لم تحصل على تصنيف على الإطلاق. تعتمد تصنيفات كيو إس العالمية على ستة معايير رئيسية: السمعة الأكاديمية، وسمعة صاحب العمل، ونسبة أعضاء هيئة التدريس إلى الطلاب، والاستشهادات العلمية لكل كلية، ونسبة أعضاء هيئة التدريس الدوليين، ونسبة الطلاب الدوليين. كما أشرنا سابقا، ترجح تصنيفات كيو إس معايير السمعة أكثر من الاستشهادات أو مخرجات البحث، مما يشير إلى أن جودة الخريجين في الوظيفة تؤثر بشكل كبير على تصنيف الجامعة.

ضمن هذه البرامج هناك فجوات، أهمها إدارة المريض ومهارات التعامل مع الآخرين، كما تذكر مصادرنا. تقول نظيف إن أحد المجالات الرئيسية التي تحتاج إلى تطوير بين الممرضات هي مهارات التعامل مع الآخرين، إذ يفتقر العديد من الممرضين والممرضات إلى مهارات التعامل مع الآخرين مثل كيفية الترحيب بالمرضى وكيفية تقديم أنفسهم. تركز برامج التمريض الأعلى على المستوى الدولي، مثل برنامج التمريض الأعلى تصنيفا عالميا في جامعة بنسلفانيا، على سبيل المثال، على المشاركة المجتمعية والوعي الثقافي للممرضين والممرضات.

ضع كل هذه العوامل معا، ولن تستغرب من المشكلات التي تعاني منها مهنة التمريض في مصر: لطالما كانت هناك شكاوى بشأن توفر طواقم التمريض ذات الكفاءة في مصر. دفع هذا الاتجاه بعض كبار مقدمي الرعاية الصحية، بما في ذلك مجموعة ألاميدا، التي تمتلك مستشفيات دار الفؤاد والسلام، لاستقدام الممرضات الأجنبيات من شرق آسيا.

وفي محاولة لحل المشكلة، تعتمد المستشفيات الخاصة ومؤسسات الرعاية المنزلية على التدريب الداخلي. أخبرنا مقدمو الرعاية الصحية الذين تحدثنا معهم أنهم غالبا ما يضمون الممرضات خلال السنة التدريبية الأخيرة في كلية التمريض، ويأخذونهم كمتدربين. من أجل رفع جودة الخدمة، تقدم مجموعة كليوباترا وألاميدا وطبيبي برامج تدريب داخلية تركز بشكل أساسي على التواصل والقيادة والتكنولوجيا وإعداد التقارير. تستعد أكاديمية ألاميدا لإطلاق شهادات متخصصة في التمريض وغسيل الكلى والإدارة والقيادة، حسبما أخبرتنا مصادرنا.

ينصب التركيز بشكل أساسي على المهارات الشخصية: في حين أن المعرفة العلمية جيدة في تعليم التمريض المصري، فإن التدريب على المهارات الشخصية، خاصة في مجالات إدارة المريض وإدارة الإجهاد، يقدم بانتظام من خلال برامج التدريب أثناء العمل، كما يتلقى معظم طاقم التمريض دورتين دراسيتين شهريا، إضافة إلى التدريب المستمر أثناء العمل، كما تقول الأباصيري. وأشار أحد المصادر الذي طلب عدم الكشف عن هويته إلى أن حاملي البكالوريوس يتمتعون عادة بمعرفة نظرية أفضل، لكن في بعض الأحيان يفتقرون إلى الخبرة العملية الكافية. ومع ذلك، فإن أصحاب الأعمال الذين تحدثنا معهم لم يظهروا تفضيلا لأي منهما، إذ اعتمدوا بشكل كبير على التدريب أثناء العمل والتدريب الداخلي. رفضت مصادرنا الكشف عن التكاليف العامة للتدريب المستمر للعاملين في التمريض.

وهناك أسواق خارجية لا تزال تجتذب أطقم التمريض المؤهلة في مصر: النقص العالمي في الممرضات يعني أن العديد من أطقم التمريض المصريين يختارون السفر إلى دول الخليج وأوروبا وكندا والولايات المتحدة سعيا وراء رواتب وظروف عمل أفضل، وتعتبر دول مجلس التعاون الخليجي أكبر سوق لهم. تخبرنا مصادرنا أن الممرضات في المستشفيات الخاصة مستهدفات بشكل خاص. وحتى هنا في مصر، فإن المستشفيات الخاصة أيضا في منافسة مستمرة مع التمريض المنزلي، الذي يزداد شعبية، خاصة وأن شركات مثل حكيمة وطبيبي24/7 لديها تمريض منزلي مؤسسي. يقول عطية إن الرعاية المنزلية تشكل 70% من خدمات طبيبي، وتأتي 30-40% من عائداتها من التمريض المنزلي وحده. من المتوقع أن ينمو هذا الطلب فقط، كما يخبرنا، إذ تزداد النسبة المئوية للسكان الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما لتصل إلى ما يقدر بنحو 14% من السكان بحلول عام 2050.


أبرز أخبار قطاع التعليم في أسبوع:

  • أربعة مراكز بحثية مصرية ضمن المراكز العشرة الأولى على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تصنيف "سيماجو" لعام 2022، وهي كالتالي: المركز القومي للبحوث (المرتبة الأولى)، ومركز البحوث الزراعية (المرتبة الرابعة)، وهيئة الطاقة الذرية (الخامسة)، ومعهد بحوث البترول (السابعة).
  • وقعت وزارة التربية والتعليم بروتوكول تعاون مع جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر لتقديم فرص عمل وتأهيل وتعليم متميز من خلال إعداد خريجين ذوي مهارة عالية.
  • سوديك تدعم مؤسسة علمني: تدعم سوديك تقديم تعليم لائق من خلال مؤسسة علمني التي تدير مدرسة مجتمعية في منطقة الطالبية بالجيزة، كما تقدم برامج تدريب وتطوير لكل من معلمي وطلاب المدارس في عدد من المحافظات.

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).