برامج إدارة الخدمات الصحية تبدأ في الظهور في مصر: مع تنفيذ منظومة التأمين الصحي الشامل وظهور خدمات الرعاية الصحية عن بعد في مصر، نما قطاع الرعاية الصحية في البلاد ومن المتوقع على نطاق واسع أن يشهد تحولا في السنوات المقبلة. ومع استمرار نمو الطلب على الرعاية الصحية الجيدة واتجاهات جديدة في هذه الصناعة، تجد مستشفيات ومرافق القطاع الخاص حاجة متزايدة ليس فقط للموظفين الطبيين، ولكن أيضا للموظفين على المستوى الإداري الذين سينظرون إلى الصورة الكبيرة. هؤلاء الأفراد، الذين يديرون بشكل أساسي "الواجهة الخلفية" لمنشأة طبية، والتي تشمل كل شيء بدءا من ضمان عمل المنشأة في حدود ميزانيتها إلى صياغة استراتيجيات جديدة لمواكبة التغييرات في السوق والاستفادة من السبل المحتملة للنمو.

إذن، ما سبب التأخير؟ أن تصبح مؤهلا لإدارة مستشفى أو مؤسسته الخلفية ليس بالأمر السهل، مع عدم وجود هيكل مؤسسي موحد أو إرشادات لمتابعة إدارة المستشفيات في الدولة. أدخلت برامج إدارة الخدمات الصحية – وهو تخصص أكاديمي لا يزال ناشئا في مصر – بهدف إعداد مديري وموظفي المستشفيات الطموحين لإدارة مستشفى ناجح.

ما هي برامج إدارة الخدمات الصحية؟ صممت البرامج المخصصة لإدارة الرعاية الصحية لتعليم المتخصصين في الرعاية الصحية الطموحين، استراتيجية الرعاية الصحية وأنظمة المعلومات والتمويل وإدارة سلاسل التوريد والعمليات. وتهدف البرامج أيضا إلى تزويد الطلاب بالأدوات اللازمة لمواجهة التحديات التي تواجه المديرين في صناعة الرعاية الصحية، مثل كيفية التعامل مع المنافسة الديناميكية – لا سيما في صناعة مجزأة للغاية في البلاد، حيث تنتشر الإدارة والتمويل وتوفير الرعاية بين قائمة اللاعبين المختلفين – واعتماد تقنيات جديدة في قطاع سريع التغير.

ما مدى حداثة تلك البرامج؟ تقدم الجامعة الأمريكية بالقاهرة دبلومة إدارة المستشفيات لأكثر من عقد، لكن الكليات والمؤسسات التعليمية الأخرى لم تحذو حذوها إلا في السنوات الأخيرة. في عام 2015، قدمت الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري ومستشفى سرطان الأطفال 57357 ماجستير إدارة أعمال تنفيذيا متخصصا في إدارة المستشفيات. تقدم كلية إسلسكا لإدارة الأعمال أيضا تخصصا في إدارة الرعاية الصحية الدولية كأحد برامج ماجستير إدارة الأعمال، وستقدم جامعة المستقبل في مصر تخصصا في المجال ذاته اعتبارا من فبراير، حسبما أخبرنا رئيس جامعة المستقبل عبادة سرحان. تقدم جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا المسار الجامعي الوحيد لإدارة المستشفيات في مصر.

التكلفة: تتراوح مدة دبلومات الدراسات العليا من سنة إلى سنتين وتقدر تكلفتها بين 40-65 ألف جنيه سنويا، اعتمادا على الجامعة وحالة اعتماد الدبلوم ومدى شمولها. العديد من البرامج، بما في ذلك الجامعة الأمريكية بالقاهرة وجامعة المستقبل، تدرس عن بعد، فيما تدمج برامج الجامعة الأمريكية بالقاهرة 40 ساعة من الزيارات الميدانية للمستشفيات. تدرس مسارات الجامعتين في الغالب من قبل ممارسين للمهنة، ما يجعل البرامج أكثر عملية وتطبيقية، مع أمثلة من الحياة الواقعية وحالات مشمولة في المناهج الدراسية.

لماذا بدأت هذه البرامج فجأة في الظهور الآن؟ التحول في قطاع الرعاية الصحية بات وشيكا، لا سيما على صعيد الرقمنة وتسريع تكنولوجيا المعلومات، وفقا لهشام عبد الغفار، مدرس بأحد برامج إدارة الرعاية الصحية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة. نما قطاع الخدمات الصحية عن بعد، على سبيل المثال، خلال السنوات الماضية، ومن المتوقع أن ينتعش أكثر في السنوات القليلة المقبلة. يقول عبد الغفار إن هذا يستدعي الدعم والتدريب على كيفية إحداث هذا التحول نحو التقدم التكنولوجي في الرعاية الصحية والطب الحديث التعاوني والذكاء الاصطناعي. لذا فإن التحول مهم للغاية، لا سيما عندما تأخذ الدولة نفسها الأمر على محمل الجد، مع إدخال نظام التأمين الصحي الشامل، كما يشير عبد الغفار.

هناك طلب على البرامج: هناك طلب كبير على هذه البرامج الآن في مصر، ودبلومة جامعة المستقبل الجديدة تستقطب الكثير من المتقدمين بالفعل، إذ بدأت الجامعة الترويج للتخصص الجديد قبل بدايته في الفصل الدراسي المقبل، حسبما أخبرنا سرحان. تشهد الفصول الدراسية في برامج الجامعة الأمريكية بالقاهرة أيضا قوائم انتظار في كل فصل دراسي، وفقا لعبد الغفار، خاصة وأن البرنامج بدأ عن بعد بسبب فيروس "كوفيد-19"، ما جعله متاحا في مصر وخارجها، بما في ذلك السعودية والإمارات.

دارسو الطب ليسوا الوحيدون الذين يتقدمون لهذه البرامج: يمكن للأشخاص من خلفيات متنوعة الحصول على دبلومة في إدارة الخدمات الصحية، بما في ذلك خريجي الأعمال والاقتصاد والتمويل والصيدلة، كما أوضح سرحان. بدأ عبد الغفار أيضا في رؤية مجموعة متنوعة من الخلفيات بين طلابه، على الرغم من أن خريجي الطب لا يزالون يشكلون الأغلبية.

لكن ما الفرق الذي تحدثه هذه البرامج فعليا؟ أوضح حسن فكري، مدير علاقات المستثمرين في مجموعة مستشفيات كليوباترا، أنه لفترة طويلة، كان من الصعب للغاية العثور على شخص لديه مهارات وخلفية جيدة في الإدارة بقطاع الرعاية الصحية لتعيينه في منصب إداري في مستشفى. في الوقت الحالي، يكتسب معظم الأشخاص خبرة أثناء العمل، وتقوم المستشفيات بصقل مهارات العاملين. وأضاف أنه على الرغم من أن المديرين أدوا أدوارهم على أكمل وجه منذ فترة طويلة من دون هذه الدبلومات أو الشهادات، فإن البرامج تشبه منصة الإطلاق التي يمكن أن تجعل الرحلة أسهل وأسرع بكثير.

تبدو آفاق التوظيف أفضل – وأقل تكلفة – مع توفر هذه البرامج: الآن بعد أن أصبح هناك عروض ومجموعة متنوعة من البرامج التدريبية المقدمة بأسعار مختلفة، فإن ذلك يساعد المستشفيات بالفعل على تطوير موظفيها، سواء القدامى أو الجدد، مع وقت وموارد أقل، على حد قول فكري لإنتربرايز. من جهة، بدأت المستشفيات في إيجاد مرشحين مبتدئين للوظائف يملكون بالفعل درجة إدارة خدمات الرعاية الصحية وجاهزون لتولي المناصب. ومن ناحية أخرى، يمكن للمهنيين من المستوى المتوسط الذين لا يزالون في طور التعلم والذين لم يمكنهم في السابق الوصول إلى تعلم خصوصيات وعموميات إدارة الرعاية الصحية الآن متابعة هذه الدرجات في أي مرحلة من حياتهم المهنية وأن يكونوا جاهزين بشكل أفضل لصعود السلم الوظيفي. وقال فكري إن المعادلة إجمالا ستنتج المزيد من الأفراد في الصناعة بفهم عميق لإدارة خدمات الرعاية الصحية، وهو ما سيكون في صالح نمو الصناعة على المدى البعيد.

---

أبرز أخبار قطاع التعليم في أسبوع:

• الصين تنشئ مختبرا زراعيا ذكيا في مصر: وقعت الصين ومصر مذكرة تفاهم لإنشاء مختبر زراعي ذكي في مصر.
• إيتيدا وفيزا تتعاونان لإطلاق منصة تعليمية رقمية مجانية لتزويد الشركات الناشئة المصرية العاملة في مجال التكنولوجيا المالية ورواد الأعمال بالأدوات التي يمكن أن تساعدهم في الحفاظ على أعمالهم وتحديد فرص النمو المحتمل.
• منح لطلاب جنوب سيناء: قرر مجلس أمناء جامعة الملك سلمان الدولية تخصيص 10 منح دراسية بنسبة 50% لطلاب محافظة جنوب سيناء.
• الصناعة والبحث العلمي: وقع معهد بحوث الإلكترونيات التابع لوزارة التعليم العالي اتفاقا مع شركة سيراج للإضاءة ومركز تحديث الصناعة، للتعاون في تطوير كشافات الليد، وزيادة العمر الافتراضي لها، وتوفير الطاقة باستخدام تكنولوجيات متطورة ترفع من كفاءتها، والعمل على تطويع مصادر الطاقة المتجددة واستخدامها في إنتاج كشافات موفرة للطاقة، بالإضافة إلى إيجاد حلول مبتكرة لمنظومة الإضاءة الذكية.